عرف التجمع الذي نشطه رئيسا الحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر على التوالي، عمارة بن يونس وعمار غول، في إطار الحملة الانتخابية لصالح الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة، أمس بباريس، مناوشات قبل وأثناء وبعد التجمع، وصلت إلى حد الاعتداءات الجسدية ضد مناهضي العهدة الرابعة، ولم يسلم حتى الصحفيين من الاعتداءات. البداية كانت قبل بداية التجمع، حيث تجمع مجموعة من الأشخاص "من 15 إلى 20" أمام مدخل ومحيط فندق مرديان الذي احتضن التجمع، رافعين شعارات مناهضة للسلطة والعهدة الرابعة، وطالبوا برحيل النظام، قبل أن يتدخل الموالون للرئيس بوتفليقة، وكادت أن تتطور الأمور لو لا تدخل قوات مكافحة الشغب الفرنسية التي أقنعت المحتجين بالابتعاد عن مدخل الفندق، ليلازموا الطرف الآخر من الطريق رافعين العلم الوطني مكللا بشعارات إسقاط النظام، ورغم إجراءات التفتيش والمراقبة التي فرضها منظمو التجمع على الوافدين إلى القاعة، إلا أن تسلل بعض المعارضين رغم قلتهم كان كافيا لإجبار عمارة بن يونس، على إنهاء كلمته والتجمع ككل قبل الوقت، حيث أطلق مجموعة من الشباب الذين اختاروا الصفوف الأمامية العنان لأصواتهم لانتقاد النظام والموالين للعهدة الرابعة، قبل أن يتدخل أنصار العهدة الرابعة وانهالوا عليهم بالشتم والضرب واستعملت حتى الكراسي، ما خلق فوضى عارمة داخل القاعة وخارجها، وزاد المشهد رعبا مسارعة الحاضرين لمغادرة القاعة جماعيا خوفا من تطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وذهب البعض من مناصري العهدة الرابعة إلى اتهام المناهضين لها بالعمالة للخارج، وهو ما رفضه مساندون آخرون، لحد أعلنوا انسحابهم من جناح الموالاة باعتبار أن كل من يعارض السلطة والعهدة الرابعة عميل، مبرزين استحالة احتكار الوطنية وتضييقها في العهدة الرابعة. ولما حاول الصحفيون والمصورون تغطية تلك المشاهد، وتصوير الاعتداءات تعامل معهم الحرس الخاص الذي رافق تجمعات منشطي حملة الرئيس المترشح في ليل وباريس، بخشونة كبيرة، وهو المشهد الذي انتقده حتى الموالون للعهدة الرابعة، معلقين على كيل دعاة الرابعة بمكيالين. وقلل بن يونس، في تصريحه للصحفيين بعيدا عن القاعة، من حجم المعارضين للعهدة الرابعة، وقال إنه لو كان هؤلاء قوة حقيقة لنشطوا اجتماعا خاصا بهم، "ولا يلجؤوا إلى التسلل بيننا في التجمعات".