عبد القادر شنيوني مستحيل أن ننهزم بثلاثية والتعادل الأقرب للمنتخبين الجزائري فحل وما "يرضاش" الذل ولا خوف على الجمهور لم يتغير فيه شيئا، فلا يزال عبد القادر شنيوني محتفظا بنفس طبيعته التي ألفه بها الجمهور الجزائري، ويُعد صورة طبق الأصل للجزائري "لي في قلبو على لسانو" لا مجال عنده للدبلوماسية ولا للبرتوكولات..إلتقته "الشروق اليومي" بالدوحة وخاضت معه في ذكريات 84 وما حدث للخضر وقتها بالقاهرة، وكشف عن حقائق كانت مغيّبة أو تناولها طرف واحد فقط وفق نظرته.. * * كيف تتوقع أن تكون مباراة الجزائر ضد مصر والتي لا يختلف النقاد في كونها حاسمة وفاصلة في مسيرة المنتخبين؟ * فعلا هي حاسمة وفاصلة، ودعني أقول لك شيئا ولا تفسره من باب أني جزائري ومتعصب، سنتأهل للمونديال بإذن الله لأن الأسباب كثيرة ومتعددة، فمنتخبنا له إمكانيات ولاعبين محترفين، والمحترف يختلف عن الهاوي في ممارسة كرة القدم، ويعرف كيف يدخل في المباراة وكيف يفوز وتحضيره ذهني أكثر منه كروي، لا أقول لك أن الفوز مضمون، لكن من المستحيلات أن يفوزوا علينا بفارق هدفين حتى لا أقول ثلاث لأن الضغط سيكون عليهم وليس علينا، فهم سيدخلون الملعب تحت وطأة الضغط الجماهيري والإعلامي والشعبي، فضلا عن أنهم سيُحاولون التفكير في استعادة ما فاتهم وتعويض 3-1، لكن هذا مستحيل لأنه لن يواجه منتخبا هاويا أو فريق شارع، بل سيواجه منتخبا له لاعبين ينشطون في خيرة البطولات الأوروبية، وبالتالي أنا شخصيا متفائل لسببين: أولا ثقتي كبيرة في اللاعبين والمدرب وثانيا لاعبونا يملكون الإمكانيات التي تؤهلهم لتجاوز هذه المرحلة. * * لا نختلف في أننا نملك إمكانيات، لكن قد لا تشاطرني الرأي إذا قلت لك أن المنتخب المصري هو الآخر ليس بمنتخب شارع ويلعب كرة جميلة ولاعبوه يلعبون مع بعضهم البعض لأكثر من 4 سنوات، فازوا على كوت ديفوار بأربعة وعلى الكامرون برباعية أيضا، وبالتالي هو أيضا قادر على قلب الطاولة؟ * طبعا لا ننسى أن المنتخب المصري كبير وكامل ومنسجم وله إمكانيات، لكنه يعرف أن المهمة ضاعت منه لما تعادل مع زامبيا وانهزم مع الجزائر، وهذه العوامل التي ذكرتها لا تكفي لقلب الطاولة أمام منتخب محترف، فلما يكون لديك منتخب كله من المحترفين يشكل خطورة على أي خصم وهم معترفون بذلك، وسيلعبون مترددين، ولا تنسى أن الجزائر هي الأخرى فازت قبل مصر على كوت ديفوار برباعية وعلى نيجيريا بخماسية وعلى السنغال بثلاثية، فهل رباعياتهم تخيف أكثر من خماسياتنا!!. * * البعض يتكهن بأن يُلعب اللقاء في ربع الساعة الأول، والآخر في شوطه الأول، ما هو السيناريو الأمثل حسب رأيك؟ * السيناريو الأمثل هو اللعب من البداية للنهاية، فكرة القدم فيها المفاجآت فكم من منتخب يكون خاسرا في آخر ثانية يعدل النتيجة، وأحيانا فريق ضعيف يُحقق الفوز، وأنا شاهدت "البارصا" مؤخرا كيف كانت فائزة ثم اللاعب بيكي يسجل ضد مرماه ويُعدل النتيجة للخصم..لدي أكثر من 30 سنة في ميدان الإعلام وغطيت عدة كؤوس وبطولات عالمية ورأيت أن المباريات تختلف ومليئة بالمفاجآت ولا يمكن أن تقول أنها ستحسم في الربع الأول أو الثاني، تقول فقط أن المباراة صعبة وكل شيء ممكن، لكن أنا أقول لك أن منتخبنا مستعد للمباراة وسيتأهل بإذن الله.. * * الحرب الإعلامية بلغت ذروتها، وتجاوزت السقف المسموح إلى درجة التسفيه وهناك من يحرض علنا على ممارسة العنف فهل قابلتك مثل هذه الأمور من قبل طيلة مسيرتك الإعلامية الحافلة؟ * شوف يا أخي..في كل بلد في العالم لما تكون مباراة بين الجارين يكون شيء من الشحن الإعلامي بغرض تحفيز المنتخب ليس أكثر ولا تخرج المقالات عن الإطار الرياضي، لكن ما لا أتقبله ولا يتقبله أي إعلامي حر عاقل، خاصة ما يُقال في الجانب المصري، أنا لا أنكر بعض التجاوزات من جهتنا، لكن لاتقارن بتجاوزاتهم التي وصل صداها للصحف العالمية لأنها جانبت الرياضة وغاصت في ثوابت الأمة، فلما يطعن أحدهم في تاريخك الثوري ويستهزئ بشهدائك وكأنه حسبهم في بيته، ويدخل في أمور سياسية، أو يقولون لك نحن من حررناكم وعلمناكم اللغة العربية، هل نسوا أن الجزائر دفعت رجالا ماتوا سنتي 67 و 73 ودماءهم روت صحراءهم، وأن بومدين دفع لهم صكا على بياض لشراء الأسلحة من روسيا التي حاربوا بها..دعني أقول لهم نحن نفتخر لأننا قوم نعرف اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، نحن شعب تعلم، أما أنتم إذا رفضتم التعلم فهذا ليس ذنبنا، * وأنا أفتخر بتعلمي كل هذه اللغات وياليتني تعلمت حتى المالطية..لاحظ الفرق الموجود بيننا العرب وأوروبا، لما تلعب فرنسا ضد ألمانيا تعنون الصحافة "المنتخب الفرنسي ضد منتخب ألمانيا" بينما نحن العرب نوظف بعض المصطلحات كالشقيقة، الشقيق، الأشقاء وهذه بالنسبة لي مجاملة لا يوجد شقيق في كرة القدم، الشقيق متواجد في الحقل السياسي والاقتصادي، أما في كرة القدم هناك 90 دقيقة فقط وفائز ومنهزم. * * وبرأيك لما كل هذه الحرب الإعلامية التي أضحت على لسان كل عربي؟ * لا تنسى أن مصر هي بلد الفن والموسيقى ويعشقون التمثيل والفن، وكل شيء هناك تجده مرتبط بأم كلثوم وعبد الحليم، ولما يتكلم معك يقول لك عندي أم كلثوم وغيرها، فحكمهم فني وهذا لا يغني ولا يسمن من جوع، نحن نعرف مصر، وأنا شخصيا زرتها 5 مرات.. * * ربما زيارتك لها سنة 1984 لا تزال محفورة في ذاكرتك؟ * ج: بطبيعة الحال فلا زلت أتذكر لما فازوا 1-0 وخالف محي الدين كان مدربا وقتها، وجاءنا بعض المصريين قبل اللقاء للفندق بالطبلة والمزمار فخرج لهم خالف يطلب منهم الرحيل لأنهم أزعجوا المنتخب، فقالوا له نحن أشقاء وجئنا لنفرح لكم..تصور ذلك، إنها سياسة الفن والتمثيل، إنهم يبيعون الكلام، وللأسف لم يكن هناك تدخل من الجهات الأمنية، ثم يدخلون للمباراة مع 30 ألف جندي ويهوّلون الدنيا قبل اللقاء ب3 ساعات ويبدؤون في الاستفزاز، كما أني لا زلت أذكر مرة كنت أعلق فيها رفقة بن يوسف وعدية فضرب بعلبة مشروبات غازية وعندما يشتكي يقول لك لاشيء "معليش".. * * ممكن أن تروي لنا بالتفصيل ماذا حدث في 84؟ * يقولون عنا في العالم العربي أن الجزائري عصبي ومنرفز، لكن أنا أقول هذه ميزة، فنحن لا نقبل أي أحد يضربنا، فالجزائري يحترمك ويحبك ويقدرك، لكن تضربني نضربك "مافيهاش معليش نحن أشقاء ونحبك وصحبي"، نعم نحن هكذا تضربني نضربك تشتمني تنزع قميصي..، لا لست موافقا على هذا السلوك، كانوا يظنون أننا "كمشة" صغيرة يمكنهم "حڤرتنا" لكن تفاجئوا برد فعل الجمهور الجزائري في قلب القاهرة، فالجزائري فحل وما يرضاش الذل، وفي كل بلدان العالم تقع مشاكل في الملاعب، لكن أنا لا أعترف بفوز الخصم إذا وظف الحكم والكواليس، فخلال مسيرتي لاحظت عدّة أمور لا يُمكن السكوت عنها. * * مثلا.. * ج: شاهدتهم يتكلمون على بلومي بحقد دفين رغم أنه بريء، كما آلمني اتهامهم لروراوة بأنه صديق لبلاتير لذا نزل لمقعد البدلاء، والأخطر من كل هذا لما عنونوا صحفهم في سنة 1984 بأن فوزهم على الجزائر لا يضاهيه إلا دحر إسرائيل، وكذا اتهامهم لنا بأننا "أولاد فرنسا" وكأنهم كانوا معنا في الثورة. * * هل هذه التصرفات مع الجزائر فقط أو كل المغرب العربي، مادام أن حتى صحافة البلدين اشتكت من التصرفات هناك؟ * عقدتهم مع المغرب العربي كله ومع الجزائر بصفة خاصة، أنظر لمبارياتنا، هل تتدخل الحكومة مثلهم، فهي لا تخرج عن إطار أنها كرة قدم وفقط. * * ولا تخشى الكواليس بما أنك تحدثت عنها كثيرا؟ * لا أخاف لأن الحكم من جنوب إفريقيا ويريد أن يشارك في المونديال، وأظن الأمر أصبح مختلفا عن السابق فالآن الحكم أصبح يقيم في فندق وممنوع الاقتراب منه وحتى المكالمات مسجلة، والأمور تطورت، ولسنا في 84. * * لكن حدث وأن تعرض منتخبنا للظلم في مباراة رواندا؟ * لا..لا يمكن أن نتهم أحدا في حكم رواندا فهذا الحكم أراد أن يوضح أنه "واعر"، وأن يقول لنا أنتم الجزائر وأنا لا أخاف أي أحد، ولا تنسى مع زامبيا سجلوا علينا هدفا شرعيا وألغاه الحكم، كما ألغى لنا هدفا شرعيا أيضا فالحكام يخطئون. * * وهل ستتابع اللقاء بأعصاب باردة؟ * أكذب عليك إذا قلت لك بأعصاب باردة، أعرف أني "رايح نكون" سخون فوق اللازم، وهذا راجع لحب الوطن، وأيضا لا يوجد من يقول لك لا أحب أن أرى بلدي يتأهل للمونديال بغض النظر أنك غير متفق مع سياسة الوطن أو الحزب الحاكم وأنا ابن مجاهد "تع الصح" وأعشق بلدي. * * وهل تتمنى أن تكون معلقا على هذه المباراة؟ * بصراحة أتمنى ولا أتمنى. * * وكيف تتوقع نتيجة المباراة؟ * التعادل هو الأقرب، لكن إذا "دارو الهول" ودخلوا شياطين الجن والإنس وعمت الفوضى ممكن يفوزوا علينا 2-1، ودعني أؤكد لك أني متفاءل ولكي يفوزوا علينا بثلاثية مستحيل ومستحيل وأقولها للمرة الألف مستحيل. لاعبونا محترفون يدخلون للميدان بعقلية احترافية عكس اللاعب المحلي الذي يفكر في منحة التأهل قبل التأهل، لاعبونا "شبعانين" يبحثون عن التأهل فقط. * * وستحتفل بعد نهاية اللقاء وتحقيق التأهل بإذن الله؟ * طبعا وأرفع الراية الوطنية وأغني وأحضر أولادي للكورنيش وسوف ترى ذلك.