البريد المركزي كان مستهدفا بمخطط انتحاري تلقت مراكز الأمن بالعاصمة، منذ أيام، تعليمات تضمنت تحذيرات من مخطط متوقع للجماعة السلفية للدعوة والقتال تستهدف من خلاله أماكن أو مواقع في العاصمة، بواسطة عملية انتحارية، تكون متزامنة مع الاحتفالات المخلدة لذكرى اندلاع الثورة التحريرية. * وحسب مصادر متطابقة، فإن مراكز الأمن والشرطة بالعاصمة، تلقت قبل حوالي أسبوع، صورة لانتحاري "مفترض"، يعتقد أن قيادة الجماعة السلفية كلفته بتنفيذ عملية انتحارية بالعاصمة، عشية الفاتح نوفمبر في صبيحة اليوم الموالي. * ووردت رفقة صورة الانتحاري "المشتبه فيه"، بيانات شخصية لهذا الأخير تفيد بأن اسمه "وليد.ع"، ويحمل كنية "أبو طلحة"، عمره 25 سنة، وينحدر من حي ديار العافية وقد سبق له أن تمكن من الفرار من قبضة مصالح الأمن في "لاغلاسيار" بالعاصمة. * وتضيف نفس المعطيات أن المهمة التي كلف بها الانتحاري "أبو طلحة" قد كشف عنها إرهابي تائب، سلم نفسه حديثا لمصالح الأمن، وأدلى باعترافات مفادها تحضير "الجماعة السلفية" لاعتداء انتحاري يستهدف موقعا بالعاصمة، في أول نوفمبر أو عشية اليوم الذي يسبقه. * وبحسب مصادر مطلعة، فإن الإرهابي التائب لم يقدم معلومات بشأن الموقع المستهدف، غير أن تقديرات مصالح الأمن ذهبت لترجيح فرضية اختيار "الجماعة السلفية" قلب العاصمة، لتحقيق الصدى المرغوب فيه، وإضفاء طابع الاستعراض على اعتدائها. * وجاء اكتشاف الاعتداء الانتحاري الذي أوكلت مهمة تنفيذه لشخص لم يكن مدرجا على قائمة الانتحاريين المفترضين، ليكشف لجوء الجماعة السلفية لاختيار أشخاص غير مدرجين ضمن قوائم المبحوث عنهم من طرف مصالح الأمن، لتجنب إحباط تلك المخططات في المهد، غير أن اعترافات الإرهابي التائب فضحت المخطط، وجنبت العاصمة كارثة وشيكة. * وفي سياق متصل، قامت مصالح الأمن بالعاصمة، أمس، بحملة تفتيش موسعة، مست مناطق وأحياء بوسط العاصمة، وشملت بوجه خاص فئة النساء. * وحسب مصدر مطلع فإن عناصر من فرقة التحريات والتدخل "بي آر إي" التابعة للشرطة، شنت صبيحة أمس حملة تفتيش واسعة بساحة أول ماي وما جاورها وفي ساحة البريد المركزي والشوارع القريبة منها، استهدفت الفتيات والنساء الراجلات. * واستهدفت حملة التفتيش الحقائب اليدوية للنسوة، إلى جانب المحافظ. كما كان أعوان الشرطة يركزون في عملية التفتيش اليدوي تلك على الكتيبات والمجلات والجرائد، والوثائق الموجودة بحوزة من جرى تفتيشهن، وهو ما رجح أن تكون حملة مصالح الأمن تلك تهدف إلى البحث عن مناشير تحريضية تدعو لدعم الإرهاب.