حمّلت حركة النهضة السلطة مسؤولية الفشل في استغلال البحبوحة المالية التي عاشتها الجزائر طيلة السنوات الماضية في إحداث الإقلاع الاقتصادي الحقيقي المنتج للثروة والمحرر للاقتصاد الوطني من الاعتماد على الريع البترولي، واعتبرت أن البلاد اليوم هي أمام وضعية شبيهة بتلك التي سبقت أحداث أكتوبر88، ما يؤكد غياب الرؤية الاستشرافية في تسيير الشأن العام "والانغماس في شراء السلم الاجتماعي تعويضا عن الإخفاق السياسي وغياب الحكم الراشد". وأعلنت الحركة رفضها أن يدفع المواطن الجزائري فاتورة سوء التسيير ونهب المال تحت ذريعة التقشف، داعية إلى استرجاع أموال الجزائريين المهربة، والكف عن إنقاذ الشركات الغربية المفلسة تحت مسمى الاستثمار، وأوضحت "النهضة" في بيان أعقب اجتماع مجلس الشورى الوطني أمس، بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، تحت رئاسة محمد الهادي عثمانية، أن الجنوب الكبير يمثل العمق الاستراتيجي للدولة الجزائرية، وهو ما يقتضي إعطاءه حقه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية اللازمة، من خلال إنشاء صندوق تنمية الجنوب، مشيرة إلى أن ما زاد في تعمق إحساس أبناء المنطقة بالغبن والتهميش إصرار السلطة على استغلال الغاز الصخري "في ظل عجزها التام عن التكفل بانشغالات أبناء منطقة الجنوب، وما قد ينجر عن ذلك من شرخ اجتماعي".
وجددت "النهضة" وقوفها إلى جانب سكان الجنوب، داعية السلطات لتغيير نظرتها لهذه المنطقة، وإعطائها ما تستحق من اهتمام وعناية، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعرفها حدودنا الجنوبية، معلنة عن تشكيل خلية أزمة وطنية لمتابعة تطورات الوضع في الجنوب وتداعياته على استقرار البلد ووحدة ترابه.