بعد 17 سنة من سيطرة حزب التجمع الوطني الديمقراطي على القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، تمكن غريمه الأفلان خلال المؤتمر الأخير للكشافة من إزاحة نورالدين بن براهم المنتمي للأرندي، وتم انتخاب محمد بوعلاق ك "قائد عام" للكشافة الإسلامية الجزائرية، المحسوب على حزب جبهة التحرير الوطني. وفي ذات السياق أفادت مصادر قيادية في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ل "الشروق" أن حالة من التذمر والسخط تسود المناضلين والإطارات، بعد هذه الخيبة وفقدان قيادة منظمة جماهيرية بحجم الكشافة الإسلامية الجزائرية، والذين ألقوا باللائمة على الأمين العام للأرندي بن صالح وسياسته التي ساهمت حسبهم في تقهقر الحزب وتراجعه على الساحة، عكس الأفلان الذي سعى لتعزيز تواجده ونفوذه على المنظمات الجماهيرية. وواضحت ذات المصدر أن مصدر اللوم والسخط يأتي من كون سياسة بن صالح القائمة على البقاء بعيدا عن المشهد السياسي الوطني، ساهمت بقوة في هذا التراجع حيث سبق وأن خسرت المنظمة الوطنية البناء المجاهدين بعد استقالة خالفة مبارك الذي هو بصدد التحضير لحزب سياسي جديد، واحتضان الغريم الأفلان لمعظم المنظمات الطلابية ومنظمة أبناء الشهداء ما عدا الاتحاد العام للطلبة الجزائريين الذي بقي مواليا للأرندي، مشيرة إلى أن الحزب لم يبق له من المنظمات الجماهيرية سوى اتحاد النساء الجزائريات والمنظمة الوطنية للمجاهدين. وتفيد المعلومات المستقاة منة محيط الأرندي أن الدور القادم سيكون على الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي هو بصدد انتخاب أعضاء أمانته الوطنية، مشيرة إلى أن تشكيلة الأمانة المنتهية عهدتها كانت فعلا من أغلبية أرنداوية، لكن المعطيات تشير إلى أن المقصلة ستطال جزءا كبيرا من إطارات وكوادر الحزب وستكون النسبة الأكبر للغريم حزب جبهة التحرير الوطني. بدوره قال القائد العام الجديد للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق في تصريح ل "الشروق" أن المؤتمر الأخير كان مؤتمرا ديمقراطيا بنكهة كشفية، وشكل محطة مهمة في مسار الكشافة الإسلامية الجزائرية وهذا من خلال إعادة ترتيب الأولويات. وبحسب القائد العام الجديد فإن الأولوية حاليا داخل البيت الكشفي هو إعادة المنظمة إلى دورها ومهمتها وهي الرسالة التعليمية والانسحاب من العمل السياسي، مؤكدا انه لم يتلق أي دعم من الأفلان أو أي حزب آخر، والمؤتمر كان كشفيا بمناضلين كشفيين تخلله الرأي والرأي الآخر والصندوق في نهاية المطاف هو الذي فصل. ولم يشأ بوعلاق اتهام القيادة السابقة بالانخراط في العمل السياسي الذي هو ليس من مهام ودور الكشافة، وقال إن المرحلة السابقة والأوضاع التي مرت بها البلاد دفعت الكشافة إلى أن تنخرط في العمل السياسي وهذا من اجل المساهمة في استقرار البلاد مع باقي الشركاء، وقال "حاليا حان الوقت لان تعود المنظمة إلى دورها الطبيعي".