عاشت وهران، سهرة الجمعة، على وقع التكريمات الفنية لأبرز القامات السينمائية الجزائرية والعربية.. فكان البساط الأحمر جسرا عربيا إلى المسرح الجهوي بوهران. عاد التقليد الذي اختطفه فندق "الميريديان"، السنة الماضية، وعاد الوهرانيون إلى احتضان الحدث ومتابعة مرور نجوم الفن السابع من الجزائر والوطن العربي بالتصفيق والترحيب. الوهرانيون، الذين التقتهم "الشروق"، على هامش الحفل، باركوا عودة العرس السينمائي إلى قلب عاصمة الغرب الجزائري، واستحسنوا تنظيم الافتتاح في المسرح الجهوي بدل فنادق "الخمس نجوم" التي أفقدت الطبعة الثامنة روحها الجماهيرية. توافد الفنانون الجزائريون والعرب على حفل الافتتاح، حيث تم كتابة الأسماء على المقاعد تفاديا لأخطاء الطبعات السابقة. وتقدم الحضور وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الذي أعطى إشارة انطلاق الطبعة التاسعة، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالإنتاجات العربية المشتركة في المرحلة الحالية: "نحتاج إلى إنتاج أفلام قوية لمواجهة الإرهاب والتطرف، لأن السينما فن الهوية والأمل والمستقبل.يجب أن نرد بالسلاح الناعم وهو الثقافة ويجب تصحيح الصورة للآخر وإثبات أننا مجتمعات متحضرة.. أمريكا انهزمت في الفيتنام، لكنها انتصرت في هوليود وبيضت صورتها الإنسانية.. أخفقنا سياسيا لكن يجب أن ننتصر ثقافيا". من جهته، حيا الفنان السوري أيمن زيدان السينمائيين والفنانين السوريين الذين يصارعون من أجل بقعة ضوء في النفق المظلم الذي دخلت فيه سوريا. وفي نفس السياق، دعا الفنان المصري فاروق الفيشاوي في رسالة الفنانين العرب التي كلف بقراءتها الأشقاء في سوريا وليبيا والعراق واليمن إلى الصمود. وصنع ياسف سعدي الحدث، أول أمس، عندما غالبته الدموع وهو يتسلم تكريمه عن فيلم "معركة الجزائر"، خاصة بعد الجدل الذي أثير مجددا عن تورطه في التبليغ عن مكان الشهيد علي لابوانت في كتاب الأمريكي تاد مورغان. وعاش الحضور أمسية تكريمية بامتياز حيث كرمت الطبعة التاسعة الممثل بوعلام بناني، الذي ارتبط اسمه بالرائعة السينمائية "عمر قتلاتو"، الذي أشار إلى أن الجزائر في حاجة إلى العودة من باب القاعات وشباك التذاكر ومصالحة الجمهور مع الفن السابع: "تمنيت لو شاركت اليوم بفيلم بدل التكريم". وتسلم المخرج أحمد راشدي درع تكريم المخرج الراحل منذ أيام سليم رياض من الفنان المصري فاروق الفيشاوي. في حين سلم أيمن زيدان درع تكريم يوسف شاهين عن الفيلم المشترك جزائري– مصري "عودة الابن الضال" للفنانة المصرية صفية العمري. كما تم تكريم رئيس بلدية وهران، نور الدين بوخاتم، الذي تقاسم هم استرجاع القاعات مع الأمين العام لولاية وهران الذي أكد على أهمية الحدث السينمائي بالنيابة عن الوالي زعلان عبد الغني. وأسدل ستار الافتتاح على ضيف الدورة "وليام شكسبير" الذي سيشارك بثلاثة أفلام اقتبست من أعماله في مقدمتها فيلم "بيل" الذي قدم عرضه العربي أمس من وهران. وأشار مدير المركز الثقافي البريطاني مارتن دورتري، الذي بذل جهدا في الحديث باللغة العربية بدل اللغة الإنجليزية، إلى تنظيم ورشة كتابة سيناريو ستواكب الاحتفاء بشيخنا وكاتبنا شكسبير، على حد تعبيره.