مسؤولة بمركز "شاتم هاوس": التعامل مع الجزائر خيار لا رجعة فيه أكد مسؤولون في وحدة مكافحة الإرهاب بمدينة ليتز البريطانية، أن الجزائر غير معنية بقائمة المناطق الخطيرة أمنيا عبر العالم، وأشار نفس المسؤولين الأمنيين، في لقاء حضرته "الشروق" بمقرّ الأمن المحلي بمدينة ليتز، حوالي 400 كلم عن العاصمة لندن، إلى تبنّي "مخطط عمل" منذ نهاية العام 2008، لمحاربة العنف والتطرّف، ورصد علاقة المسلمين بالمساجد وكذا الطلبة بالجامعات وتحرّك قدماء المسجونين. وأوضح سايمن وايتر، المسؤول عن الشرطة المكلفة بالمواطنين، أن الوثائق الأمنية في البداية، كانت سرّية لا يمكن الإطلاع عليها إلاّ من طرف مسؤولي مصالح الأمن والعاملين بالهيئات الحكومية، مشيرا إلى وجود أغلبية من البريطانيين من أصول باكستانية تنشط ضمن "حزب الطليعة"، لا تشكل تهديدات مباشرة. مدينة ليتز التي يتواجد بها عدد كبير من الجزائريين، وتضمّ نحو 55 ألف ساكن، يعتمد بها جهاز مكافحة الإرهاب، على مجموعات أمنية مقسّمة بين 20 فردا تشكّل فرقا أمنية، تجتمع مرّة في الشهر أو كل ثلاثة أسابيع -حسب التطورات والمستجدات- لتقييم حصيلة النشاط الأمني بالمنطقة. وأكد سايمن وايتر الذي كان يتحدث رفقة ليس جارمن المكلفة بتطبيق إستراتيجية الحكومة، وبول ليكسان، المدير الجهوي بالنيابة المكلف بإستراتيجية مكافحة الإرهاب، أن المتورطين في إعتداءات لندن في جويلية 2007، ينحدرون كلهم من مدينة ليتز، ويتعلق الأمر بكل من حسيب حساين، جيرماين لندساي، شهرزاد تانوير ورئيس العصابة محمد صديق خان. وشدّد نفس المسؤولين على أن منظمة "إيرا" تراجع نشاطها كثيرا بضواحي إرلندا، حيث لم تشهد المنطقة إعتداءات إرهابية منذ حوالي 10 سنوات، مشيرين إلى "الحزب البريطاني النازي" كمنظمة متطرفة تستخدم العنف ضد سياسة الحكومة، وبخصوص تعاون المجتمع المدني مع مصالح الأمن، أكد ذات المسؤولين، "لا نعتمد على إختراق المجتمع وليس لنا مخبرين وسطه". وتعتمد أجهزة مكافحة الإرهاب في ليتز البريطانية، على "the chnnel project " كمخطط أمني هدفه تأمين الأشخاص وحماية الممتلكات، تحديد الأهداف والأشخاص المهدّدين، التحقيق مع الأشخاص المشبوهين وإستجوابهم، وكذا متابعة ملف التطرّف والعنف بشأن الحركات المتطرفة والإنفصالية إضافة إلى لواحق وقواعد تنظيم "القاعدة". من جهة أخرى، وفي زيارة قادت "الشروق" إلى المسجد الكبير بليتز، رفقة مصالح الشرطة، عُلم من إمام المسجد، ناديم صديق، وهو من أصل ليبي، أن البناية إشتراها أحد شيوخ دولة الإمارات العام 1994 قبل أن يتمّ تحويلها إلى مسجد تجتمع به الجالية المسلمة بالمنطقة، وهو يتولى نشاطات إجتماعية، بينها عقد الزواج وإقامة العقيقة، وقد نجح القائمون على المسجد، في مهمة تغيير القسم، من "أقسم بالملكة" إلى "أقسم بالله العليّ العظيم وسأحترم البلد الذي أقيم فيه"، وذلك في إطار التعايش الحاصل بالمملكة البريطانية بين المسلمين وغيرهم من البريطانيين. وبشأن الإمام، فيتمّ تعيينه من طرف لجنة المسجد الذي لا يتلق أي مساعدات مالية من طرف الحكومة البريطانية، فيما يتمّ تمويل المسجد عن طريق الأموال القادمة من التبرّعات المختلفة، ولم يخف مساعد الإمام، وهو من أصل تونسي، وجود تعاون بين المساجد ومصالح الأمن البريطانية، بخصوص مشاكل المواطنين المسلمين والبحث عن تسوية ودّية لها. على صعيد آخر، وفي زيارة قادت "الشروق" إلى مقرّ "شاتم هاوس"، مركز دراسات بالعاصمة البريطانية لندن، أكدت المديرة التنفيذية للمركز، كلير سبانسر، المكلفة ببرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن دراسة شملت "المخاطر المخفية بشمال إفريقيا"، توصّلت إلى أن الإرهاب "ليس الخطر الوحيد بالمنطقة"، وإنما هناك ملفات تتعلق تحديدا بالبطالة والمشاكل الإجتماعية و"الحراقة". وأكدت نفس المسؤولة التي يُنتظر أن تزور الجزائر قريبا، أن التعامل مع الجزائر "خيار وإختيار لا رجعة فيه"، مشيرة إلى غياب إستراتيجية واضحة ومحدّدة المعالم والأهداف بالنسبة للإتحاد الأوروبي في تعاطيه مع دول منطقة شمال إفريقيا، ممّا سيدفّعه الثمن غاليا مستقبلا.