لم تسلم ولاية ميلة، على غرار عدد من ولايات شرق الوطن، من ألسنة النيران، التي تسببت في موجة حر غير مسبوقة، أين وصلت درجة الحرارة في بعض الأيام التي شهدت اندلاع حرائق متفرقة إلى حدود 46 درجة. حيث تشكلت سحب من الدخان أثرت سلبا على مرضى الربو والشيوخ وزادتها الرطوبة الناتجة عن سد بني هارون تعقيدا، وأتت على عشرات الهكتارات من الثروة الغابية والأشجار المثمرة التي لم تسلم منها حتى الحيوانات. فمنذ دخول فصل الصيف سجلت مصالح الغابات إتلاف أزيد من 100 هكتار من الغطاء الغابي من بينها 24 هكتارا من الغابات و40 هكتارا من الأدغال و20 هكتارا من الأحراش. وقد تسببت هذه النيران في إتلاف مساحات واسعة جدا من البلوط الفليني والزان والصنوبر الحلبي. من جهتها، أحصت مصالح الحماية المدنية، أول أمس، إتلاف 4 هكتارات من أشجار البلوط بغابة تقع بمشتة المالح ببلدية تسدان حدادة و7 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي بمشتة بوعشرة ببلدية الشيقارة، وكذا 13 هكتارا من القمح الصلب بالمكان المسمى زعرورة ببلدية ميلة، إضافة إلى 2350 حزمة تبن بمشتة الفقوسي، فضلا عن 515 شجرة مثمرة من مختلف الأنواع. ومن بين أهم عوامل الحريق هو العنصر البشري بسبب تردده الكبير على الغابات بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح المنطقة والأصناف الحساسة من الغابات. وقد سجلت عدة حرائق في الفترة الأخيرة تسببت في إتلاف أكثر من 100 هكتار من أشجار الغابات إضافة إلى 83 هكتارا من المحاصيل الزراعية و6000 حزمة تبن. من جهة أخرى أدت النيران المشتعلة إلى هلاك عشرات الحيوانات على غرار الأرنب البري والطيور والخنازير والذئاب وابن آوى والثعلب، التي تنتشر بكثرة في الغابات الشمالية للولاية بالإضافة إلى إتلاف المئات من صناديق النحل وإنتاج العسل التي كلفت المربين والفلاحين خسائر معتبرة كونها تعتبر مصدر الرزق الوحيد للكثير منهم بعد انتعاشها في السنوات الأخيرة بفضل دعم الدولة لمثل هذه الأنشطة. وهو ما سيؤدي إلى قلة إنتاجه هذا الموسم ومنه ارتفاع أسعاره التي وصلت هذه الأيام إلى 3200 دج. للإشارة، فإن الغطاء الغابي بولاية ميلة يقدر ب 33 ألف هكتار يوجد أغلبه بشمال الولاية.