سجن البرواقية أصدرت وزارة العدل ممثلة في المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج دليلا للأئمة والمرشدات الدينيات يشمل توجيهات ومعلومات هامة لتفعيل عملهم في الوسط العقابي. * الدليل الذي أرسل في أواخر شهر رمضان المنصرم للمؤسسات العقابية التي تُسلّمه بدورها للأئمة والمردشات الدينيات المنتدبين لديها لإلقاء دروس الوعظ على المحبوس، جاء لتجسيد فلسفة المدرسة الحديثة للدفاع الاجتماعي التي تعتبر إصلاح المحبوسين وإعادة إدماجهم الغاية المنشودة من تنفيذ الأحكام الجزائية، وذلك وفق أسس علمية بهدف إقامة نظام عقابي متطور يساير الأنظمة الدولية المعاصرة في ترقية معاملة المحبوسين وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والروحية الضرورية لهم. * وللوعظ والإرشاد والتربية الدينية -كما أكد الدليل- دور هام في عملية إعادة التربية والإدماج من خلال تنمية الفضيلة وحسن الأخلاق والنهي عن أفعال السوء، بحيث أن تشبع الشخص بالوازع الديني والأخلاقي يقوي شخصيته ويحمله على الابتعاد عن المنكر والفساد والتذكير بأن المؤمن عليه أن لا يحيد عن الطريق المستقيم ويعمل لدنياه كما يعمل لآخرته. * وبحسب ما ورد في الدليل، فإن إعادة إدماج المحبوسين ومواجهة حالات العود وتقليص عدد المنحرفين بما يخدم أمن المجتمع وطمأنينته، يقع على عاتق المجتمع بكل فعالياته والهيئات العمومية من خلال مرافقة المحبوسين أثناء وبعد قضاء العقوبة بالقدر الذي سيسمح لهم بالعيش في المجتمع والإسهام في تطوره في ظل احترام القانون، وللأئمة والمرشدات الدينيات ومعلمي القرآن دور هام في هذه العملية التربوية، وذلك بالتوعية الدينية وترسيخ القيم الروحية والتربوية لدى المحبوسين والتي تعد من العوامل الوقائية لصون الشخص من الانحراف "وليكون مؤمنا تقيا ومواطنا صالحا"، ولأجل ذلك جاء الدليل لتبصير الأئمة والمرشدات الدينيات المنتدبين لدى المؤسسات العقابية لتعريفهم بالمحبوس ومحيطه وخصائص المحيط العقابي. * وتضمن الدليل أربعة محاور، تناول الأول منها ما يجب أن تتضمنه دروس الوعظ والإرشاد الديني وتحفيظ القرآن الكريم من آداب إسلامية ومكارم أخلاقية ومسائل فقهية وغيرها. * أما المحور الثاني فقد تناول تنظيم علاقة الإمام والمرشدة الدينية بوسط العمل من حيث تحديد واجباتهم وحقوقهم، في حين أن المحور الثالث تضمن الوسائل المستخدمة لتأدية مهام الوعظ والإرشاد، بانتهاج أسلوب الرفق والترغيب في إلقاء الدروس وتسجيل أشرطة سمعية بصرية للمحاضرات والدروس، وبثها عن طريق القناة التلفزيونية المصغرة الداخلية، وفي الأخير تناول المحور الرابع الإطار النظامي لعمل الإمام والمرشدة الدينية. * وعن أهمية هذا الدليل، أكد السيد نبيل زواوي مدير المؤسسة العقابية بتيجلابين أنه يسّهل مهام الأئمة والمرشدات ويعرفهم بالقوانين الداخلية للسجن، ويُبصرهم بكيفية أداء عملهم وبالوسائل الواجبة والمسموح الاستعانة بها لتحقيق ذلك، وما يفترض أن تتضمنه دروس الوعظ والإرشاد الديني الذي تضمن التعليمات الشفوية التي كانت المؤسسات العقابية تزودّ بها الأئمة والمرشدات.