دعي مسلمو فرنسا للمشاركة، الأحد، في قداسات تجري في جميع أنحاء البلاد، بعد خمسة أيام على قتل كاهن مسن ذبحاً داخل كنيسته في سانت إتيان دو روفريه قرب روان (شمال غرب) بأيدي مسلحين بايعا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد. وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس، أقيمت، ليلة السبت، صلوات شارك فيها "مسيحيون ومسلمون ويهود ومن ديانات أخرى وملحدون في عدد من المدن"، فيما لا تزال فرنسا تحت وطأة الصدمة إثر قتل الأب جاك هاميل ذبحاً، الثلاثاء، أثناء إقامته قداساً في كنيسته. وفي كنيسة بلدة سانت إتيان دو روفريه، تجمع كاثوليك ومسلمون أمام صورة للكاهن محاطة بباقات أزهار، للاستماع إلى كلمة ألقاها كاهن وشدد فيها على أن "الأخوة لا تزال قائمة بين الديانتين". وفي بوردو (جنوب غرب) شارك نحو 400 شخص من مسلمين ومسيحيين في قداس، مساء السبت، ودعا الكاهن الحضور إلى "الخشوع مهما كانت دياناتهم وقناعاتهم". وقال إمام مسجد بوردو طارق أوبرو للصحافة: "إنها لحظة هامة يتحتم فيها على جميع الديانات أن تجتمع لمواجهة هذا الجنون الذي طال بالأمس اليهود ويطال اليوم الكاثوليك وسيطال غداً ربما المسلمين، إرهاب أعمى، عدمي ومدمر، هدفه زرع الشقاق". وتركز التحقيقات على كشف البيئة التي كان يتحرك في إطارها منفذا الاعتداء عبد المالك بوتيجان وعادل كرميش. وكانت أجهزة الاستخبارات رصدت كلاً منهما على حدى بدون أن تكشف استعدادهما لتنفيذ الاعتداء. وعلى الصعيد السياسي كتب رئيس الوزراء مانويل فالس في مقالة نشرتها صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أنه إن كان "الإسلام وجد مكانته في الجمهورية" فهناك "حاجة ماسة.. لبناء ميثاق حقيقي" مع هذه الديانة التي تعتبر ثاني أكبر الديانات في فرنسا. وأعرب فالس عن تأييده تعليق التمويل الخارجي للمساجد بشكل مؤقت، لكنه أعرب في المقابل عن الأمل في فتح صفحة جديدة مع مسلمي فرنسا، بعد سلسلة اعتداءات دموية هزت البلاد. وصرح فالس في مقابلة مع صحيفة "لوموند": "علينا العودة إلى البداية وبناء علاقة جديدة مع مسلمي فرنسا"، وأعرب عن "تأييده لوقف التمويل الخارجي لبناء مساجد لفترة من الزمن"، وفي أن "يتم إعداد الأئمة في فرنسا وليس في مكان آخر". وأقر فالس، أن قرار قضاء مكافحة الإرهاب الفرنسي الإفراج عن أحد منفذي الاعتداء في الكنيسة ووضعه قيد الإقامة الجبرية "تقصير ولا بد من الاعتراف بذلك". كذلك أعربت أربعون شخصية فرنسية مسلمة في صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" عن "قلقها حيال عجز المرجعية الحالية لمسلمي فرنسا التي ليس لها أي تأثير على الأحداث".