تصوير : علاء بويموت استنفار أمني وحصار مشدد لتجنب سيناريو الانزلاق سادت أمس المنطقة الصناعية بالرويبة، فوضى عارمة عبر الطريق الرئيسي للمنطقة الصناعة بسبب حشود العمال الذين بدوْا أكثر غضبا وهيجانا بسبب انشغال الحكومة والجميع بأخبار الفريق الوطني ومتابعة تصريحات روراوة وسعدان وعنتر يحيى وزياني وغيرهم من اللاعبين في الوقت الذي يتواجد فيه عمال "سوناكوم" في الشارع تحت الامطار والبرد الشديد.. * وقال العمال الغاضبون ل "الشروق": "لم يهتموا لأمرنا.. الكل منشغل بالفريق الوطني، المسؤولون، الحكومة، الوزراء، وحتى وسائل الإعلام التي كنا نعوّل عليها لتقف معنا أهملتنا، وانشغلت بمتابعة ونشر أخبار الفريق الوطني... الكل دخل أمس، لمشاهدة المباراة ونحن تهاطلت علينا الأمطار في الشارع وتجمدنا من البرد لكننا لن نتراجع ولن نعود إلى الوراء" * "زيدونا فالسّومة والتقاعد 50 سنة ولا نڤلبوها".."روح ترعى يا شهبوب" "الإدارة خائنة".. "شهبوب برا"... هذه هي الشعارات التي هتف بها أمس، عمال "سوناكوم" في الشارع، منددين بصمت الحكومة والإدارة بعد 8 أيام كاملة من خروجهم للشارع، وقد انتشرت نحو 50 شاحنة لقوات مكافحة الشغب والتخريب التابعة لمصالح الدرك الوطني، كما تمت محاصرة المتظاهرين بطوق أمني مشدد لمنعهم من تنظيم المسيرة. * وصاح العمال الذين صبّوا جام غضبهم على الصحافة الحاضرة بقوة، "نريد من المسؤول الأول للمؤسسة أن يسيّر أزمة العمال، وأن لا يقف موقف المتفرج، 8 أيام من الإضراب ولم يتحرك بعد لينظر في مطالبنا، لم "يقيّمونا"... سنذهب في مسيرة إلى ساحة أول ماي، اليوم نحتج في مسيرة سلمية ولكن إذا لم يقيمونا راح نروّنوها ونڤلّبوها "... سنذهب إلى أبعد مما يتصورون ولن نسمح لأحد بأن يتهمنا بأننا غير وطنيين لأننا وطنيون أكثر من هؤلاء الذين يتقاضون الملايير رغم أننا نتقاضى الفتات..." نحن ننادي "تحيا الجزائر" رغم أنهم لم يعطونا الملايير وأشاروا إلينا بالعلم الوطني الملفوف حول رقابهم وأضافوا: "سوناكوم ليست للبيع ولن نقبل ببيعها" * وقال رزوق بوبكر عضو في النقابة ل"الشروق": »إن الخاسر الأكبر هو "سيدهم السعيد باعنا في الثلاثية...ذبح العمال جميعا، ليس لنا ثقة فيه بعد الآن، ولما ننتهي من هذا المشكل سنتفرغ له ونسحب الثقة منه«. * وقال عرابة سعيد عضو نقابي آخر: "سنرجع بطاقات الانخراط في المركزية النقابية إلى سيدي السعيد.. لا نريدها"، وقاطعه نقابيون آخرون: "من الآن فصاعدا لن ندفع اشتراكات الانخراط في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، لأننا ندفع 20 ألف دينار سنويا دون أن تقدم لنا المركزية النقابية شيئا، بل على العكس، سيدي السعيد باعنا جميعا"... "الحكومة عاونت الفلاحين والبزناسية ومسحت لهم الديون واليوم يستكثرون على "السوناكوم" مسح ديونها ويمنون عليها ما قدموه لها من دعم، رغم أن الدعم الذي تحصلت عليها "سوناكوم" من أموال الشعب، وليس من أموال أحد، لا نريد من سيدي السعيد أن يمنّ علينا شيأ في بياناته لأنه لم يقدم لنا شيئا، و"السوناكوم" أولى من أي شركة أخرى بالحصول على الدعم وعلى مسح للديون، بل هي أولى من الفلاحين الذي مسحت ديونهم" * وأضاف العمال الغاضبون الذين تعالت أصواتهم من هنا وهناك: "نقول لسيدي السعيد أن الدعم ومسح الديون لم يقدمه لنا سيدي السعيد، بل قدمه لنا رئيس الجمهورية ولا نريد من سيدي السعيد أن يمن علينا أموالا لم يقدمها لنا، كما أن "سوناكوم" ليست أول شركة مسحت الدولة ديونها بل هناك آلاف الشركات.. كنا ننتظر من المركزية النقابية أن تساند العمال، ولكنها خانتنا ولم يبق لنا سوى طلب تدخل رئيس الجمهورية، بيان سيدي السعيد يوم الخميس جاء لتغليط الرأي العام" * في حين أكد الأمين العام لنقابة عمال "سوناكوم" بلمولود في تصريحات ل "الشروق" أن العمال متمسكين بمطالبهم ولن يعودوا للوراء ولن يتراجعوا، مضيفا: "المطلب الأول هو الزيادة في الأجور والمطلب الثاني هو التقاعد عند بلوغ 50 سنة من العمر أو بعد قضاء 32 سنة خدمة فعلية، والمطلب الثالث، تخفيض الضريبة على الدخل الإجمالي إذا لم يلبوا هذه المطالب فليتحملوا مسؤولياتهم تجاه غضب العمال وخروجهم للشارع.."