سيارات تزاحم المصطافين كان المصطافون في وقت غير بعيد يشتكون من وجود بعض الأحصنة أو الجمال على الشواطئ يستغلها أصحابها في أخذ صور أو برمجة جولة. * * لكنهم يشتكون اليوم من سيارات رباعية الدفع يصرّ أصحابها على إدخالها إلى قلب الشاطئ وركنها هناك والاستماع إلى الموسيقى الصاخبة الصادرة منها، مما يزعج الباحثين عن الراحة والاستجمام. * يكاد مشهد مزاحمة السيارات رباعية الدفع للمصطافين يصبح مألوفا في العديد من شواطئنا، خاصة مع زيادة انتشار هذا النوع من السيارات بين الجزائريين أو المغتربين، حيث تجد معظمهم يركن سيارته في قلب الشاطئ خاصة إن لم يكن هذا الأخير مستأجرا من أحدهم وفي حشد المصطافين، مما يضطر بعضهم إلى تغيير مكانهم، لاسيما إن كان معهم أطفال خوفا من وقوع أي حادث، أو هربا من الموسيقى الصاخبة التي غالبا ما يصر أصحاب هذه السيارات على إسماعها للآخرين كنوع من لفت الانتباه، على حد تعبير أحد المصطافين المستائين. * اعتقدنا في البداية أن مثل هذا التصرف ناجم حسب شهادة صاحب رباعية الدفع عن عدم وجود موقف مخصص للسيارات بالقرب من الشاطئ، مما يجعل أصحاب ال4X4 يخافون على سياراتهم »الثمينة« ويركنوها بالشاطئ تحت أنظارهم، لكن هذا الاعتقاد سرعان ما تلاشى عندما وجدنا المشهد ذاته يتكرر في شواطئ تتوفر على موقف خاص ومحروس يسقط حجة هؤلاء في انعدام الأمان. * وقد أثارت هذه الظاهرة استياء العديد من المصطافين، حيث أكد لنا أحدهم أنه دخل في مناوشات مع صاحب سيارة رباعية الدفع »كنت مع عائلتي استمتع بالبحر قبل أن تفاجئنا سيارة من نوع 4X4 وتقلق راحتنا، كتمت استيائي في المرة الأولى رغم أن ركنه للسيارة في ذلك الموقع حجب عني رؤية سيارتي التي تركتها عند مدخل الشاطئ، لكنني لم أكتمه في المرة الثانية عندما أحسست أنه بالغ في تصرفه عندما أشعل جهاز الراديو عن آخره وأخذ مكانا له بالقرب منّا، فدخلت معه في مناوشات كلامية كادت أن تؤدي إلى شجار بدني لولا تدخل أولاد الحلال الذين خيّروه بين غلق الراديو أو المغادرة... لكنني في النهاية غادرت أنا وعائلتي بعد حوالي الساعة من نزولنا إلى الشاطئ«. * مصطافة أخرى أثارت مسألة غزو الشواطئ بالحيوانات والسيارات »لا يكفي أن جلّ شواطئنا تغزوها النفايات، ليأتيها غزو من نوع آخر... جمال وأحصنة وقردة والآن السيارات الضخمة... كأنهم وحدهم يملكون سيارات!«. إنه نوع من »الزوخ« والتفاخر تقول أخرى يريدون التباهي بها على حساب راحة المصطافين.