يخيم صراع معلن بين جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، على من تكون له الهيمنة على أقدم تنظيم جماهيري في البلاد، ويتعلق الأمر بالكشافة الإسلامية الجزائرية التي أسسها الشهيد محمد بوراس في 1936، ويترجم هذا الصراع في المؤتمر ال11 الذي تدور رحاه اليوم بقصر الأمم بالعاصمة، حيث ستقدم التشكيلين السياسيتين أحد رجالتهما للفوز بمنصب القائد العام. وتجري عمليات استمالة المندوبين ال 700 على قدم وساق بين الحزبين من أجل الظفر بمنصب القيادة العامة للمنظمة الكشفية، حيث استغل الأفلان بقيادة سعداني، عدم الاستقرار الذي يعيشه التنظيم الكشفي، وفقدان قائده العام نور الدين بن براهم لكثير من الأسهم داخل التنظيم، لسحب البساط من الأخير وبسط يده على الكشافة عن طريق مرشحه المتمثل في نائب القائد العام، محمد بوعلاق، واستعادة التنظيم لصالحه بعد أكثر من 15 سنة من فقدانه، فيما يسعى الأرندي للحفاظ على هيمنته على الكشافة، واستمرار نور الدين بن براهم في قيادة هذه المنظمة لعهدة جديدة ستكون الخامسة من نوعها. ويركز الآفلان على الحصيلة السلبية للمنظمة في عهد بن براهم خصوصا على الصعيد المالي، حيث اتهم من قبل خصومه، بالعمل على تجفيف المنابع المالية للمنظمة، منذ تأسيسه "بن براهم" لجمعية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أصبح بحسبه خصومه يعطي الأولوية لها التنظيم على حساب الكشافة. ورغم نفي منافس بن براهم دعمه من الأفلان، حيث قال بوعلاق في تصريح ل "الشروق": "أنفي نفيا قاطعا أن أكون مدعم من الأفلان أو من أي حزب آخر، وهذا ليس خطنا.. نحترم كل الأحزاب السياسية ولكن الذي يجمعنا هو مبادئ الكشافة"، مضيفا أن 4 قيادات من أعضاء القيادة العامة الذين أعلنوا مساندتهم له هم في الأصل أعضاء في المجلس الوطني للأرندي، إلا أن مسؤولين في القيادة العامة من يدعمونه أكدوا في تصريحات متفرقة ل "الشروق" هذا الدعم الكبير الذي يوليه الحزب العتيد لمرشحها داخل التنظيم الكشفي. ويرى المتحدث أن الكشافة الإسلامية الجزائرية وقعت ضحية سياسية التحزيب التي تعرضت له في عهد قائدها العام بن براهم، كما أنها وقعت كما قال ضحية خلط كبير في الأولويات، طيلة السنوات التي قادها في بن براهم، ما جعل بحسبه الاهتمام بالقضايا الدولية على حساب الأولويات التربوية الوطنية للمنظمة، مضيفا أن دخوله منافسة بن براهم بهدف "إبعاد قدر ما نستطيع المنظمة عن التسييس وبعث الروح الكشفية التي غابت عنها منذ سنوات"، وقال "نريد أن ترك السياسة للسياسيين، ونترك المنظمة تقوم بمهامها التربوية". من جهته يقول القائد العام المنتهية ولايته نور الدين بن براهم ل "الشروق" أنه قدم في ملف ترشحه لعهدة خامسة بطاقة العضوية في الكشافة الإسلامية ولم يقدم بطاقة عضوية في الأرندي أو غيره، مضيفا أن رهان المنظمة الكشفية يعتمد على كفاءة القائد وكاريزميته، وليس البلبلة بدون فائدة، مبرزا أن الكشاف الجزائري وصل من الوعي إلى درجة لا أحد يملي عليه مصلحة منظمته، وأضاف أن المؤتمر الوحيد الذي ينتخب القائد العام. بغض النظر عن دعم كل حزب لمرشحه، يثير تدخل الأحزاب السياسية في المنظمات الجماهيرية تساؤلات حول مدى احترام أحزاب السلطة لقوانين الجمهورية، وعلى رأسها قانون الجمعيات الجديد الذي يشدد على الفصل بين المنظمات الجماهيرية والأحزاب السياسية.