المشككون في شرعية بوتفليقة كانوا يدعون إلى العصيان والتدخل الأجنبي خرج القائد السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، مدني مزراڤ، برسالة وجهها للرأي العام وللسلطات العليا في البلاد، حملت تراجعا عن تصريحاته ضد بوتفليقة، وتكذيبا قاطعا للتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، كما وجه مزراڤ سهام انتقاداته لقطاع من الإعلاميين والسياسيين، بالإضافة إلى تبرير غلق قناة الوطن بذريعة قانونية. مدني مزراڤ الذي صنع الجدل في الآونة الأخيرة بعد تهديداته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإسماعه ما قال إنه لا يتوقعه، بسبب ما أسماء بخطئية الرئيس في حقه وحق جماعته، قال في رسالته إنه قرر التراجع عن هذه التصريحات واستبدالها برسالة مهذبة، حيث قال «لهذه الاعتبارات المذكورة، وحتّى أبطل كيد الكائدين وأفشل مؤامراتهم، وأساهم في إبعاد الجزائر عن كلّ الأخطار التّي تهدّدها.. قرّرت أن أتراجع عن الردّ الشّديد الذي وعدت به.. وأكتب بدلا منه رسالة هادفة صادقة قويّة، أنصح فيها السيد الرئيس، وأذكره بالعهد والميثاق، وأقترح خطوات جادة، نستدرك بها ما فات، وتساعدنا على تحقيق ما هو آت.. رسالة تُعين على البناء وتمنع الهدم.. وتساعد على جمع الشّمل وتحارب الفرقة.. وتؤسّس لعودة قريبة إلى دولة الحقّ والقانون، وتقطع الطريق نهائيا على الذين يصطادون في المياه العكرة، ويحاولون عبثا العودة بالبلاد والعباد إلى زمن الاقتتال والفوضى والّلاقانون». واتهم مزراڤ في رسالته إعلاميين وسياسيين من دون تسميتهم، بمحاولة تأجيج الفتنة بينه وبين الرئيس بوتفليقة، حيث وصفهم بالفتّانيين والمأجورين، مضيفا أن هؤلاء ظلّوا يشتمون بوتفليقة طيلة 15 سنة بألفاظ سوقية والتشكيك في مؤسسات الدولة. كما وجه مزراڤ العديد من التهم لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، حيث وصفه بالجبان والطماع والكاذب وشاهد الزور الذي لا يليق بالشاوية الأحرار على إثر نفي الأخير لأية وعود قدمها لجماعة مزراڤ خلال المفاوضات بين السلطة وجيش الإنقاذ، وفي هذا الإطار قال مزراڤ مخاطبا بن فليس «هوى بك الجبن في واد سحيق.. ياهذا، لقد قلت ربع الحقيقة وبطريقة مشبوهة.. وأخفيت ثلاثة أرباع الحقيقة، وبأسلوب لا يليق بالشاوية الأحرار.. وقبل أن نوضح الأمر وتنجلي الحقيقة قريبا إن شاء الله بشهادة الشّهود، الذّين حضروا الإجتماع الأوّل الذي تكلّمت عنه والإجتماع الثاّني الذي أنكرته، وهو الأهمّ.. إلى ذلك الحين، ننصحك بأن تستدرك الأمر وترجع إلى الحق، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة». وشدّد مزراڤ في رسالته على اتهام بن فليس بالكذب في شأن الوعود التي قدمها له شخصيا خلال لقائهما رفقة الجنرال اسماعيل العماري والجنرال فضيل شريف، في معاقل الأيياس بجبال جيجل، واصفا إياه بالمخادع وشاهد الزور، مشيرا إلى أن بن فليس انتحر سياسيا بعدما أعماه الطمع قائلا «أنا آسف سي علي بن فليس لقد أعماك الطمع، فسقطت سقوطا حرّا.. وانتحرت سياسيا». وفيما يخص غلق قناة الوطن، فقد برّر المتسبب الرئيسي في اتخاد السلطات قرار تشميع القناة الأمر بأنه قانوني، وذلك لعدم امتلاك القناة لرخصة تمكنها من النشاط، وهو ما يعد بمثابة تأييد غير مباشر من مزراڤ لقرار غلق القناة، بحديثه عن نفس المببرات التي جاءت في قرار التشميع، مضيفا أنه حاول وسيحاول حلحلة المشكل مع السلطات قائلا «حاولت جاهدا ومازلت أحاول مع الخيرين الغيورين، رفع التشميع عن القناة وتصحيح الوضع القانوني، لاعتقادي الجازم بأن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ضحى بالنفس والنفيس، إلى جانب إخوانه من المجاهدين الشرفاء في سبيل حرية هذا الشعب، لا يمكن أبدا أن يقبل بالتضييق وتكميم الأفواه، خاصة وهو يسعى جاهدا لتحقيق حلم الشهداء وتجسيد الدولة النوفمبرية، دولة الحق والقانون». وبدا من خلال رسالة مزراڤ، خصوصا الشق الذي تحدث فيه عن قضية غلق قناة الوطن، أنه لم يجد حرجا في تقليب موقفه، لعل وعسى أن يخرج نفسه مثل الشعرة من العجين من ورطة تهديد رئيس الجمهورية والتقليل من شأن رمز من رموز الوطن، لما يمثله منصبه .
موضوع : بن فليس جبان وكذّاب وهناك من يحاول إعادتنا إلى الجبال 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0