في شاطئ العقيد عباس كما بسي الحواس بالدواودة وبشاطئ شنوة غير بعيد عن عاصمة الولاية وبشواطئ أخرى لا تقلّ أهمية عن الأولى من حيث استقطابها للمصطافين، لاتزال الكلاب تشكّل مرارا مصدر قلق وخوف لدى العديد من العائلات بحيث يعمد أصحابها الى إحضارها للشاطئ للتباهي والظهور بمظهر القوة والتحضّر أمام غيرهم دون تقدير الضرر المعنوي الذي يلحق بالآخرين. أما عن الخيل والجمال فهي لاتزال بدورها تستغلّ لتسلية الأطفال والشباب على اختلاف مستوياتهم لاسيما المعجبون منهم بهذا النمط من الحيوانات التي تعيش عادة بعيدا عن المدن، فمنهم من يعمد إلى ركوبها مقابل دفع مبالغ مالية ومنهم من يأخذ صورا تذكارية معها غير بعيد عن جموع المصطافين. ولكن المختصين من أطباء الحماية المدنية ومربي الخيل أيضا يؤكّدون على أنّه في حال تعرّض الحصان لفزع أو لسعة حشرة معيّنة فإنّ ركضه العشوائي بالشاطئ يمكنه أن يكون مصدر خطر محدق بالمصطافين لاسيما صغار السن منهم، بحيث يمكن للفار من الحصان الراكض نحو مياه البحر الإصابة بالصعقة المائية التي تلحق ضررا كبيرا بصحته. وبعيدا عن رمال الشواطئ وبالتحديد على الفضاءات المائية المحددة للسباحة، لاتزال الدراجات الخفيفة منها والثقيلة والمركبات المائية تثير فزع المصطافين الذين يتفاجؤون باستمرار بقدوم هذه الأخيرة تجاههم في ظروف ملؤها الرعب والفزع، بحيث يستغّل ممستعملو المركبات ذاتها شساعة الشواطئ للاقتراب من المصطافين والتهرّب من مصالح مراقبة السواحل، وتبقى خلفيات التصرّفات ذاتها حسب ما التمسناه ممّن أكّدوا شيوع الظاهرة الرغبة الملحّة للشباب في الظهور بمظهر ميسوري الحال وذوي المكانة الاجتماعية المرموقة أمام جموع المصطافين الفارين من لسعات أشعة الشمس المحرقة بالجزائر العميقة وبالمدن. وتعتبر هذه الظواهر المرعبة والمزعجة للمصطافين تجاوزا خطيرا لقرار والي الولاية رقم 213 الصادر في 25 فيفري 2008 والمتعلّق بتنظيم ممارسة الألعاب الرياضية على الشواطئ، بحيث تشير المادة السادسة منه صراحة إلى منع اصطحاب الكلاب وركوب الخيل بالسواحل وقت تواجد المستحمين والعائمين، فيما تشير المادة الخامسة إلى منع استعمال الدراجات المائية بالقرب من المستحمين وتمنع المادة الرابعة منه الصيد تحت الماء بجوار الشاطئ.