أقدم شابان حاولا الهجرة بطريقة غير شرعية انطلاقا من سواحل ولاية عنابة، فجر الأربعاء،على إضرام النار في القارب الخشبي الذي كانوا على متنه رفقة سبعة شباب آخرين، حيث نفّذ "الحراقان" تهديدهما بإشعال القارب بمن فيه، بعد رفضهما الانصياع لأوامر خفر السواحل بالتوقف في عرض البح . وفي التفاصيل، قال مصدر أمني مطلع للشروق ، أن شاشات إحدى فرق البحرية الجزائرية رصدت القارب المتسلّل في عرض البحر على بعد 20 ميلا بحريا شمال رأس الحمراء بعنابة، فاتجهت دورية من حراس السواحل مباشرة نحوه لاعتراضه، غير أن الشباب الذين كانوا على متنه رفضوا التوقف ودخلوا في مجادلة مع عناصر البحرية، حيث هدد اثنان منهما بأنهما يفضلان الموت حرقا على العودة أدراجهما، ثم قاما برش القارب بالبنزين وعند اقتراب حراس السواحل منه أشعلا النار ولاعة تنفيذا لتهديدهما، الأمر الذي حوّل القارب الخشبي الصغير إلى كتلة ملتهبة في عرض البحر كادت تقضي على كل الموجودين فيه، حيث تسبّب هذا السلوك في إصابة 6 حراقة بحروق من الدرجة الثانية، بينما أصيب ثلاثة آخرون بحروق خفيفة بعد إلقاء أنفسهم في البحر وسط الأمواج المتلاطمة. قبل أن يتم إجلاء وإسعاف جميع الحراقة الذين نقلوا على جناح السرعة نحو مستشفى ابن سيناء لمعالجة الحروق. وقد تم عرض جميع من كان في القارب على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، الذي وجه استدعاءات مباشرة لسبعة شباب منهم، بينما وجهت تهم محاولة القتل العمدي وعدم الامتثال لأوامر رسمية للشابين الآخرين اللذين أضرما النار في القارب بعد منعهم من مواصلة الإبحار. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الشروق"، فإن هذه المجموعة المكونة من تسعة أشخاص في العقد الثاني والثالث من العمر، انطلقت في مغامرتها نحو جزيرة سردينيا الإيطالية من شاطئ حي سيبوس في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، عن طريق قارب خشبي مجهز بمحرك وجهاز تحديد المسار البحري، بعد أن تحول الشاطئ غير المحروس القريب من الميناء إلى نقطة انطلاق مفضلة للعشرات من الشباب، مع العلم أن ظاهرة الهجرة السرية عن طريق قوارب الموت عادت إلى الواجهة مجددا في عنابة وأسفرت عن توقيف المئات من الأشخاص في الأشهر الثلاثة الأخيرة بينهم كهول ونساء وأطفال.