"... أنت غير مخلص لبوتفليقة، تريد كرسي الرئاسة، وليس لك موقع وتشبه الغراب، ولا تزال تعيش بعقلية التسعينيات، وأعلنت الطلاق البائن معك.." بهذه العبارات القاسية لخص عمار سعداني، الأمين العام للأفلان مشوار أحمد أويحيى السياسي وطموحاته المستقبلية. في تصعيد غير مسبوق بين الرجلين، انتهى بوصف أحمد أويحيى بالسياسي غير الموثوق فيه يوم 27 فيفري الفارط، اختار عمار سعداني، الأمين العام للأفلان هذه المرة نزوله على الإذاعة الوطنية أمس، لمواصلة قصف أحمد أويحيى بالثقيل، فوصفه بالرجل غير المخلص لبوتفليقة. واعتبر سعداني غياب أويحيى عن تجمع القاعة البيضاوية، اليوم، لمساندة برنامج بوتفليقة ودعم الجيش الوطني الشعبي فيما سُمي بالجدار الوطني، بغير المبرر والخطإ السياسي الفادح، خاصة أن المبادرة تهم الطبقة السياسية ولا يمكن تجاهلها. سعداني، الذي كان يُنتظر منه مهاجمة المعارضة التي ستعقد اجتماعها الثاني اليوم بغرب العاصمة ب"زرالدة"، للمطالبة بانتقال ديمقراطي، فاجأ الجميع ووجه بوصلته إلى أحمد أويحيى، كشخص وليس الأرندي كما قال. فوصف تفكير الرجل بعقلية التسعينيات، وهو سبب كاف لمغادرة أويحيى كشخص وبقاء حزبه حسب تصريحه. وعن سبب مقاطعة أويحيى لقاء البيضاوية يرى أمين الأفلان أن "... السي أحمد لديه أمور أخرى في رأسه ويريد أن يجتمع بنا من أجل تعيين الحكومة ويرغب في كرسي الرئاسة، ونحن ليس لنا ثقة فيه بل لن نسير معه نصف خطوة لأننا نمارس السياسة وليس التجارة"، قبل أن يصفه بالغراب الذي ليس له موقع لا في الموالاة ولا مع المعارضة. وتابع أمين الأفلان متحدثا: "من غير اللباقة ترك تاريخ 30 مارس للمعارضة لتصول وتجول وحدها بل على الموالاة المواجهة أيضا ليكون الشعب في الأخير حكما بين الطرفين". وتأتي خرجة عمار سعداني الإعلامية متزامة مع المقابلة التي أجراها مع الموقع الإلكتروني "كل شيء عن الجزائر" التي دعا فيها أحمد أويحيى إلى الرحيل من رئاسة الجمهورية، أي من منصبه كمدير ديوان. وبالعودة إلى الوراء، يذكرنا هجوم عمار سعداني تجاه أحمد أويحيى أمس، بما وقع مع الجنرال توفيق، رئيس جهاز المخابرات السابق عندما هاجمه سعداني ودعاه إلى الاستقالة من نفس المنبر أي "موقع كل شيء عن الجزائر". وقال وقتها إن الجنرال ضد العهدة الرابعة، لينتهي الأمر بإقالة رئيس جهاز المخابرات الجنرال توفيق شهر سبتمبر 2015.
المعارضة "ندابة جنائز" ورؤساء الحكومات السابقون "أتعبوا الرئيس" وشبه أمين الأفلان تجمع المعارضة اليوم "بالندابة في الجنائز" التي تريد من نُواحها كرسي الرئيس دون الحديث عن الأخطار المحدقة بالجزائر، مشيرا إلى أن رؤساء الحكومات السابقين أتعبوا بوتفليقة بعدم قيامهم بواجبهم واليوم يطالبون بالتغيير. وفي تعليقه على الضجة التي أثيرت حول عودة شكيب خليل، لفت سعداني إلى أنه سيكشف عن ملفات مستقبلا عن سناطراك لكن ليس من منصبه كأمين عام للأفلان بل من بيته، لافتا إلى أن شكيب خليل كان مطلوبا من طرف عدة دول خليجية أرادت الاستعانة بخبرته.
لكصاسي كارثة.. ووزراء المالية والفلاحة والسياحة سيغادرون وكشف سعداني عن بعض الوزارات المعنية بالتعديل الحكومي المنتظر لفشلها في التسيير على غرار وزارة المالية، والفلاحة والسياحة، بالإضافة إلى محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي الذي وصفه بالكارثة.