تشهد أقسام المدارس الإبتدائية جدلا واسعا وفوضى عارمة جراء إجبار المفتشين المعلمين على احترام ترتيب الدروس وفق كتاب التدرج السنوي الخاص بالمعلمين، هذا الأخير الذي وردت فيه الدروس مغايرة ومخالفة لترتيب الدروس في كتب التلاميذ المدرسية. * وقد طرح الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين حالة الفوضى التي تشهدها أقسام المدارس الإبتدائية، وضغط جمعيات أولياء التلاميذ التي طالبت هي الأخرى وزارةَ التربية الوطنية بإعادة النظر في ترتيب دروس مواد الطور الإبتدائي بما يوافق دروس التلاميذ في الكتب المدرسية، فعلى سبيل المثال وضع ترتيب "كان وأخواتها" في مادة اللغة العربية قبل "دراسة الجملة الاسمية" في كتاب التدرج السنوي للمعلمين، فيما وضع ترتيب "دراسة الجملة الاسمية" أولا في الكتاب المدرسي للتلاميذ، كما أن كتاب التدرج السنوي في الرياضيات، ألزم المعلمين بدراسة الآحاد والعشرات قبل الأرقام، وهو ترتيب غير منطقي تماما، فكيف للتلميذ أن يفهم الآحاد والعشرات وهو لا يعرف الأرقام بعد؟ * وتمتد حالة الفوضى والترتيب العشوائي لتشمل دروس التربية الإسلامية والقراءة والتربية المدنية ودراسة الوسط وغيرها من المواد، هذا الترتيب العشوائي خلق نوعا من الفوضى، حيث أكد مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام لدى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن عددا من أولياء التلاميذ أصبحوا يطرقون أبواب الأقسام لمعرفة ترتيب الدروس من أجل تحضير أبنائهم ومراجعتهم للدروس، كما قال مسعود عمراوي إن بعض الدروس موجودة في كتاب التدرج السنوي لكنها غير موجودة في الكتاب المدرسي للتلميذ، مؤكدا أن مفتشي المدارس الإبتدائية يلزمون المعلمين باحترام هذا الترتيب العشوائي الذي لا يتوافق والكتاب المدرسي للتلاميذ، مما جعل المعلم في واد والتلميذ في واد آخر. وقال المتحدث إن بعض المعلمين تلقوا إنذارات من المفتشين بسبب عدم ترتيبهم للدروس، وأضاف المتحدث أن بعض الدروس مرتبة في كتاب المعلم في الرتبة رقم 2، فيما هي مرتّبة في كتاب الدروس بالنسبة للتلميذ في الرتبة رقم 45 وهو ترتيب غير منطقي تماما. * هذا؛ وطالبت جمعياتُ أولياء التلاميذ والإتحاديةُ الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ وزارةَ التربية الوطنية بتغيير كتاب التدرج السنوي، أو إلزام المعلمين بترتيب الدروس بما يتوافق وكتاب الدروس للتلاميذ، من أجل تمكين أوليائهم من متابعة دروسهم، ومساعدتهم في المراجعة قبل دخولهم الأقسام.