أفادت مصادر جمركية وأمنية بمطار هواري بومدين، أن فرقة الأبحاث التابعة للدرك الوطني بالعاصمة، أوقفت أمس، في حدود الثالثة زوالا، أحد عناصر شبكة تهريب العملة الصعبة إلى الخارج، في عملية تعد الأولى من نوعها من طرف فرق الدرك الوطني يشهدها مطار هواري بومدين. .. * حيث ترصّدت فرقة الأبحاث للدرك هذا المهرب لأيام، وأوقعت به على أرضية المطار قبل ركوبه الطائرة في حالة تلبس بتهمة تهريب العملة الصعبة، لتسلمه لمصالح الجمارك نظرا لاختصاصها فيما يتعلق بالغرامة، فيما واصلت فرق الأبحاث تحقيقها الأمني لكشف باقي المتورطين، عمّن سهلوا العملية ومكّنوا المهرب من الإفلات. * وقالت نفس المصادر بمطار هواري بومدين إن الشاب الذي يبلغ حوالي 35 سنة أخفى ال 15 ألف أورو في حذائه بشكل محكم يمكنه من الإفلات من المراقبة، غير أن مصالح الدرك، من خلال فرقة الأبحاث، تمكنت بعد الحصول على معلومات تفيد بوجود عناصر في شبكة تخصّصت في تهريب العملة عن طريق المطارات والمعابر الحدودية، سواء بالتحايل واستعمال أساليب لا تنكشف، أو من خلال تواطؤ مسؤولين في الأسلاك التي تشرف على مراقبة المسافرين وتفتيشهم قبل ركوبهم الطائرات. * وبناءً على المعلومات التي وصلت إلى محققي فرقة الأبحاث، تم تسطير خطة للإيقاع بعناصر الشبكة، التي كان من بين عناصرها شابٌ امتهن قبل احتراف تهريب العملة البزنسسة ممن يسمون بتجّار الحقائب، ونجحت مصالح الدرك في الإيقاع بالمهرب أمس، في حدود الثالثة زوالا، قبل ركوبه الطائرة، وأوقفته واكتشفت بعد تفتيشه الدقيق حيازته ل15 ألف أور. * وفيما تكفّلت مصالح الجمارك بمتابعة المهرب جبائيا وفرض غرامة حسبما يحدده قانون مكافحة التهريب اكتفت فرقة الأبحاث التابعة للدرك بمواصلة التحقيق من جانبه الجنائي والأمني، لكشف المتورطين في القضية داخل وخارج الجزائر من خلال اعترافات الموقوف الذي ترصدته طيلة أسابيع، على اعتبار أن كل تحركات هذا المهرب كانت متابعة، على أساس أنه يعمل ضمن شبكة دولية، فضلا عن أن التحقيقات ركزت فيها فرقة الأبحاث على كشف المتواطئين مع هذا الموقوف، وهم الذين مكّنوه من تمرير هذا المبلغ بناءً على ما هو متوفر من معلومات. * يذكر أن مختلف مصالح الأمن والجمارك تلقّت تعليمات صارمة من أعلى السلطات لتكثيف إجراءات مكافحة تهريب العملة، الظاهرة التي أصبحت تهدد الاستقرار المالي من خلال استنزاف احتياطي الصرف، بسبب تهريب العملة بشتى الوسائل. * والذي تجدر الإشارة إليه أن المصالح الخارجية للجمارك حجزت ما يقارب 2.5 مليون أورو العامين الماضيين، من بين هذه القيمة مبالغ حاول الجاني تهريبها بتواطؤ مع مضيفين بشركة طيران. * وكانت "الشروق" قد انفردت بنشر المخطط الاستعجالي لمصالح الجمارك من خلال مديريتي المتابعة اللاحقة والاستعلامات الجمركية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ذات الاختصاص لمكافحة تهريب العملة، في سياق الحرب التي أمرت السلطات العليا بشنها ضد شبكات تهريب العملة، سواء تحت غطاء الاستثمار أو عن طريق الحقائب لفائدة بارونات في الخارج.