الفقيد علي تونسي من مواليد 1936 ، أب لثلاثة أبناء (بنتان وولد) من مجاهدي ثورة التحرير، كان يُطلق عليه الاسم الثوري "سي الغوثي"، نشط ضمن جهاز الاستعلامات والأخبار (MALG) التابع للحكومة المؤقتة في منطقة الغرب الجزائري. كان الفقيد عضوا في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين حيث شارك في إضراب 1956، وفي سنة 1957 التحق بصفوف الولاية التاريخية الخامسة قبل أن يتلقى تكوينا بالمدرسة السياسية-الإدارية ليتخرج ضمن دفعة الشهيد العربي بن مهيدي. وفي سنة 1958 وقع الفقيد أسيرا خلال اشتباك بسيدي بلعباس ولم يطلق سراحه إلا بعد أن تحصلت الجزائر على استقلالها الوطني سنة 1962 . * التحق بعد الاستقلال بجهاز المخابرات العسكرية وكان من المقربين من الراحل هواري بومدين ومدير المخابرات قاصدي مرباح، وقد تولى الراحل عدة مهام داخل وخارج الوطن أداها بكفاءة ونجاح، حيث أشرف علي تونسي على إنشاء وتنظيم مصالح الأمن العسكري، وهو المنصب الذي تولاه إلى غاية سنة 1980، شغل الفقيد علي تونسي أيضا منصب مدير الرياضات العسكرية إلى غاية سنة 1984 ومديرا للمدرسة العسكرية لعلوم مساحات الأرض حتى سنة 1986، وبعدها عين قائدا للناحية العسكرية الرابعة قبل أن يحال على التقاعد برتبة عقيد سنة 1988. وكان الراحل أحد الفاعلين والمسيرين للحركة الرياضية الوطنية، حيث شغل منصب رئيس الاتحادية الجزائرية للتنس لمدة خمس سنوات ونائبا لرئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية. * وبعد سنوات الأزمة الأمنية خلال التسعينيات والضربات التي تلقاها جهاز الشرطة من طرف الإرهاب، استنجد به الرئيس السابق اليمين زروال ليضعه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني سنة 1995 ويكلفه بمهام تتقدمها مكافحة الإرهاب وإعادة تنظيم وعصرنة جهاز الشرطة، لتصبح بعد سنوات مؤسسة البذلة الزرقاء من أقوى الأجهزة الأمنية. * وبعد استتباب الأمن قاد الراحل حملة تطهير ومكافحة الفساد داخل المديرية العامة للأمن الوطني بمعية الأجهزة الأمنية الأخرى، وشاءت الأقدار أن يكون مقتله على يد واحد من المتهمين بالفساد في جهاز الشرطة. * ويذكر أن العقيد علي تونسي كان قد تعرض في الحادي عشر أبريل 2007 إلى محاولة اغتيال بسيارة مرسيدس مفخخة وضعت بالقرب من منزله، لكن تم تفكيكها قبل لحظات من انفجارها، وهي المحاولة التي تزامنت مع التفجيرات الانتحارية التي استهدفت قصر الحكومة ومبنى المجلس الدستوري في نفس اليوم