عندما تتحوّل المنتديات الإلكترونية إلى معارك "تنابزية" بين شباب كروي مصري وجزائري فيه الكثير من حب الوطن والكثير أيضا من التهوّر الذي سيتبخّر بمجرّد انتهاء المنافسة وحلول الموعد الذي من أجله تضاربوا وتقاذفوا بالصواريخ وطعنوا في التاريخ والجغرافيا، فإن ذلك من الممكن هضمه ويدخل في إطار الرأي والرأي المعاكس والديمقراطية وحتى "لعب العيال!".. * * لكن أن تتحوّل الفضائيات المصرية التي تستقبل أناسا يسمون أنفسهم بالمختصين والدكاترة والنقّاد ليهاجموا هؤلاء الشباب ويجلدون وطنا كلنا نعلم أن لا أحد لملم جراحه أو مسح دموعه عندما كان يئن وحيدا خلال أزيد من عشرية من الدم، فذاك هو التجاوز الخطير لكل الخطوط الحمراء، فإذا كان بعض الإعلاميين المصريين ولحسن الحظ بعض الإعلاميين يسيرون على قاعدة إعلامية قديمة "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم"، فإنهم يعلمون أننا لا نمتلك فضائيات مستقلة وقنواتنا التلفزيونية الحكومية الأربع، لا تذكر منتخب الجزائر بخير، فما بالك أن نذكر منتخب مصر بشرّ، وكل ما في الحكاية هو نبش في المنتديات المفتوحة وأصلا غير معروف زائريها وروّادها ومهاجمة من خلال مجهولين بلدا بأسره، فمن قال لعمرو أديب أن الجزائريين يكرهون المصريين وهم يحفظون شعر حافظ ابراهيم وأحمد شوقي وعلي محمود طه أكثر منه، ومن قال لعمرو أديب أنهم يكرهون المصريين وهم يحفظون أغاني كارم محمود وشادية وأم كلثوم أكثر منه؟ ومن قال لعمرو أديب أنهم يكرهون المصريين وهم احتضنوا محمد الغزالي والشيخ القرضاوي وعمرو خالد ووجدي غنيم حينما ضاقت بهم السبل؟ * وهم الذين احتضنوا محمد عبده ومصطفى أمين وحسنين هيكل وأنيس منصور ومازالوا مستعدين لوضع التاج على رأس أم الدنيا، فقد اتهم الإعلام المصري نور الشريف بالشذوذ الجنسي ولم يفعل الإعلام الجزائري ذلك، واتهم المفكر حامد أبو زيد بالزندقة ولم يفعل الإعلام الجزائري ذلك، واتهم فرج فوده بالإلحاد ولم يفعل الإعلام الجزائري ذلك، واتهم عمرو خالد بالمتاجرة بالدين ولم يفعل الإعلام الجزائري ذلك، ويتهم الآن الدكتور علاء صدقي بالخيانة الكبرى ولم يفعل الإعلام الجزائري ذلك.. إن كان هناك شخص في العالم العربي يكره المصريين، فهو بالتأكيد هذا الذي يوهم الآخرين بأنه يدافع عن أم الدنيا! * الفريق الوطني أولا والتنمية ثانيا * لم يفوّت المجلس الشعبي الولائي بسوق أهراس، في افتتاح دورته الخريفية، للإشادة بالفريق الوطني لكرة القدم المقبل على آخر امتحان قبل التأهل إلى كأس العالم. ودعا رئيس المجلس المنتخبين الوقوف إلى جانب أشبال رابح سعدان، لأن القضية تهم الوطن وكل الشعب الجزائري، ويبدو أن الانشغال بالفريق الوطني أنسى رئيس المجلس التطرّق إلى موضوع الدورة المخصّص لتقرير حول التقسيم الإداري الجديد الذي مسّ بلديتي تاورة وسدراتة كولايتين منتدبتين وملف قطاع الثقافة، مركزا على توجيه لائحة لوزير الفلاحة من أجل دعم طاقة تخزين الحبوب التي لم تستوعب نصف المنتوج المقدّر ب2.3 مليون قنطار من القمح والشعير.