ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعيد بوتفليقة لم يتدخل يوما في صلاحياتي وليس لي مشاكل مع ڤايد صالح
مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح، عبد المالك سلال في حوار ل"الشروق":

يتحدث عبد المالك سلال، الوزير الأول السابق ومدير حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، في هذا الحوار الحصري للشروق عن حصيلة الرئيس، ويصفها بالإيجابية يعبر عن امتعاض كبير من الجحود ونكران فضل بوتفليقة، يبرئ شقيق الرئيس السعيد، من الإشاعات التي تلاحقه بخصوص تدخله في شؤون تسيير البلاد، ويؤكد أنه يلتزم بمهامه كمستشار للرئيس ليس إلا، ويكذّب سلال بصفة قطعية خلافه مع قيادة الأركان، أو غيرها من مؤسسات الدولة، كما يفنّد وجود أي صراع بين الرئاسة أو بين أطراف المؤسسة العسكرية، يطمئن مكتتبي عدل، ويتحدث لأول مرة عن مضمون مشروع تعديل الدستور، ويؤكد أن مراجعة المادة المتعلّقة بالعهدات الرئاسية واردة، ولا مكان لمنصب نائب الرئيس ضمن المسودة التي سلّمت لرئيس الجمهورية، ويعد المعارضة بمكاسب جديدة ضمن هذا النص، ويجدد الاعتذار للشاوية، ويقول أنه لم يسبق لمسؤول جزائري أن اعتذر للشعب منذ الاستقلال، ويؤكد أن مزحته مع صديق استغلت سياسيا، لأنه يوجد في الجزائر من تقلقه بساطة مسؤول كبير في التعامل مع المواطنين.

أطل الرئيس السابق اليمين زروال، على الجزائريين بعد طول صمت، ببيان تطرق فيه إلى راهن الواقع السياسي والرئاسيات، هل اطلعتم على البيان، وما رأيكم في مضمونه؟
اطلعت على بيان الرئيس السابق اليمين زروال، شأني في ذلك شأن كل الجزائريين، الرئيس اليمين زروال شخصية وطنية معروفة، لعب دورا هاما في فترة حساسة من تاريخ الجزائر، قام بواجبه وأدواره، واعترف بقدرته وإمكاناته، وأنا الذي كان لي شرف العمل معه كوزير للداخلية، أما بخصوص مضمون البيان هو رأي لرئيس سابق، شاهد في الساحة السياسية، هو وكل رأي مقبول في النقاش الديمقراطي، وهذه هي الديمقراطية.

انتقد الرئيس زروال، في بيانه صراحة تعديل المادة 74 من الدستور سنة 2008، واعتبر أن فتح العهدات الرئاسية تعكير لمسار التقويم الوطني وإعاقة للديمقراطية، ما رأيكم؟
قصية فتح العهدات الرئاسية، هناك كلام كثير بخصوصها، وعندما نتحدث عن هذه المادة كمبدأ ممكن أن نجري مقارنات مع دول أخرى ديمقراطية، وهل يشكل فتح العهدات لديها إشكال أو عائق للديمقراطية، ذلك أن الفصل في تمكين أي مترشح لا يخضع لغلق العهدات أو فتحها بقدر ما يخضع لإرادة الشعب وخياره، وهنا أؤكد للجميع أن مشروع تعديل الدستور الذي أوكلت مهمة تحضير مسودة تعديله للجنة تقنية، من بين أهم النقاط التي تضمنتها المقترحات هذه النقطة، واللجنة قدمت اقتراحات بشأنها، ومعروف لدى الجميع وللأسف أن الرئيس أصيب بوعكة صحية ومرضه حال دون الفصل في مشروع تعديل الدستور والملف أرجئ، إلا أنني أؤكد أن إعادة النظر في هذه المادة المتعلقة بالعهدات وارد جدا ضمن التعديل القادم.

مما جاء في بيان الرئيس زروال، أن الرئاسة مهمة ثقيلة معنويا وبدنيا، وتتطلب احترام قواعد الأخلاق البروتوكولية ، ألا تعتقدون أن العبارة يقصد بها صحة الرئيس، والتشكيك في دستورية الترشح بالنظر لوضعه الصحي؟
تحدثنا في العديد من المرات عن صحة الرئيس، ولا يخفى على جميع الجزائريين أن الرئيس أصيب بوعكة صحية، وأنا تقريبا على اتصال يومي بالرئيس، وهو اليوم بصحة جيدة أؤكدها، وكما سبق لأحد الزملاء أن صرح حاجة الجزائر اليوم إلى بوتفليقة، هي حاجة دولة إلى قدوة وحكمة رجل بإمكانه أن يحمي الجزائر بحكمته ورصانته من الظرف الأمني والإقليمي المتدهور، والظرف الاقتصادي الصعب، والمرحلة الانتقالية للنظام الدستوري في الجزائر.

طيب السيد سلال، عندما نتحدث عن شخص الرئيس كصمام أمان للبلاد، يتساءل الجزائريون عن رئيس يغيب عنهم 22 شهرا، ومن حق الجزائريين أن يتساءلوا كيف هو، وكيف سيحكمهم لخمس سنوات قادمة؟
الرئيس ظهر مؤخرا، وتنقل شخصيا إلى المجلس الدستوري وأودع ملفه، وهناك من شكك في أنه الشخص الذي تنقل، والله من الجانب الصحي الرئيس بصحة جيدة أكررها، يعاني من بعض النقائص، والوقت كفيل بإعادة تأهيل هذه النقائص، ولقد لاحظتم أن فترة مرض الرئيس أكدت أن الجزائر دولة مؤسسات ولم يحدث خلل، وحتى النتائج الاقتصادية لسنة 2013، كانت جيدة جدا وهذا يؤكد أن الخلل لم يحدث، الرئيس لديه وزير أول يتكفل بإدارة الملفات الحكومية، ولديه مؤسسات أخرى تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وهو مطالب بالمتابعة والمراقبة والتوجيه، واعتقد أنه دور رئيس الجمهورية، في كل الدول ومهام رئيس لا تقتصر على حضور برتوكولي فقط. سنترك الوقت للوقت لأننا في حاجة ماسة إلى مرجع في البلاد.

مما جاء في بيان زروال كذلك، أن الدولة القوية تستمد قوتها من السلطة المضادة، ألا تعتقدون أن زروال وجه تهمة إضعاف المعارضة للسلطة؟
سيدي اسمح لي، لست هنا من أجل تحليل بيان الرئيس زروال، أنا أكن له كل الاحترام، ولا داعي لجعلي في موقع تحليل رسالته.

لم نطلب منكم تحليل البيان، وإنما نعتمد على ما جاء فيه لاستقراء مواقفكم كمدير حملة لرئيس مترشح، وتقييم حصيلتكم، فما رأيكم في تحميل السلطة مسؤولية تفتيت المعارضة؟
الرئيس بوتفليقة، أجرى إصلاحات سياسية من بينها قضية اعتماد الأحزاب، ومنها ممارسة الحق النقابي، وملف السمعي البصري، ونحن اليوم نعيش فترة الانفتاح على السمعي البصري، القضية هي قضية أولويات وليست لها علاقة بالرضوخ لضغط أو تهديدات ربيع عربي، لا يجب أن ننسى أن أولويات الجزائر قبل 2011، كانت البحث عن مخرج للوضع الأمني الصعب الذي كنا نعيشه، والبحث عن مخرج للحصار الدولي وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، لم يكن أبدا القصد تفتيت المعارضة بقدر ما كان الأمر يخص ترتيب أولويات، فالمهم هو الاستقرار واليوم بفضل الاستقرار تمكّنا من تحصين الوضع الداخلي للبلاد رغم المحيط الخطير الذي نعيش فيه.

تقدمون الرئيس بوتفليقة كصمام أمان للجزائر، وتستخدمون هذه الضرورة لتبرير العهدة الرابعة، بالمقابل تقولون أن الجزائر دولة مؤسسات، ألا ترون أنها إزدواجية في الخطاب، وهل دولة المؤسسات تذوب في الشخصنة؟
ليس هناك إزدواجية في الخطاب، النظام الدستوري مبني على المؤسسات، رئيس الجمهورية هو المرجع الأساسي يقود الجيش، والسياسة الخارجية واقتصاد البلاد، لديه مؤسسات برلمانية ولديه جيش وكل مؤسسة تلعب أدوارها، إلا أن رئيس الجمهورية هو الذي يحقق الانسجام بين كل هذه المؤسسات لضمان عدم التداخل في الصلاحيات، والشخص انطلق في العمل ونحن في ظروف أمنية واقتصادية صعبة يجب تمكينه من الفرصة، قضية تيڤنتورين كانت حربا ضد الجزائر، وأنا شبهتها بما تعرضت له الجزائر سنة 63، نحن نظن أنا الرئيس بوتفليقة، شرع في العمل ولديه حصيلة تحققت في الميدان، وقدم البرهان وهذا البرهان أظن ويظن غيري أنه يعطيه الحق في استكمال ما بدأ في إنجازه.

انتقادات كثيرة طالت زيارتكم للولايات، وهناك من وصفها بالحملة الانتخابية المسبقة على اعتبار أنكم وزعتم أغلفة مالية، وزروال قدّر في بيانه أن المال لا يحل أزمة الثقة، ما رأيكم؟
زياراتي إلى الولايات كانت تطبيقا لتعهد، لأن تصوري لعمل الجهاز التنفيذي مختلف عن تصور غيري، أؤمن بالعمل الجواري، ورأينا من الضروري أن الحكومة تنزل للولايات لمعاينة البرنامج الخماسي، ولم نوزع المال والأمر تعلق بأغلفة إستدراكية.

قُرئت على أنها حملة أنتخابية، ووزعتم أغلفة ضخمة ما رأيكم؟
المال لا يحل المشاكل فعلا، وخطابنا بخصوص ضرورة التخلص من التبعية للريع يؤكد أننا نؤمن بضرورة بناء اقتصاد، لم أوزع مالا كانت هناك أغلفة مالية ليست ضخمة ووقفت عند متوسط 30 مليار دينار لكل ولاية، وهو غلاف بسيط إذا ما قورن بميزانية التسيير للولايات، ونحن نعتبرها التزاما بتعهد، ومن قرأها على أنها حملة انتخابية فذلك شأنه.

دعابتكم مع أحد الأصدقاء على هامش تنصيبكم للمديرين الولائيين لحملة مترشحكم، حركت الشاوية وأخرجتهم في مسيرات تنديدية، ماذا تقولون؟
أنا مزحت مع صديق بصفة حميمية، ومعروف أنني أعمل بجوار وببساطة مع المواطنين سواء في وظيفتي أو في حياتي الشخصية، والشيء لي في قلبي على لساني، لا أعرف الشر، وهذه تربيتي ويبدو أن هناك من يقلقهم أن يكون مسؤول كبير قريبا من المواطنين، لم أقصد أبدا الإساءة لأي جزائري، وأقولها وأكررها أنا أمازيغي وشاوي وجزء مني ترقي، وأجيد كل هذه اللهجات البعض اغتنم الفرصة لتسييس مزحتي، ومع ذلك ورغم أن مسؤولا جزائريا لم يعتذر من قبل للجزائريين منذ الاستقلال، أنا اعتذرت وأكرر إعتذاري إذا ما شعر أحد أن مزحتي مسّت مشاعر الجزائريين، وبخصوص تحرك الشارع والمسيرة، اعتقد أن المسيرة كانت سياسية أكثر من أي شيء آخر.

رغم الاعتذار مازالت المزحة تثير ردود أفعال، وتقولون أن المسيرة مسيسة، هل تعتقدون أنكم تتعرضون لمحاولة ضرب لشخصكم؟
مزحتي استغلت سياسيا وبشكل واضح، وعندما تتأملون في تشكيلة الصفوف الأمامية في المسيرة ستعرفون العنوان، ليست محاولة لضرب شخصي لأني مجرد مدير حملة إنتخابية، ومهمتي اختصرتها في السابق لخدمة المواطن.

إذا تعتبرونها محاولة لإرباك مدير حملة الرئيس، وضرب بوتفليقة من خلالكم؟
لست مترشحا، وأنا مجرد مدير حملة آمن أن هذا الشخص الكبير يجب أن يواصل مهامه، وأنا لست شخصا سياسويا، وأرفض تسييس الأمور لأن التسييس لا ينتج سوى فتيل إثارة الفتنة، وسكان الشاوية وأنا اتصلت بالعديد من سكان الشرق الجزائري، وهم مقتنعون أنني لم أقصد الإساءة.

هناك من لامكم كون مزحتكم، جاءت في ظرف يتحدث فيه الكثير عن إمكانية تقسيم الجزائر، كما تصادفت مع لعنة وزير لكل من لا يحب الموالين للعهدة الرابعة، وإنزلاقات في غرداية، ما رأيكم؟
أنا أحب الجميع، لكن يجب التنبه إلى أن وحدة التراب الوطني شيء مقدس، نحن بصدد بناء الدولة الجزائرية، هناك مناطق لها خصوصيات وتقاليد ولهجات ويجب احترام هذا التنوع، وأنا الذي توليت المسؤوليات بمختلف جهات البلاد، أؤكد أنه لا توجد أي رغبة عند مكونات المجتمع الجزائري في الإنفصال، وقوة الجزائر في وحدتها وتوحدها الجغرافي والديمغرافي، ونظرة التفتيت هي كسر وإضعاف مباشر للجزائر، وهي التي تشكل اليوم قوة جهوية، ولدينا إمكانات كبيرة جدا، وحان الوقت لتلعب هذا الدور، ويجب أن تصب كل هذه الجهود في هذا الإطار لصون الوحدة الوطنية، والربيع العربي فكك الدول التي هبت رياحه عليها، وحدة الجزائريين مضمونة بثلاثية الهوية الوطنية، ديننا الإسلام ولغتنا العربية والأمازيغية.

بانتقادكم للربيع العربي، تحدثم عن مواجهة حشرات الربيع العربي بالمبيدات، ما معنى هذا الكلام؟
حديثي كان للشباب، وحدتثهم بلغتهم، وأنا قلت تصدينا لما يسمى بالربيع العربي، وتصدينا له بغلق الباب، وقلنا إذا دخل من النافذة يجب أن نتصدى له بأسلوب آخر ومنع "الناموسة" من الدخول، لأن القضية قضية مستقبل البلاد، ونحن نتابع ما يجري في بلدان الربيع العربي.

بالعودة للإستقرار الأمني، تشهد غرداية إنزلاقا أمنيا، ما السبب المباشر الذي فتح جراح غرداية حسب ما وصلكم؟
الجميع يعرف أن غرداية يقطنها الإباضية والمالكية ولكليهما تاريخ، وليس هناك أي فرق بين الإباضية والمالكية، إلا أن هناك مناوشات ونزاعات أحيانا بسبب مشاكل اقتصادية وحتى إن لم تكن جوهرية، وهي من جانب، قضية تعايش، نحن بحاجة لإخماد نار الفتنة، وإن كنت لست من دعاة اليد الخارجية، إلا أن أحداث غرداية هي أحد أهداف مؤامرة كبيرة، ليس هناك مشاكل جوهرية، والتعايش سيعود إلى المنطقة تدريجيا والحلول موجودة.

هناك من يرجع الإنزلاق إلى الانسحاب الأمني، ما رأيكم؟
لم يكن هناك أي تقصير أمني، ولم يكن هناك أي انسحاب ليس باستطاعتنا دائما اعتماد الحل الأمني، حتى في أزمة الجزائر في التسعينات، لم نعتمد الحل الأمني فقط لتسوية المأساة الوطنية كانت بالحل الأمني وانتهت بالمصالحة والحكومة لم تخفق في التسوية، والمشكل سينتهي.

وعدتم بتقديم حصيلة الحكومة، ولم تفعلوا، لماذا؟
حصيلتي كمسؤول على الحكومة طيلة 18 شهرا، سأقدمها أمام البرلمان في حال نجح مرشحنا، وعدت لتسيير شؤون الحكومة، وعدم تقديم بيان السياسة العامة كان بسبب الوقت فقط، وحصيلة الرئيس لم نتخلف يوما في تقديمها ولو بصفة تدريجية، في كل مرة كنت اتعمد تقديم نتائج وحصيلة بوتفليقة في كل ولاية نزلت بها، النتائج كانت جد مرضية في عدة قطاعات، وأهمها كان استرجاع الأمن واستعادة مكانة الدولة في المجتمع الدولي واسترجاع الاقتصاد الوطني لمجراه، وبشهادة صندوق النقد الدولي.

تحدثتم عن عرض الحصيلة، لو عدتم إلى الحكومة، هل وعدكم الرئيس بالعودة؟
قلت أنه في حال رجوعي إلى الحكومة، وهنا سبق لي وأن تحدث عن الديمومة ومواصلة المؤسسات حتى ولو بذهاب الرجال.

تتعمدون في كل مرة تقديم حصيلة إجمالية ل15 سنة، ويفترض أن حصيلة تبرر للعهدة التي تليها، لماذا لا تفصلون في الحصائل الثلاث؟ وماذا تقولون لمن يعتبرون أن العهدة الثالثة كانت بيضاء؟
ليس هناك أي هروب من التفصيل، والجزائر لم تولد بمجيء بوتفليقة، وكل رئيس سبق الرئيس بوتفليقة قدم ما عليه في منصبه بداية من بن بلة الى الرئيس بوتفليقة، هناك مسؤولية تاريخية، والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة تسلم الجزائر في ظروف صعبة جدا شأنه في ذلك شأن زروال، يحق له أن يعد إنجازاته، وأرقامنا واضحة والإنتاج الخام الوطني تضاعف ثلاث مرات، ومعدل الحياة تحسن من 71 سنة الى 76، وهي مؤشر دولي، وأرفض من يستخف بإنجازات العهدة الثالثة، فأكبر رقم لاقتناء الجزائريين للسيارات تفجر خلال هذه العهدة، أرفض أن تنكر الإنجازات حتى ولو كانت هناك نقائص، كنت وزيرا للموارد المائية، سكان وهران كانوا يشربون الماء المالح، العاصمة كدنا أن نستورد الماء بالباخرة من مرسيليا ليشرب العاصميون، ونعترف بالنقائص، لكن ترفض الجحود.

مشاريع أنجزت، إلا أن قضايا الفساد شوهت هذه الإنجازات، مشروع الطريق السيار عند العدالة، قضية سوناطراك عند العدالة، مارأيكم؟
لم ننكر الفساد ولم نتستر عليه أبدا، بل فضحنا الأمر، حاربنا الفساد وحولنا رقما هاما من قضايا الفساد على العدالة، نحن كافحنا وفضحنا وكشفنا ووقعنا على كل المعاهدات الدولية المتعلقة بمكافحة الفساد، والمطلوب أننا نترك الأمر لقرينة البراءة، ولا يجب استعمال الفساد لتسويد كل شيء، مشكلتنا أن مشروع التعجيل في إنجاز المشاريع دون تحكمنا في أليات الرقابة، جعلنا نقع في المشكل سواء بسبب البيروقراطية أو بسبب نقص الكفاءة، ومشكل الفساد ليس مشكلا جزائريا فقط.

هل ستمسحون ديون أونساج في حال مرور مرشحكم؟
لن نمسح ديون أونساج، إلا أننا سنعيد جدولة الديون، إننا ملزمون بالحفاظ على التوازنات المالية للدولة، كما أننا يجب أن نعمل دون المغامرة بالإمكانات المالية للبلاد، مع تمكين الشباب من فرص التشغيل، والإقتصاد الوطني لا يستطيع أن يستوعب كل الإطارات الجزائرية، وسنرغم المؤسسات الأجنبية على ضمان التمهين للشباب الذي عجز عن مواصلة دراسته ودعمه بسيكولوجيا، لأنني أرفض سياسة الطرد.

تسلمت الوزارة الأولى بتأخر في البرنامج السكني بمليون و500 ألف وحدة، وتأخر في البرنامج الصحي عند أزيد من 70 بالمائة، هل استدركتم التأخر؟
تسلمت الوزارة الأولى بتأخر، ووتيرة الإنجاز كانت متأخرة جدا بسبب عجز أدوات الإنجاز، وعملت على إرجاع برنامج عدل لضمان الأمل لشريحة الدخل المتوسط، وقررنا اعتماد 250 ألف وحدة سكنية لهذه الصيغة، ولجأنا إلى صفقات بالتراضي، ولجأنا إلى مجمعات مختلطة جزائرية أجنبية واستدركنا التأخر.

هناك تخوف في الشارع الجزائري أن يكون مشروع عدل مجرد ورقة إنتخابية، ماذا تقولون؟
الربع مليون سكن في صيغة عدل مضمون، وأغلفته المالية مرصودة ولم يتبق سوى الإنجاز الذي انطلق في العديد من المواقع، كان بوتفليقة رئيسا أم لم يكن رئيسا في العهدة القادمة.

يوصف سلال برجل التوافق الذي يحوز رضا الرئيس والمخابرات معا، أين تضعون أنفسكم؟
هذا كلام غير مؤسس، وليس لديه أي معنى، أنا رجل دولة وجدت لأخدم الشعب الجزائري، ورئيس الجمهورية بالعامية يعتبر "المعلم" بالنسبة لي" كما هو "المعلم" بالنسبة لغيري من العديد من المؤسسات التي يحكمها، وهو المسؤول، وهو قائد القوات المسلحة، المسؤول على وزارة الدفاع، والسياسة الخارجية، والمؤسسات الأخرى، أنا رجل مصالحة، ليست لدي أي عدواة مع أي أحد، الجميع أصحابي.

حتى مع قيادة الأركان؟
ليس لدي مشكل مع قيادة الأركان، الجميع لدي علاقات ود معه، وعندما تحدث مناوشات أحيانا من هنا وهناك يبدأ الحديث عن صراع داخل المؤسسة العسكرية، والله أؤكد لكم أن لا وجود لأي صراعات داخل المؤسسة العسكرية.

تشبيهكم العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة بالعهدة الثالثة للمستشارة الألمانية أثار الكثير من الجدل، أين نحن من ألمانيا التي استطاعت أن تحمي نفسها من الأزمة الإقتصادية؟
تشبيهي كان مؤسسا على أساس دستوري وإقرار العهدات، والأنظمة التي تسمح لمسؤوليها بالترشح، ونفس الشيء بالنسبة لأنجلترا، لماذا عند هؤلاء حلال وعندنا حرام، وتوني بلير حكم عهدتين ونصف، وأنا اعتقد أنه عندما "يكون واحد قادرا على شقاه= خليه يعمل ونمشي معاه"، وعندما يخطأ نقول أنه أخطأت.

حديث كثير عن مستشار الرئيس، شقيقه السعيد بوتفليقة، وتدخله في عمل الحكومة، هل تدخل يوما شقيق الرئيس في عملكم؟
هذا كلام ليس له أساس من الصحة، وهو كلام غير مؤسس، ولم يتدخل السعيد يوما في عملي، ليس هناك أي تدخل، السعيد بوتفليقة مستشار ملتزم بصلاحياته كمستشار للرئيس، ولم يقم بأي تجاوزات، وإن كان له الحق أن يدافع ويقف مع أخيه الرئيس، وأنا كذلك أدافع عن أخيه، وأين الخلل هنا، وأين المشكل؟

مارأيكم في تعيين أحمد أويحيي وعبد العزيز بلخادم؟
هو قرار رئيس الجمهورية، ويحترم، وهؤلاء يمارسون عملهم الذي كلفهم به الرئيس.

كلمة أخيرة
لست طامعا في شيء، أقولها وأكررها الجزائر بحاجة إلى استقرار لتحقيق النمو الإقتصادي، بوتفليقة قدم البرهان، ويستحق أن نكون إلى جانبه، وهو مقبل على عهدة جديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.