أكدت مصادر مسؤولة في الجبهة المعارضة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن فريق العمل المكلف بالتحضير لعقد الدورة الطائرة للجنة المركزية، لم يودع بعد الطلب لدى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وقال المصدر وهو قيادي بارز في المعارضة، رفض الكشف عن هويته: "بالنسبة إلينا، مسألة التوقيعات انتهينا منها والملف أصبح جاهزا، غير أن الشيء الذي حال دون إيداع الطلب لدى المصالح المعنية، هو عدم إيجاد المكان الذي يحتضن الدورة لحد الآن"، وأضاف المتحدث في اتصال مع "الشروق": "يجب أن يتضمن الطلب تاريخ الدورة وموافقة الجهة المسؤولة عن المؤسسة الفندقية التي تحتضن الاجتماع، والإخوة المكلفون بهذه المهمة يسعون على مستوى فندقي الأوراسي أو الرياض بزرالدة، وعندما يحصلون على الموافقة سيضبط التاريخ". ولعل ما يصبّ في هذا التوجه، هو رفض عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي السابق، تأكيد أو رفض إيداع الطلب المتعلق بانعقاد دورة اللجنة المركزية، ورغم إلحاح "الشروق" إلا أن الرجل رد على سؤال بهذا الخصوص: "أنا مهمتي السهر على الجانب السياسي، أما ما تعلق بالدورة فقد كلفت فريق عمل يتكون من أعضاء في المكتب السياسي ومن خارجه للقيام بتلك المهمة". وأضاف زعيم الجبهة المعارضة لعمار سعداني: "أنا أملك صلاحيات الدعوة لانعقاد اللجنة المركزية طبقا للمادة التاسعة من النظام الداخلي للجنة، لكنني أحرص قبل أي خطوة على التأكد من توفير شروط نجاح الدورة. أنا لا أقدم على أية مغامرة غير محسوبة قد ترتد نتائجها عليّ، وسأستمر في التشاور مع أعضاء المكتب السياسي قبل الإقدام على أية خطوة". وفي رد على سؤال حول ما إذا كان التأخر في إيداع الطلب لدى مصالح وزارة الداخلية، له علاقة بالخوف من احتمال وجود توقيعات مزوّرة لأعضاء اللجنة المركزية، ومن ثم إمكانية تعرض الأسماء التي أودعت أو ستودع الطلب لمتابعات قضائية، رد بلعياط بلغة التحدي قائلا: "عندما يحين الوقت سأنشر القائمة"، ملمحا إلى أن الطلب قد لا يودع بالضرورة على مستوى العاصمة. أما الطرف الآخر ممثلا في الأمين العام للحزب والموالين له، فيعتبر عدم إيداع طلب الدعوة لانعقاد اللجنة المركزية دليلا آخر على أن المعارضة فشلت في جمع التوقيعات المطلوبة لعقد الدورة، وقال السيناتور رشيد عساس، وهو عضو المكتب السياسي: "أؤكد بأن الأرقام التي يتحدثون عنها مجرد سراب. هم لن يستطيعوا جمع لا 100 ولا 150 توقيع وسنرى". وأضاف رشيد عساس، في اتصال مع "الشروق": "شرعية القيادة الحالية لا غبار عليها. فالجميع يعلم أنها تحصلت على وثيقة المطابقة من طرف وزارة الداخلية، طبقا للقانون العضوي المتعلق بالأحزاب، وبالتالي فنحن بالنسبة إلينا القضية منتهية ولا أساس لها، ولذلك فقد انطلقنا في العمل على مستوى القاعدة من أجل التحضير للانتخابات الرئاسية"، التي رشح فيها الحزب كما هو معلوم، الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة. وتابع عضو المكتب السياسي: "حتى ولو جمعوا التوقيعات التي يتحدثون عنها، فالقانون واضح في هذا الإطار، وهو أن يقدم الطلب للأمين العام، باعتباره أصبح قيادة معترفا بها من طرف وزارة الداخلية، بصدور وثيقة المطابقة، فقبل انتخاب عمار سعداني، كان منصب الأمين العام شاغرا، أما اليوم فالأمور باتت واضحة، والحديث عن المادة التاسعة من النظام الداخلي للجنة المركزية لم يعد له أيّ سند، وللأسف الإخوة يعرفون القانون ومع ذلك يتمادون في مثل هذا الكلام".
رياح الشرق تهبّ على الأفلان 14 قسمة من قسنطينة تتهم سعداني بالعمل لصالح بن فليس على خلفية إزاحة محافظ الحزب العتيد بقسنطينة، مغراوي، المتواجد حاليا في الولاياتالمتحدة، ثار أنصار المحافظ أول أمس، في اجتماع علني ووصفوا الأمين العام للحزب بالعامل لصالح بن فليس، متهمين إياه بمحاولة تقسيم الحزب حتى يكون جاهزا ليعود إليه أنصار بن فليس، قبل الانتخابات الرئاسية. وحذّرت 14 قسمة تابعة للأفلان من خرجة تعيين محافظين هما السيدان أحمد حباشي وفؤاد خرشي، من اللعب بالحزب العتيد، واتهموا في جلسة علنية بمقر المحافظة بالكدية بقسنطينة سعداني، بالعبث بالحزب في ولاية يرونها مهمة خاصة في الاستحقاق القادم. وأجمع مسؤولو القسمات على أنهم يرفضون ما سمّوه بتجاوزات سعداني، الذي رفض الانتظار إلى ما بعد منتصف أفريل، لأجل خدمة أنصار بن فليس، وقال رئيس بلدية قسنطينة، سيف الدين ريحاني، بأن الأفلان في قسنطينة في أوجّ نجاحاته من خلال ما حققه في المحليات والتشريعيات وحتى في مجلس الأمة، تحت قيادة المحافظ المخلوع والذي سيكون له رأي آخر بمجرد عودته إلى أرض الوطن المنتظرة غدا الأحد. وتساءل رئيس القسمات السيد عبد الحكيم لافوالة: "كيف لسعداني الجرأة لإزاحة رجل تم انتخابه بالصندوق، وهو المحافظ السابق مغراوي، وليس بالتعيين كما يقوم به السيد عمار سعداني"، فاتحا النار على الأمين العام، وقال بأنه يمتلك الأدلة التي تورط أنصار سعداني، بتقربهم من بن فليس، فجاؤوا خصيصا لتحطيم الحزب، واعتبر الأستاذ المحامي بغيجة، ما حصل بغير القانوني.
أفلانيون يحتجّون ببسكرة احتج صباح الجمعة، العشرات من أنصار محافظ جبهة التحرير الوطني ببسكرة، نصرة، واستنكارا لقرار إقالته من طرف الأمين العام للحزب عمار سعداني. المحتجون من الجنسين بينهم منتخبون ورؤساء عدد من القسمات تجمهروا أمام مقر المحافظة، رافعين لافتة تدعو إلى ترشح الرئيس الشرفي للحزب لعهدة رابعة، ونددوا بما أسموه ميل سعداني، نحو جماعة بن فليس على حساب مناضلي الحزب، المحافظ المقال عبد إسلام بلزرق، صرح ل"الشروق" أن قرار إقالته لا علاقة له بالتقصير في أداء المهام، بل كما قال علاقته بالعياشي دعدوعة.