مزبلة الفضاء أخرجت عفونتها إلى السطح من المؤكد أن خروج المنتخب المصري من سباق كأس العالم قد هز كيان المصريين وكشف المستوى الخسيس لما يسمى بالإعلاميين والشخصيات الرياضية التي دعت إلى استعمال العنف ضد الجزائريين وعلى رأسهم رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر الذي كان أول من أطلق الحملة بتصريحه "التاريخي" إلى استعمال كل الوسائل للتأثير على المنتخب الجزائري. * * إعلام بمستوى الشارع.. ونفاق هز العالم * * بينت الحملة المغرضة التي يشنها أشباه الإعلاميين المصريين على الجزائر وشعبها ورموزها، بأن الإعلام المصري مبني على سراب ويقف على تلفيق الأكاذيب وترويج الشائعات على الغير. وإذا كنا قد سلمنا بأن شوبير المنافق وعبده "العيل" والصبي الباكي الغندور وشلبي صابغ الشعر هم من الإعلاميين المزيفين الذين يستعملهم أسيادهم لتحقيق مآرب سياسية رخيصة وتمرير مشاريع للتغطية على التعاون والتعامل مع الصهاينة، فإن الجديد هو المنافقين الجدد الذي عرتهم مباراة الخرطوم. لقد ظل الكثير من أشباه البكري وغيرهم، يبكون على القضية الفلسطينية في الفضائيات ويدعون انتقاد النظام المصري، لكنهم ظهروا في النهاية أنهم من الإنبطاحيين الذين لم يترددوا لحظة في شتم شهداء وشعب الجزائر بعد أن تلقوا الأوامر من أسيادهم. * * فبركة الصور.. قديمة يا "كابتن" شوبير * * ولا أدري إذا كان من يسمون أنفسهم بنجوم الإعلام الرياضي المصري أغبياء أو مجانين، والمرجح أن تجتمع الحالتان معا. ولم يتردد الكابتن شوبير في إظهار صور لمشجعين جزائريين في البطولة الجزائرية قائلا: "هذه هي الجماهير الجزائريةّ"، ومن بين ما تبجح به الكابتن هو الشريط الذي أظهره لشبان جزائريين قال عنه أنه مسجل في الخرطوم بعد المباراة، وكانت الكذبة كبيرة وسخيفة، لأن الصور من الجزائر وصورت نهارا وليس ليلا، أي بعد نهاية المباراة. وقد بين شوبير من خلال خرجته الإعلامية هذه، درجه حقده وكرهه للجزائر والجزائريين، وكشف في ذات الوقت عن درجة من النفاق كانت ومازالت علامة مصرية مسجلة. أما القول بأن العنف في ملاعب الكرة هو من اختصاص الجزائريين فهذا كذب وافتراء وهو بالتالي شتم للغير، والشتيمة ستبقى إلى الأبد حجة من لا حجة له. * * عشرات المنتخبات زارتنا.. ولم نعتد على أحد * * ويبدو أن ذاكرة صغار الإعلاميين المصريين ضعيفة حتى لا أقول أنها غير موجودة أصلا، وإلا كيف نفسر قول شوبير وجماعته أن جماهير الكرة الجزائرية عنيفة، ولأن أزيد من 120 مباراة جرت الموسم الماضي بدون جمهور، ليعلم شوبير بأن إجراء هذا العدد من المباريات بلا جمهور هو عملية وقائية لا أكثر ولا أقل. وما يفسر هذا الكلام - الذي لا يعرفه شوبير - هو أن المكتب الجديد للإتحادية الجزائرية لكرة القدم شدد على الإنضباط داخل الملاعب، وهو ما أدى إلى معاقبة بعض الملاعب بمجرد رشق الجماهير لقارورة ماء فارغة. * أما اعتبار غلق الملاعب مقياسا للعنف، فهو خطأ... ولما ينطقها شوبير فتصبح كذبا وافتراء. ويبقى الرد على هذه الأكاذيب هو أن عشرات حتى لا نقول مئات من المنتخبات لعب في الجزائر وأقصت "الخضر" من كأس العالم ومنافسات أخرى، لكن لا أحد اعتدى عليها مثل ما حدث للجزائريين في القاهرة بعد خسارة منتخبهم. * * خططوا للفوز بكل الوسائل.. فخسروا على كل المستويات * * ويبقى من الخطأ القول بأن الحملة الإعلامية ضد الجزائر وشعبها ورموزها هي من فعل صغار الإعلامين اللاهثين وراء صناعة أسماء لهم على حساب كرامة الغير. فالحملة مخطط لها قبل مباراة الذهاب في البليدة يوم 7 جوان 2009، ولن نكشف سرا إذا قلنا بأن العنف الكلامي بدأ لحظات قليلة بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها الفراعنة في البليدة. وما الكذب والقول أن المنتخب المصري قد تعرض للمضايقة والتسميم، ما هو إلا بداية تبرير للإعتداء على الجزائريين في القاهرة. * و قد بينت الفضائيات المصرية التي أصبحت هذه الأيام عبارة عن "بيوت راحة" مفتوحة للجميع بلا استثناء بالرغم من الهيستيريا والأكاذيب والنفاق وقلة الأدب التي تألقت بها فضائيات العار، فإن الخسائر كانت مضاعفة وثقيلة. فقد خسر المصريون رياضيا بالخروج من كأس العالم، واعلاميا بعد أصبح أضحوكة الإعلام العالمي وشعبيا بالتعاطف الذي لقيه الجزائريون المعتدى عليهم في القاهرة. * * زاهر سيدفع الثمن اليوم.. أو غدا * * وإذا كان هناك إنسان حزين على هذه الأرض، فهو بدون شك المحرض على العنف، رئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر. ومعلوم أن زاهر كان يعمل بكل الوسائل على تأهل مصر إلى المونديال بكل الوسائل الشرعية واللاشرعية. فقد بدأ بالكذب لما قال أن فريقه تعرض للمضايقة والتسمم انتهى بالدعوة إلى الهجوم على المنتخب الجزائري في القاهرة. وكان زاهر حتى قبل المباراة الأولى يواجه متاعب قضائية بعد ما اتهمه أعضاء الجمعية العامة للإتحاد بتبديد المال العام، لكنهم أجلوا ثورتهم إلى ما بعد مباراة مصر والجزائر في القاهرة. ومهما يكن من أمر فإن زاهر سيدفع الثمن داخليا وخارجيا، وعليه أن يتذكر بأنه فقد سندا قويا في الإتحاد الإفريقي والإتحاد الدولي، وستبين الأيام لماذا وكيف تطاول زاهر على المنتخب الجزائري.