استبعد، أمس، عبد الحفيظ فغولي الرئيس المدير العام بالنيابة لمجموعة "سوناطراك"، لجوء الشركة إلى إلغاء الصفقات التي أبرمت مع شركاء المجموعة المحليين والأجانب قبل خروج فضيحة "صفقات سوناطراك" إلى العلن وتحويل الملف على العدالة التي قررت وضع قرابة 10 من كبار المسؤولين الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق، ووضع بعضهم تحت الرقابة القضائية ومنهم الرئيس المدير العام محمد مزيان واثنان من نوابه المباشرين. وقال فغولي على هامش الندوة الدولية لقطاع الغيار التي نظمتها المجموعة بالجزائر العاصمة، إنه لا علم له بوجود عقود أو صفقات تم إلغاؤها بسبب خروج قضايا فساد مرتبطة بالعقود إلى العلن، مضيفا أن المعلومات المتداولة بشأن لجوء مجموعة "سايبام" لا أساس لها من الصحة، وأن "سوناطراك" لن يبلغها أي طلب لإلغاء العقود المبرمة بين الطرفين. وأكد فغولي، أن المجموعة لن تغير سياستها لإبرام عقود طويلة الأجل مع مشتري الغاز لكنها ستصبح أكثر مرونة فيما يتعلق بأجل العقود الجديدة، مشيرا إلى أن التحقيق القضائي في مزاعم فساد بحق محمد مزيان ومسؤولين كبار آخرين لم يعطل مشاريع أو يفضي إلى تعليق عقود مع شركائها الأجانب. وأوضح فغولي الذي يرأس أيضا اللجنة التحضيرية للندوة العالمية ال16 للغاز المميع التي ستعقد بمدينة وهران شهر أفريل القادم، أن "سوناطراك" لا تنوي تأخير تاريخ تنظيم الندوة العالمية التي يتوقع أن تشهد مشاركة عالمية قوية بحوالي 3000 مندوب من الجزائر والخارج، مؤكدا أن تأخير اجتماع الجمعية الدولية للغاز الذي كان مقررا شهر مارس القادم إلى تاريخ لاحق، يعود إلى تأخر استلام فندق "المرديان" وهران الذي لم يحصل بعد على التصنيف من مجموعة "ستار وورد" الأمريكية التي تشترط معايير مشددة لمنح الشارات الخاصة بسلسلة الفنادق التي تديرها المجموعة حول العالم. وبشأن الندوة الدولية الخاصة بصناعة قطع الغيار الخاصة بقطاع الطاقة، أوضح فغولي أن الهدف من الندوة هو تشجيع إقامة صناعة وطنية في مجال قطع الغيار الموجهة لقطاع المحروقات من خلال تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية وقطاع البحث في الجامعات والمعاهد الجزائرية للوصول إلى نسبة اندماج مقبولة لتغطية الاحتياجات السنوية المتزايدة في قطع الغيار المستعملة في قطاع الطاقة والمناجم وخاصة في مجال البحث والاستكشاف والاستغلال والنقل بواسطة القنوات، مضيفا أن قطاع المحروقات الجزائري يحتاج لأزيد من 500 ألف قطعة غيار في جميع مراحل الإنتاج سواء ما تعلق بالنشاطات القبلية أو النقل بواسطة الأنابيب أو نشاطات المصب، خاصة وأن سوناطراك تتوفر على شبكة نقل تمتد على طول 17500 كم وكذا مجموعة من نهائيات ومحطات الضخ وعدد كبير جدا من محطات التخزين و4 مركبات لتمييع الغاز و5 مصافي ومركبات لفصل المواد المرافقة للغاز، حيث يتطلب تدوير 4400 محرك من كل الأصناف لتشغيل كل مراحل الإنتاج، مما يعني استهلاك كميات كبيرة من قطع الغيار يتم تصنيع بعضها لدى الشركة الوطنية للسيارات الصناعية وأخرى لدى شركة المضخات بالبرواقية وبعضها الآخر لدى شركة البراغي والسكاكين، خاصة وأن اللجوء إلى المناولة الوطنية في مجال قطع الغيار يمكّن "سوناطراك" من توفير مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة تعادل 4 مرات إلى 20 مرة مبلغ أي عملية في حال اللجوء إلى الشركات المحلية.