نقيب المحامين الجزائريين: عبد المجيد سيليني "أنا لست حركي لأضع يدي في يدي من أحرقوا علم الشهداء" هناك مناورة مصرية للتشويش على اجتماع اتحاد المحامين العرب القادم بدمشق في رد تنبعث منه الروح الوطنية، اندهش سيلني عبد المجيد، رئيس اتحاد نقابات المحامين الجزائريين من تصريحات نقيب محاميي مصر السابق الذي أعلن لوسائل الإعلام المصرية أول أمس انه تكلم هاتفيا مع سيليني، وان هذا الأخير أبدى موافقته على التهدئة بين الجزائر ومصر اثر سابقة حرق العلم الجزائري من طرف محاميي مصر... * وقال سيلني في تصريح ل"الشروق": "اللعنة على من قال هذا، أنا لست حركيا لأضع يدي بيد من تجرأوا على حرق علم ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد"، مشيرا إلى أن ما يقوم به محامو مصر قبيل انعقاد اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في دمشق هو مناورة لتفادي إعادة طرح مطلب الجزائر ودول أخرى لنقل مكتب الاتحاد من القاهرة. * استهل النقيب سيلني حديثه مع "الشروق" بلهجة الغاضب عقب ما سمعه من حديث لنقيب محاميي مصر السابق في تصريح إعلامي له في القاهرة أول أمس واندهش لجرأة التحدث كذبا وبهتانا باسمه وعلى الهواء، مرددا عبارة "لست الحركي الذي يتواطأ أو يتفاوض أو يتفق مع من أحرقوا العلم الجزائري"، مذكرا في حديثه ان الاتصال الوحيد كان من خلال البيان الذي أرسلته نقابتهم إلى كل نقابات المحامين في العالم العربي، وهو بيان قال سيلني لم يتضمن كالعادة سوى الغرور والتهور وسوء النية بهدف تبرير سلوك همجي لمحامين لا يمتون بصلة للمهنة النبيلة عندما أقدموا على حرق العلم الجزائري على مرآى ومسمع من العالم كله، وكان هذا بداية النهاية حسب سيلني على اعتبار ان كل نقابات المحامين في العالم العربي اتصلوا بنظيرتهم الجزائرية للتعبير عن تضامنهم واستنكارهم لما حدث، وهو ما عزل حقيقة محاميي مصر ووضعهم في موضع لا يحسدون عليه. * تغيير القانون الأساسي والإدانة ونقل المكتب من مصر * محاور اجتماع المكتب الدائم للاتحاد * وأضاف رئيس اتحاد نقابات المحامين الجزائريين، موضحا بأن الطرف المصري في الوقت الحالي يناور كما ناورت وسائل إعلامه وفيدرالية كرة القدم للتأثير على قرارات الفيفا وهو اليوم يكرر السيناريو عبثا للتأثير على اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في 13 و14 ديسمبر الجاري في دمشق، وهو الاجتماع الذي يسعى المصريون إلى تفادي التطرق فيه إلى مطلب نقل مكتب الاتحاد من القاهرة، وهو مطلب كانت الجزائر من بين أول من طرحه منذ مدة وقبل أحداث وتبعات مباراة كرة القدم، مشيرا إلى ان الطرح يلقى ترحيبا من عدة دول كان لها مع مصر تاريخ حافل على شاكلة ما حدث للجزائريين، ويتعلق الأمر بليبيا وقطر وتونس ودول أخرى أبدت موافقتها على المطلب في حالة التصويت دون الإعلان عن مواقفها قبل الاجتماع. * وفضلا عن تحقيق إدانة جماعية لأعضاء المكتب لما حدث في القاهرة من طرف محاميي مصر ومطلب نقل المكتب من القاهرة الذي يؤرق المصريين، أخشى ما يخشاه محامو مصر تبعات تعديل القانون الأساسي للاتحاد الذي لا تخدم بنوده سوى محاميي مصر، وسعت الجزائر للمطالبة بتعديل القانون الأساسي وهذا ما جعل دائما مصر تنظر إلى الجزائر بعين المنافس الشرس الذي يبيد ملكا منذ نشأة الاتحاد الذي هو ملك لمصر أكثر منه ملكا للعرب. * مقاضاة محاميي مصر لا يمكن ان تتم سوى في مصر وضد مجهول * وبخصوص تحريك دعوى قضائية ضد المحامين الذين أحرقوا العلم الجزائري، أوضح محدث "الشروق" بأن ذلك لا يمكن الا على مستوى المحاكم المصرية، والدعوى تودع ضد مجهول، وبهذا الشكل فشبه سيليني العملية بمثابة المولود ميتا، وعن إمكانية إيداع شكوى لدى المحاكم الدولية، فقال نفس المسؤول "الأمر ليس مثلما يتصوره العامة، لأن دعاوى مماثلة لا يمكن ان تتم سوى في الأراضي التي اقترفت فيها جريمة حرق العلم الجزائري من طرف رجال القانون في مصر". * أما مبادرة الزيات، فحسب الأستاذ سيليني لا تعبر عن الطرف الرسمي المصري، لأن المبادرة لا يمكنها ان تكون أكثر من حجم الداعين لها، والزيات حسب رئيس نقابة المحامين الجزائريين محسوب على تيار معين، ورغم حسن نية أصحابها واستحسان المبادرة، غير أنها محدودة التمثيل ولا يمكنها بأي حال أن تمثل مصر.