جزائري ضحية الاعتداءات المصرية في القاهرة كشفت مصادر مؤكدة من وزارة الخارجية، أن السلطات الجزائرية تعمل على تدوين كل الشكاوى والمحاضر التي تحررها الجالية الجزائرية بمصر عند مغادرتها القاهرة، وتعمل على الاحتفاظ بصور وتسجيلات أفراد الجالية، خاصة ما تعلق بالملف الطبي لهؤلاء، فيما لم تستبعد إمكانية تحريك الجزائريين العائدين من جحيم القاهرة شكاوى رسمية على مستوى مصالح الأمن الجزائري، كإجراءات تكميلية لمحاضر السماع التي تم تحريرها عند المغادرة. * وقال مصدرنا إن الخارجية تعمل بالتنسيق مع سفارة الجزائربالقاهرة، بصفة متواصلة، ولم تنقطع الاتصالات منذ بداية مؤشرات الأزمة، مشيرا إلى خلية الاستماع التي تعمل وفق الدوام المستمر لاستقبال مكالمات الرعايا الجزائريينبالقاهرة، وكذا استقبالهم للسماع إليهم والإطلاع على وضعياتهم، وأحيانا تعمل السفارة على أن تكون حلقة وصل ما بين الرعايا الجزائريين ممن لحقتهم التحرشات المصرية، ومصالح الأمن هناك، مؤكدا أن السفارة شددت على كل رعية جزائري بضرورة تحرير محاضر سماع على مستوى مصالح الأمن المصري. * وعن الوضعية الصحية الحرجة التي دخل عليها العديد من العائدين من القاهرة، والتي كانت آخرها عودة طالبين على كراسي متحركة، أوضحت مصادرنا أن السلطات الجزائرية بالداخل والخارج، تعمل وفق الأطر القانونية، وتدري جيدا كيف تسترجع حقوقها بإقامة الحجة والدليل، وفي هذا السياق تحدث مصدرنا عن ملفات كاملة يتم إعدادها تتضمن صورا وتسجيلات وملفات طبية عن وضعية كل رعية جزائري عائد من القاهرة، خاصة ممن دخلوا إثر اعتداءات لحقتهم هناك. * وأشار محدثنا أن عمليات جمع الملفات التي تبين الوضع الصحي للعائدين، تعد بمثابة خطوة تكميلية لتلك الإجراءات التي اتخذتها السلطات عند مغادرة المصريين على مستوى مطار الجزائر، والتي حرصت فيها على تحرير محاضر، تتضمن توضيح أسباب المغادرة، ونوعية المضايقات التي تعرض لها المصريون بالجزائر، كما تم إثبات الوضع الصحي للمغادرين، وذلك في سياق ضرورة مطالبة التعامل بالمثل، على اعتبار أنه لم يتم تسجيل إصابة ولا رعية مصري بجروح أو ضرب عند مغادرته تراب الجزائر، وقال مصدرنا إن الرعايا الجزائريين الذين تعرضوا للاعتداء بإمكانهم تقديم شكاوى لدى الأمن، على أن تشكل هذه الشكاوى أساسا قانونيا لتحريك دعوى قضائية، على اعتبار أن الصور والتسجيلات والملفات الطبية جاهزة وغير منقوصة. * في سياق مغاير، أكد سفير الجزائربالقاهرة وممثلها الدائم بالجامعة العربية عبد القادر حجار، في اتصال أمس "للشروق" استقرار أوضاع الجالية الجزائرية بمصر، مؤكدا عدم تسجيل خلية الاستماع التي تم تنصيبها بمقر السفارة الجزائرية لاعتداءات جديدة، مشيرا الى أن السفارة تواصل العمل بالتنسيق مع الخارجية في كل الحالات التي ترد إليها، وبخصوص وضعية الطالبين اللذين وصلا الجزائر على كراس متحركة، قال السفير إن السفارة على دراية تامة بوضعهما، على اعتبار أنهما اتصلا شأنهما شأن الكثيرين من المروعين بالسفارة، واكتفى حجار بالإشارة الى أن السلطات الجزائرية على دراية بكل البنود القانونية والطرق الكفيلة بالرد والتوقيت الزمني الملائم، وإن رفض الخوض فيما أطلق عليها مبادرات الصلح الليبية والسودانية، على اعتبار أنه ليس الجهة المخولة بالحديث في الأمر، جدد حجار دعوته الجالية الجزائرية المقيمة بمصر، الإتصال بالسفارة للإخطار بأي مضايقات أو تحرشات تلحقهم.