اتهم عدد كبير من نشطاء الشبكات الاجتماعية في العالم العربي "قناة العربية الإخبارية" بالانحياز لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا، مساء الجمعة، الذي تقاطع مع بيان مريب للسفارة الأمريكية في أنقرة اعتبر ما يجري في تركيا انتفاضة أو ثورة قبل أن تتراجع لاحقاً وهو ما استهجنه الأتراك. وما أن وصلت الأنباء عن محاولة الانقلاب في تركيا، حتى غابت المهنية عن العديد من وسائل الإعلام لا سيما المصرية والسورية الرسمية وبعض الخليجية. "الشروق أونلاين" يرصد في الموضوع التالي أسباب غضب الناشطين من تغطية "العربية"، من جهة، وردود الفعل حيال بيان السفارة الأمريكية وما أعقبه من ردود وتبرير، من جهة أخرى.
"العربية" منحازة عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب عن غضبهم واستيائهم من تغطية قناة العربية المملوكة لسعوديين والتي تتخذ من دبي مقراً لها، كما تداولوا صوراً لعدد من التغريدات التي نشرتها "العربية" عبر حسابها في موقع تويتر، تظهر ما اعتبروه "دعمها للانقلاب". وتناول بعض النشطاء مقطعاً لمذيعة "العربية" وهي تقول إن الانقلاب العسكري في تركيا فشل "للأسف"، بحسب موقع "هافينغتون بوست عربي". ورد مدير قناة العربية تركي الدخيل، على هذه الانتقادات، موضحاً أن القناة "نقلت انقلاب تركيا كما ورد في القنوات التركية مثل كل القنوات". وقال الدخيل على موقع تويتر، إن "العربية" نقلت الأخبار مثل كل القنوات، وإنهم لم يفرحوا أو يحزنوا على الانقلاب. تغريدة لكن يبدو أن رد الدخيل لم يقنع بعض النشطاء فسارعوا بالرد عليه. تغريدة
السفارة الأمريكية تصف الانقلاب بالانتفاضة بثت السفارة الأمريكية في أنقرة رسالة على موقعها الرسمي تحذر فيها الرعايا الأمريكيين من أعمال عنف محتملة في ظل حدوث ما وصفته ب"الانتفاضة" في تركيا، قبل أن تعود وتحذف من الرسالة كلمة (Uprising ) أي انتفاضة أو ثورة لاحقاً وتحدثت عن وجود عمليات عسكرية وإطلاق نار في أنحاء مختلفة من البلاد. ودعت السفارة المواطنين الأمريكيين في تركيا إلى الاحتماء في منازلهم وعدم الخروج منها، مع الاتصال بذويهم وتأكيد سلامتهم في ظل هذه الأحداث، لطمأنتهم على سلامتهم. وأثار هذا التحذير تكهنات واسعة بشأن الموقف الأمريكي والغربي من محاولة الانقلاب، وخصوصاً في ظل تأخر الإدانة الأمريكية والأوربية لها. ويبدو أن هذه المعطيات هي من دفعت وزير العمل التركي سليمان سويلو إلى القول، السبت، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، إن "الولاياتالمتحدة تقف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا".
كيري ينفي أي دور أمريكي بعد ذلك أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو للتأكيد على دعم بلاده للحكومة التركية بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدفها وكذلك أيضاً لإبلاغه رفض الإدارة الأمريكية للتصريحات والتلميحات التي اتهمتها بالضلوع في المحاولة الانقلابية. وبحسب وسائل الإعلام، فإن العديد من المسؤولين الأتراك اتهموا الإدارة الأمريكية تصريحاً أو تلميحاً بأنها كانت في الواقع تأمل نجاح الانقلاب، وهي اتهامات رفضها كيري رفضاً باتاً وبغضب. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن كيري "أوضح أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة السلطات التركية في القيام بالتحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة، وأكد أيضاً أن التلميحات أو التصريحات العلنية بشأن دور محتمل للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة هي جميعها خاطئة وتضر بعلاقاتنا الثنائية".