تراجع الأمير السابق لما يُعرف ب"الجيش الإسلامي للإنقاذ" المحل، مدني مزراڤ، عن تصريحاته المسيئة لرئيس الجمهورية، مخاطبا إياه ب"فخامة الرئيس المجاهد"، وغازله باعتذار صريح عمّا بدر منه في حقه في وقت سابق عبر "قناة الوطن تي. في" التي أغلقت بسببه بتهمة الإساءة إلى رموز الدولة. وتراجع مزراڤ عن تصريحاته المسيئة في حق رئيس الجمهورية، والمستفزة لعامة الجزائريين بقلب جراحهم ونبش مواجع المأساة الوطنية، وقال "حتّى أبطل كيد الكائدين وأفشل مؤامراتهم، وأساهم في إبعاد الجزائر عن كلّ الأخطار التّي تهدّدها، قرّرت أن أتراجع عن الردّ الذي وعدت به.. وأكتب بدلا منه رسالة هادفة صادقة قويّة.. وأقترح خطوات جادة، نستدرك بها ما فات، وتساعدنا على تحقيق ما هو آت"(..)! ونفض مزراڤ يديه من تسببه في قرار إغلاق قناة "الوطن"، وقال إن عملية التشميع صاحبها الكثير من المغالطات، موضحا أن من بين الأسباب التي أدت لذلك أنها "تنشط بدون رخصة رسميّة كغيرها من القنوات العديدة"(..)، مستجديا الرئيس التدخل لرفع التشميع عن القناة قائلا: "ولأنني حاولت جهدي ومازلت أحاول لرفع التشميع عن القناة وتصحيح الوضع القانوني، لاعتقادي الجازم، بأن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ضحى بالنفس والنفيس، إلى جانب إخوانه من المجاهدين الشرفاء، في سبيل حرية هذا الشعب، لا يمكن أبدا أن يقبل بالتضييق وتكميم الأفواه، خاصة وهو يسعى جاهدا لتحقيق حلم الشهداء، وتجسيد الدولة النوفمبرية". في شقّ آخر، ردّ مدني مزراڤ، على التصريحات الأخيرة لرئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، التي تضمنت تبرؤا من إعطائه أي ضمانات للعودة إلى النشاط السياسي، ووجه مزراڤ في بيان صحافي تلقت "الشروق" نسخة منه، أمس، جملة من الانتقادات لرئيس الحكومة الأسبق، متهما إياه بما سماه كتم الشهادة قائلا: "سي بن فليس قال وأخطأ وتكلّم ويا ليته سكت.. هذا الذي كنا نراه إلى عهد قريب، رجلا ينتمي إلى التيّار الإسلامي المحافظ، ويفهم قول الله عزّ وجل، ويعرف أنّ شهادة الزّور كبيرة من الكبائر.. كنّا نحسبه رجل قانون مسؤولا، يعرف جيّدا، خطورة إخفاء الحقيقة، والإدلاء بشهادة مضلّلة، نعم، هذا هو السياسي الذي كنت أراه، رغم ضعفه، ربّما يصلح للرّئاسة". واستطرد قائلا "أنا آسف علي بن فليس، لقد أعماك الطمع، فسقطت سقوطا حرّا، وانتحرت سياسيا، وهوى بك الجبن في واد سحيق.. يا هذا، لقد قلت ربع الحقيقة، وبطريقة مشبوهة، وأخفيت ثلاثة أرباع الحقيقة، وبأسلوب لا يليق بالشاوية الأحرار، وقبل أن نوضح الأمر، وتنجلي الحقيقة قريبا إن شاء الله، بشهادة الشّهود.. ننصحك بأن تستدرك الأمر، وترجع إلى الحق، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة".