لم يكن ممثلو جمعيات الجالية الجزائرية في فرنسا يتوقعون أن يرفض القضاء الفرنسي الدعوى الاستعجالية التي رفعها المحامي الجزائري خالد لزبر تحت مبرر وصفه هذا الأخير بالتافه. * ولم تتطرق هيئة المحكمة لمضمون الدعوى الذي طلب فيها الدفاع منع وضع الملصقات المسيئة للجزائريين، واستغل لوبان العنصرية التي تعبر عنها في حملته الانتخابية. * وقد وقع قرار محكمة نانتير القاضي برفع الدعوى الاستعجالية ضد جبهة لوبان اليمينية المتطرفة في فرنسا كالصاعقة على ممثلي جمعيات الجالية في فرنسا الذين كانوا ينتظرون إنصافهم في قضية الإساءة للجزائر والمساس برموزها في ملصقات معادية وتحمل عنصرية مستفزة. * ولم ير ممثلو الجمعيات التي تأسست كطرف تفسيرا لما اعتبروه سابقة في القضاء الفرنسي، سوى أنه قرار سياسي أكثر منه قضائي بالنظر إلى المبرر الذي اعتمد عليه القاضي في رفض الدعوى، ويتعلق بعدم تواجد مقر هيئة الدفاع ممثلة في المحامي خالد لزبر في إقليم محكمة نانتير، مما يحول دون تمكنه من التقاضي وهو سبب وُصف بالتافه من طرف ممثلي جمعيات الجالية الجزائرية في فرنسا وهي "مراف" و"كرون" و"الفضاء الفركو جزائري" التي اعتبر أعضاؤها أن القرار سياسي ولا يعبر بشكل مباشر عن موقف الحكومة الفرنسية حول ما أقدم عليه لوبان وأتباعه خاصة بعد مطالبة الخارجية الجزائرية نظيرتها الفرنسية بمعاقبة لوبان وأنصاره. * من جهته قال المحامي خالد لزبر في تصريح ل"الشروق" إن السبب المعتمد لرفض الدعوى في الشكل غير منطقي، لأن عنوان مكتب الدفاع ليس لزاما أن يقع بإقليم المحكمة التي رفعت فيها الدعوى سيما وأن المطلوب في مضمون الشكوى المرفوعة منع لوبان وأتباعه من مواصلة تعليق الملصقات العنصرية. * وأوضح الاستاذ لزبر أنهم لم يخسروا الحرب القضائية وما أصدرته محكمة نانتير ليس سوى خسارة معركة، وكشف بأنه سيتم إيداع دعوى مماثلة في المضمون على مستوى المحكمة الجزائية ومتابعة لوبان جنائيا.