الحديث عن دور جديد مرتقب للولاة ورؤساء الدوائر (الإدارة) في مراقبة عمل وتسيير رؤساء البلديات (المجالس الشعبية غير المنتخبة رغم الانتخاب)، يفيد شيئا واحدا: السلطة لا تثق في منتخبيها (لكي لا أقول منتخبي الشعب)، الذين وضعت فيهم الثقة بمنحهم مقاليد أمور الشعب.. إفلاس عمل البلديات، والذي يعكسه إفلاس العمل في البلاد، يعري سياسة حكم الشعب من خلال "الإضارة" "الحكو أمية"، التي فضلت أن تتعامل مع البلديات ورؤسائها الذين انتخبتهم من خلال انتخابات إدارية في غالب الأحيان بعقلية "محو الأمية" السياسية والإدارية التسييرية وصلت إلى قناعة أن "أولي القربى" في الحكم من الأسفل، هم سبب تعطيل مشاريع الحكم من فوق.. ولهذا، تسارع اليوم إلى مراقبة "عمالها وأعوانها" على الأرض، خوفا من انتقال عدوى الصخر والماء، إلى "السماء". وجدتُ نفسي أمام هذا الاستياء، رئيس حكومة "شعبية"، متشبّعا بانتخابات غير شعبية بنتائج إدارية متشعبة، تسيرها كائناتٌ بشرية عشبية و"لحمية" وأخرى من أكلة لحوم البشر البشعة، وقد جلست إلى طاولة اجتماع الحومة لتقرير مصير الشعب المحكوم بالحكومة. قلت ل"الوز"..راء: تعلمون أننا حكومة من دون "قاعدة"، مثل مجالسنا المنتخبة من دون فائدة.. أنتم في خدمة الدولة والدولة في خدمة الحكومة، والحكومة في خدمة نفسها، لأنها حكومة "ظل تمام"، من الجيب إلى "الجيب تمام"، نحن هم "الشعب المفيد المستفيد"، أما "الغاشي" فهم مجرد كومبارس وأرقام نستعملها في الانتخابات كيف نشاء.. إذا الشعب قال "لا" ب80 في المائة، نقلب نحن فقط "لا" ب"نعم". لهذا، لا تخشوا من الشعب، فليس هو من ينتخبكم، الولاء للإدارية ولحزبها ولرجالها.. الشعب لا يفيد ولذلك لن يستفيد، فلنا ولكم الريع والهبات، ولهم الريح والفُتات. سألني وزير الرياضة "لعوج المعطوب": "ليكيب" نتاعنا رانا نخسروا عليها بزاف، علاش ما نشريوش "ليكيب" نتاع لالمان؟! قلت له: فوّتها.. غاليين بزاف، أحنا نحوسوا على "الرخس".. تدخل وزير الطاقة "بونار الغازي": يخصنا ننقبوا على الصخور ونطردوا الشعب المنقوب إلى مالي.. راني خايف الغاز والنفط ما يقدناش، رانا غير نسفوا.. و"صافا با لافينير" نتاعنا. نطق وزير الداخلية "نخاب بوكابوس": اللي يبوجي، يروح فيها، ما يخصناش نتساهلوا معهم، خاصة الحوثيين نتاعنا! نطق وزير الخارجية: "خراجي البراوي".. عنده الصح بوكابوس.. راكم شفتوا واش راه صاري في اليمن لابد من شراء الملاحة مع أوربا وأمريكا وإسر..؟ رد عليه "وزير الدين والكريدي" السيد "دعاش ماحي دين".. نبلعوا الجوامع واللي يصلي، يصلي في دار أمه.. اللي يدخل للجامع.. من تمة لعند الجماعة! وزير "التغبية" قال: هذا البزاوز ما يقراوش! المعلمون أصحاب مشاكل. يخصنا نقلبوها لهم غربة.. القراية بالدراهم.. ماكانش مجانية مع هذا المجانين.. وأفيق وأنا أهترف: "واللي بغا ينتحر.. أهلا وسهلا.. وبلا دراهم"!