غادر أمس الأول وإلى الأبد العقيد علي تونسي المعروف لدى رفاق السلاح خلال الثورة التحريرية ب«سي الغوتي» إثر طلقات نارية من أحد مساعديه في مشهد درامي بعد مسيرة حافلة تصدى فيها للاستعمار الفرنسي ولم يتجاوز سنه العشرين، كما أشرف فيها على جهاز الشرطة في حربه على الإرهاب، ورفع تحدي تأمين المدن الجزائرية وتحسين التغطية الأمنية لمواجهة العنف والجريمة. المرحوم علي تونسي من مواليد سنة 1937 مجاهد من الرعيل الأول ومعروف وسط زملاء وأصدقاء الجهاد باسم «سي الغوتي» ، فقد التحق الفقيد بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957 و عمره لم يتجاوز 20 سنة حيث كان لا يزال طالبا بثانوية مكناس بالمملكة المغربية، كما شارك قبلها في إضراب 1956 حيث كان عضوا في الاتحاد الوطني للطلبة المسلمين، وقد وقع الفقيد في الأسر لدى القوات الاستعمارية الفرنسية سنة 1959، و بعد توقيفه تم نقله إلى مصالح الأمراض العقلية لمسرغين و بودان و بوخنيفيس ليتم اعتقاله بعد ذلك بسجن وهران، وكان آنذاك برتبة ملازم في الناحية الخامسة بولاية سيدي بلعباس التابعة للولاية التاريخية الخامسة، كما يعد من الضباط البارزين في جهاز المخابرات خلال الثورة «المالغ». العقيد علي تونسي المتحصل على شهادة الليسانس في الحقوق فرع قانون العقوبات واصل عمله بعد الاستقلال في جهاز المخابرات وأشرف على إنشاء وتنظيم مصالح الأمن العسكري، وهو المنصب الذي تولاه إلى غاية سنة 1980، كما شغل منصب مدير الرياضات العسكرية إلى غاية سنة 1984 و مديرا للمدرسة العسكرية لعلوم مساحات الأرض حتى سنة 1986 و بعدها عين قائدا للناحية العسكرية الرابعة قبل ان يحال على التقاعد برتبة عقيد سنة 1988. وفي سنة 1995 والجزائر تعيش أعصب الظروف بسبب الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بالبلاد، استدعي سي الغوتي ليعين على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، وكان أهم تحد واجهه الرجل هو الحرب ضد الإرهاب ونجح في القضاء على أهم الخلايا الإرهابية ونجح جهاز الشرطة تحت قيادة تونسي في تطويق نشاط الجماعات المسلحة في الجزائر، كما رفع الفقيد رهان تحسين التغطية الأمنية في الجزائر لتكون في مستوى الدول المتطورة من خلال تعيين 15 ألف شرطي سنويا ليصل إلى حدود 200 ألف شرطي السنة الجارية. علي تونسي غادر أمس الأول على اثر طلقات نارية من أحد أصدقائه ومعاونيه خلال جلسة عمل أرادته قتيلا لأسباب ما يزال يكتنفها الغموض بعد مسار حافل بالانجازات والعطاء.