عرفت الانتخابات الأولية للتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، عبر الولايات صدامات وصراعات غير معهودة أملتها مصالح شخصية بعد تدخل "الشكارة"، حيث لم تقتصر الصراعات على الأفلان والأرندي، بل امتدت إلى التشكيلات السياسية الأخرى المعدومة الحظوظ حيث لجأت إلى التحالفات لترجيح اسلكفة. وقد أصدر رؤساء الأحزاب الممثلة للأغلبية في المجالس المنتخبة تعليمات إلى مناضليهم عبر الولايات لتحديد كيفية تنظيم الانتخابات الأولية، مشددين فيها على ضرورة "دمقرطة" العملية باللجوء إلى الشفافية والنزاهة في الصندوق. وقد تمكن الأرندي، عبر المجالس المنتخبة البلدية والولائية من اختيار مرشحهم لخوض غمار المنافسة في مجلس الأمة، حيث تمت تزكية الدكتور بقشيش علي رئيس المجلس الولائي، وذلك بالإجماع دون اللجوء إلي العملية الانتخابية الشيء الذي خلف ارتياحا لدي المنتخبين ومناضلي الحزب. من جهته، لم يفصل الأفلان بعد، في مرشحه بسبب الخلافات حول الأحقية في الترشح، الأمر الذي ولد انقساما داخل الحزب، لاسيما وأن عدد الطامحين والملتحقين مؤخرا بالأفلان فاق الحدود المعهودة. وتحولت الانتخابات الأولية بالبويرة، أمس، داخل بيت الأفلان إلى حلبة صراع بعد أن شهدت اشتباكات بالأيدي بين ممثلي الحزب الطامحين في الوصول للغرفة العليا للبرلمان، وشهدت الجلسة التي ترأستها عضو المكتب الوطني سليمة عثماني وضيف الشرف الوزير السابق الهاشمي جيار، تسجيل 69 منتخبا جديد العضوية بالحزب من أصل 278 منتخب للأفلان بالولاية، وهو الأمر الذي دفع بالمنظمين إلى تأجيل موعد الانتخابات إلى الأسبوع المقبل. واتهم المترشح باكيري غريمه بحشد غرباء عن الحزب من أجل التصويت عليه، مهددا بالانسحاب من السباق بصفة نهائية، وهو الأمر الذي فنده زيان جملة وتفصيلا.
كما تمكن حزب "الدا الحسين" المحسوب على المعارضة من اختيار مرشحيه لدخول مجلس الأمة، وذلك عن طريق ترشيح رؤساء المجالس الشعبية الولائية عبر مختلف الولايات، خاصة في كل من ولايتي تيزي وزو وبجاية التي يمتلك الأفافاس الأغلبية فيها، فيما ينتظر أن تبرم جبهة القوى الاشتراكية تحالفات للظفر بمقاعد بمجلس الأمة عبر الولايات الأخرى.