نقص وعي المواطنين ينشر الفيروس بالمستشفيات ويعرضنا لخطر العدوى أطباء علم الأوبئة وعمال مصالح الكشف والمتابعة للمصابين بفيروس "أيتش1أن1" في ال156 مستشفى مرجعي المنتشرة عبر الوطن هم أول من سيستفيدون من عملية التلقيح ضد الفيروس خلال الأيام القادمة، ولكن هم كذلك أكثر من يواجه خطر انتقال العدوى يوميا باحتكاكهم اليومي والمباشر بالمصابين.. "الشروق" التقتهم في مصالح التكفل بالمصابين بأنفلونزا الخنازير في مستشفى القطار ومصطفى باشا وبني مسوس وهم يواجهون الخطر في الصفوف الأولى... * * يصف الكثير مستشفى الهادي فليسي أو القطار بأعالي العاصمة ب"البارومتر" الحقيقي لقياس درجة انتشار فيروس "أيتش1أن1" في الجزائر وتغلغله في أوساط المجتمع، حيث تبلغ حالات الهلع أقصاها في أروقته وسط حشود المواطنين المرتدي أغلبهم للأقنعة الواقية والكمامات المعقمة وإن كان عدد الكمامات الملقاة على المدخل وتغطي كامل الرواق تثير المخاوف أكثر من الأشخاص المصابين أو المشكوك في إصابتهم، إلا أن خلف البوابة الفاصلة بين قاعة الاستقبال التي لا تتعدى بعض المليمترات يرابط أطباء علم الأوبئة والممرضين والتقنيين. * بمجرد اجتياز بوابة المصلحة الفاصلة بين فوضى أنفلونزا الهلع والارتباك بين المواطنين المشكوك في حالتهم بقاعة الاستقبال والهدوء المخيم على قاعة الفحص والتحاليل استقبلنا عمي محمد موظف الاستقبال والتوجيه بمصلحة الكشف ومتابعة المصابين بأنفلونزا الخنازير في مستشفى الهادي فليسي ليكون أول من نلتقيه في جولتنا المسائية أول أمس بالمصلحة وعلامات التعب والإرهاق تعبّر عن حجم صعوبة المهمة الملقاة على عمال المصلحة منذ ظهور الوباء واختراقه للجزائر، حيث قال عمي محمد "المصلحة كانت تستقبل بعض المواطنين المشتبه في حالتهم، وكانوا يعدون على اليد الواحدة"، مضيفا "إلا أنه منذ تسجيل أول إصابة مؤكدة في الجزائر صدّق الكثير بوجود الفيروس بعد أن اعتبروه مجرد أكذوبة ويستحيل وصوله ولا يسمعون عنه إلا في التلفاز أو في الصحف، إلا أن الإنزال الكبير والإقبال غير المسبوق للمواطنين على المصلحة بدأ منذ تسجيل أولى حالات الوفاة التي تزامنت مع عودة المناصرين الجزائريين من السودان.. تسونامي حقيقي للحالات المشتبه فيها والمشكل أنه حتى المواطنين الذين يصابون بنزلة برد خفيفة يهرولون إلى المصلحة فيختلط الصحيح بالسقيم ولا لقاح لنا في مثل هذه الحالات إلا الوضوء". * أما الدكتورة "ياسمين.س" المختصة في علم الأوبئة فاعتبرت واجبها المهني وقبله الإنساني يوجب عليها نسيان الخوف وفحص جميع الحالات وتوجيهها، وإن كان بعض المواطنين يساهمون في نشر الفيروس ويعرضونهم أكثر للعدوى قائلة "اخترنا هذه المهنة بمحض ارداتنا ولم نندم على اختيارنا وواجبنا في مثل هذه الحالات أن ننسى الخوف ونؤدي مهمتنا في الفحص والعلاج كما يجب، ولكن بعض المواطنين لا يحترمون أقل معايير الحيطة والوقاية لعدم نقل العدوى، فيعرضوننا أكثر للخطر، فالبعض يرفض ارتداء الكمامة رغم أن ارتداءها إجباري من بوابة المصلحة"، مضيفة "أما البعض الآخر فبمجرد أنه أصيب بنزلة برد خفيفة يهرول إلى المصلحة فيعيق العمل ويحدث ثورة في المصلحة إن طلبنا منه العودة إلى المنزل دون إخضاعه للتحليل، لأن حالته غير مشكوك فيها، خاصة وأن أعراضه لم تصل إلى حدة أعراض أنفلونزا الخنازير". * في حين حدثنا الدكتور يوسف المختص في علم الأوبئة عن حالة الهلع والطوارئ التي تعيشها عائلته بمجرد عودته إلى البيت ومحيطه من الأصدقاء والأقارب "الجميع يقلل من الحركة في الأماكن التي أتواجد فيها فبمجرد عودتي للمنزل، يلتزم الجميع غرفهم وحتى أصدقائي يتفادون مصافحتي خوفا من الوباء، فكوني أعمل في مصلحة تشخيص الوباء والتكفل بالمصابين فهذا يعني أنني ناقل للفيروس حسب منطقهم".