تميزت السهرة السابعة، وما قبل الختامية، من فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الثامنة والثلاثين بتنوع في الطبوع الفنية التي قدمها الفنانون المبرمجون لهاته السهرة، فتمتع الحضور بأجواء تمازج فيها الطرب الشامي مع النغمة الجزائرية بكل ألوانها، فكانت ليلة بهيجة تلونت بكل ألوان الفنون من المشرق والمغرب. البداية كانت مع الوافد من بلاد الشام المطرب السوري المتألق وفيق حبيب الذي استهل وصلته الغنائية بأغنية "مين جانا، أهلا وسهلا بالجزائر أهلنا"، والتي أشاد فيها بجمال الجزائر وبهائها وطيبة وكرم سكانها، ليتبعها بمجموعة أغان منها "يا الله ما شاء الله" و"اطلبني عل الموت افديك" وغيرها من أغان تجاوب معها الحضور بالرقص والحركة على إيقاع الدبكة الشامية، والتي رحلت بالجمهور الحاضر إلى زمن ليس ببعيد، حين كان الفرح يملأ أزقة الشام وحواريها، وسيعود حتما ذات يوم ليس ببعيد، ليفسح المجال أمام فنان الأعراس الأول كمال القالمي الذي جدد حضوره من على ركح تاموقادي بمجموعة غنائية تنوعت بين قديمه وجديده والتي ألهبت الحضور، وهي عادة صارت مميزة لكل مرة يمر كمال القالمي من على هذا الركح العريق، فكلها أغان صارت تشكل حكاية فرح لدى جمهوره العريض. بعد كمال، جاء الدور على النغمة القبائلية التي كانت بصوت ابن مدينة بجاية الفنان ماسي والذي قدم لجمهوره المتواجد بثاموقادي فقرة غنائية قبائلية بإيقاعات خفيفة سريعة مميزة للطابع القبائلي تجاوب معها الحضور إلى حد بعيد، بعد ذلك اعتلى المنصة المشارك لأول مرة الفنان محمد علية الذي اكتشف من خلال وصلته الرايوية التي قدمها حلاوة اللقاء بجمهور تيمقاد الذي أحب أغانيه قبل هذا اللقاء ومنذ سنوات بعيدة، ختام السهرة كان بصوت ابن مدينة سكيكدة سليم الشاوي صاحب الأغنية التي ترفض أن تُنسى رغم مرور السنوات "زوالي وفحل"، والذي قدم مجموعة تنوعت بين قديمه الذي أحبه الجمهور وجديده الذي اكتشفه من خلال هاته السهرة الجميلة، لتختتم هذه السهرة ما قبل الأخيرة من مهرجان تيمقاد الدولي مقدمة راية الختام لسهرة قادمة تقترح برنامجا يتصدره ضيف من الطراز العالي لأنه باختصار قيصر الغناء العربي كاظم الساهر الذي سيكون بحق مسك الختام لأحلى أيام.
تصريحات محمد علية: يؤسفني أن تتأخر مشاركتي في تيمقاد لعشرين سنة كاملة في تصريحه للشروق قال الفنان محمد علية بأن مشاركته ضمن فعاليات الطبعة الحالية لمهرجان تيمقاد الدولي تعد حلم وتحقق، دون أن يخف تأسفه لطول فترة انتظاره لهاته المشاركة الأولى، بالرغم من أنه في الساحة الفنية منذ عشرين سنة كاملة. وفي سياق آخر، ومن خلال خبرته الطويلة في عالم أغنية الراي قال محمد عالية بأن أغنية الراي مرت بثلاث مراحل متباينة، فكان الراي صغيرا ورديئا في بدايته لتليه مرحلة وصل فيها هذا الفن إلى أعلى المستويات الفنية الراقية عالميا، وليس محليا فقط، غير أنه وللأسف فقد عاد الراي ليكون صغيرا مرة أخرى، ويبقى الحل كما قال في أن تمنح فرصة أفضل لفناني الراي الحقيقيين ليعيدوا الراي إلى مكانته ويعيدوا له جمهوره الذي لازال متعطشا للنغمة الرايوية المحترمة والمحترفة.
كمال القالمي: مشاركاتي في تيمقاد محطات استثنائية في مسيرتي الفنية مطرب الأعراس الأول كمال القالمي قال للشروق اليومي قبيل صعوده إلى المنصة لتقديم وصلته الغنائية المبرمجة ضمن السهرة السابعة وما قبل الأخيرة في ليالي مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الثامنة والثلاثين بأنه قدم إلى تيمقاد لتقديم الأفضل لديه كما عوّد عليه جمهوره في جميع مشاركاته السابقة بهذا المهرجان العريق، "فتيمقاد بالنسبة لي هو محطة استثنائية في مشواري الفني ككل، ولديها مكانة خاصة عندي في كل موسم أكون هنا" أضاف كمال القالمي قائلا.
وفيق حبيب: سوريا الجريحة مازالت بها مساحة للفرح يصنعها فنانوها في التصريح الذي أدلى به للصحافة قبيل بدء فقرته الغنائية ضمن فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي، قال النجم السوري وفيق حبيب بأنه جد سعيد بوجوده في بلده الثاني الجزائر ومشاركته هذه في الطبعة الثامنة والثلاثين من المهرجان العري.
وأضاف قائلا بأنه قدم إلى الجزائر ليوجه منها رسالة لكل العالم بأن سوريا الجريحة لازالت بها مساحة للفرح يصنعها فنانوها، وأن الليل مهما طال فلا بد أن ينجلي يوما وتعود سوريا كما كانت بل وأحلى مادامت هناك أصوات فنانين من أمثاله ترفض الاستسلام للدموع والحزن.