منذ غابر القرون والسكان في ولاية الوادي يعطون أهمية وثيقة للنخلة، التي عبرت عن صمودهم وقوة الإرادة والصبر عند أهل الصحراء. وحسب إحصائيات فإن الولاية بها أزيد من 3.7مليون نخلة منها 3.3 ملايين مثمرة وبلغ إنتاجها ما يقارب 2.1 مليون قنطار، وهو ما يبرز ما تقدمه للسوق الوطنية وحتى العالمية، زيادة على جودتها والقيمة الغذائية العاليةلها والتي احتلت بها مراتب جد متقدمة، لكن تجابه هذا النوع الزراعي الذي يعتبر تقليدا للفرد بالولاية عدة مشاكل وعراقيل جعلت منه عرضة للتناقص والاضمحلال في أي لحظة، ولعوامل عديدة أبرزها عزوف الفلاح بالمنطقة عن هذا النوع من الزراعة لطول مدة جني المحصول والذي يستمر لسبعة أشهر، والتوجه لزراعات أكثر مدخولا بأقل مدة ممكنة، مما سبب الإهمال لهذه الثروة والتوجه لزراعة البطاطا والحبوب، كما أن نخيل تمور البعلي المعروفة والمزروعة في الغيطان تعرف بجودتها وقيمتها الغذائية العالية ومقاومتها التلف على غرار نظيرتها المسقية بالمياه. هذا الأمر خلق إهمالا رهيبا، أصبح يهدد عشرات آلاف النخيل بالولاية بسبب أخطار كثيرة تحدق به كصعود المياه في جهات من الولاية وهروب المياه الجوفية في مناطق أخرى، مما أثر بالسلب وأدى لموت الآلاف منها في مشهد يعصر القلوب خاصة في الغيطان التي صنفت إرثا ثقافيا وتاريخيا ناهيك عن دورها الفلاحي، كما أن مشكل التسويق يطرح في كل سنة وكذلك الأسعار المنخفضة، والتي لا تثمن المجهود والعمل المضني طيلة سنة كاملة، هذا مع صعوبة العمل مقارنة بأنواع أخرى وقلة اليد العاملة، وشحها الذي تعرفه جميع القطاعات وهذا القطاع بصفة خاصة، وقِدم الآبار الارتوازية التي لا تعكس تطلعات الحالية، والتي قد تعصف بهذه الزراعة في السنوات القريبة في نظر العديد من الفلاحين والتقنيين في ظل استمرار جملة العراقيل . وكشف عدد من الفلاحين أن مشكل التزويد بالكهرباء الريفية، وبعد المسافة أرقهم، إضافة إلى تزايد التكاليف التي حتمت على أحد الفلاحين الهروب من الاهتمام بالنخيل، والتي لا تغطي أتعابه ولو بجزء منه، والذي يصل على حد قوله حد2.5 كلم طول كما أن ثمن الكابل الكهربائي لا يسدد سعره لعدة سنوات من الإنتاج . في حين أكد مصدر من مصالح الفلاحة بالولاية، أن السبب الحقيقي راجع إلى وعي الفلاحين والمواطنين بقيمة الحقيقية للنخلة وهروب العديد منهم لأنواع زراعية أخرى تدر عليهم أرباحا أكبر وتزرع مرتين في السنة على غرار محصول البطاطا، مما أحدث خللا وإهمالا لهذا النوع الزراعي بالولاية، والتي تتطلع إلى التقدم إلى الأمام، خاصة أن الدولة فتحت جميع أجهزتها وبكل ما أتيت من طرق ووسائل، لدعم هذا التخصص من تقديم الدعم في والتشجيع لزراعة النخيل مع توفير الأدوية مكافحة الأمراض، مع تسخير طاقم في كل بلدية يسهر على تقديم الإرشاد والتوجيه للفلاحين في أي وقت .