تبدو القائمة "غير الرسمية" للمترشحين الستة الذين سيخوضون سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 أفريل المقبل، وقد توفرت فيها جملة من المعطيات، كلها تصبّ في صالح إنجاح الاستحقاق المقبل، وضمان فوز صاحب العهدة الرابعة، الرئيس بوتفليقة. وتضم القائمة التي ينتظر أن يرسمها المجلس الدستوري لاحقا، حسب المعلومات المسرّبة، كل من "الرئيس المترشح" عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، والأمينة العام لحزب العمال، لويزة حنون، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، ورئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، ورئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، بعد ما أسقط كل من مرشح حزب "الكرامة" محمد بن حمو، والمترشحين الأحرار علي بنواري، والصادق طماش، وحمادي عبد الحكيم. وتكشف القراءة المتعلقة بالتوازن الجهوي، أن المرشحين الستة يمثلون كافة جهات الوطن باستثناء الجنوب الكبير، وأن الجهة الشرقية للبلاد يمثلها ثلاثة مترشحين وهم: علي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد، وزعيمة حزب العمال، لويزة حنون، ويمثل منطقة وسط البلاد، مرشحان، وهما موسى تواتي، وفوزي رباعين، في حين مثل الجهة الغربية، الرئيس بوتفليقة لوحده. واللافت في هذا المعطى، هو تمكّن اثنين من المترشحين ينحدران من ولاية واحدة، هي ولاية باتنة، وهما علي بن فليس وعبد العزيز بلعيد، من جمع التوقيعات المطلوبة، ما يعني أن السباق سيكون محموما بين الرجلين من أجل الظفر بأصوات أبناء الأوراس، إذا ما اعتبر الانتماء الجغرافي، عاملا مساعدا، بل ومحددا (حسب الحالة الجزائرية) في منح الأصوات، يضاف إلى ذلك مترشحة أخرى تنحدر من الشمال القسنطيني، هي حنون التي تتقاسم مع الاثنين الانتماء الجغرافي للجهة الشرقية. ويبدو تمثيل منطقة وسط البلاد في الاستحقاق المقبل، وقد "روعيت" فيه خصوصية الجهة، فرئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي، محسوب على المنطقة الجنوبية للعاصمة (المدية) المعروفة بخصوصيتها العروبية، فيما يمثل علي فوزي رباعين المناطق الشرقية للعاصمة المعروفة بحساسيتها القبائلية، في حين استأثر الرئيس بوتفليقة، دون غيره، بالمنطقة الغربية. إيديولوجيا، كان لافتا غياب مرشح محسوب على التيار الإسلامي، وهو أمر لم يعد يشكل استثناء منذ أن أسقط ترشح رئيس حركة مجتمع السلم السابق، محفوظ نحناح، في رئاسيات 1999، بحجة أنه لم يقدم وثيقة تثبت مشاركته في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي. أما بقية التيارات الأخرى فتبقى حاضرة في السباق. وبدا واضحا سيطرة المرشحين المحسوبين على التيار الوطني، بواقع خمسة أسماء، وهم بوتفليقة، وبن فليس، وبلعيد، وتواتي، ورباعين. وكالعادة، كان التيار الثروتسكي اللائكي، حاضرا في السباق، ممثلا في شخص زعيمة حزب العمال، لويزة حنون. وإذا كان الرئيس بوتفليقة قد ترشح وفاز في كافة الاستحقاقات الثلاثة التي خاضها (1999، 2004، 2009)، فإن البقية وباستثناء عبد العزيز بلعيد، شاركوا في أكثر من سباق ولم يؤدوا أكثر من دور الأرانب، وهو الأمر الذي ينطبق على كل من حنون وتواتي، وفوزي رباعين الذين شاركوا في رئاسيات 2004 و2009، وبن فليس 2004.. فهل سيتكرس السيناريو ذاته في الاستحقاق المقبل، أم أن السباق سيفرج عن مفاجآت عير منتظرة؟