قررت السلطات المحلية التابعة للقطاع الحضري بوعمامة بولاية وهران، تأجيل عملية هدم 38 مسكنا فوضويا منتشرا على مستوى منطقة كوكا كولا بالحاسي والذي كان من المقرر هدمها صبيحة هذا اليوم، إلى أجل لم يحدد. جاء هذا نتيجة الحركة الاحتجاجية والفوضى العارمة التي شهدتها المنطقة، نهاية الأسبوع الفارط، والتي وصلت إلى حد الاشتباكات بين مصالح الأمن والمواطنين المرابطين بالمساكن الفوضوية التي انتشرت كالفطريات في الفترة الاخيرة، لا سيما وان السكان الذين كان مقررا هدم منازلهم تفاجأوا بالقرار الذي نزل عليهم كالصاعقة، خاصة وان العراء هو مثواهم الوحيد بعد هدم منازلهم. اذ وحسب ما علمنا، فان الجهات القائمة على شؤون القطاع لم تخصص سكنات اجتماعية لترحيلهم، بل ان السياسة الوحيدة التي ارادت ان تتبعها هي الطرد، الامر الذي اثار موجة غضب السكان الذين اضطروا امام هذا الوضع وبمجرد ان حطت الجرافات والشاحنات البلدية بالمنطقة، التجمهر وقطع الطريق، الامر الذي اجبر مصالح الامن على راسها قوات مكافحة الشغب الى فرض طوق امني بمنطقة كوكا كولا. وخوفا من تأزم الاوضاع بعد ان هدد السكان بالرد التعسفي الذي لا يحمد عقباه، اجبر المسؤولون على تهدئة المواطنين المرابطين بالسكنات الفوضوية، واعدة اياهم بايجاد حل مناسب. في السياق ذاته، اكد السكان انهم يقيمون بالمنطقة منذ ازيد من عشر سنوات خلت، الامر الذي يلزم الوصاية قبل عملية الهدم ايجاد البديل عوض طردهم لعناق العراء، لا سيما ونحن نشرف على فصل الشتاء. كما نوها المواطنأن انهم لا يطالبون الجهات سوى الاعتراف بهم، كونهم بشرا يعيشون في بلاد يقال عنها إنها بلد العز والكرامة وانهم يطالبون بالسماح لهم بالاقامة بالسكنات تلك، مع تسوية وضعيتهم التي اقل ما يقال عنها إنها تنعدم لادنى شروط الحياة الكريمة، بل تغيب عنها حتى الضروريات، كقنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، فضلا عن انتشار الاوساخ وتدهور حالة الطرقات هناك، مما اثر سلبا على حياة السكان هناك، لا سيما فئة الاطفال التي تعرض الكثير منهم للاصابة بالامراض الجلدية والحساسية. وحسب ما جاء في تصريحات بعض العارفين، فان المفروض على السلطات الولائية رفع الغبن عنهم عوض زيادة معاناة اخرى إلى معاناتهم. وفي انتظار تسوية وضعية سكان كوكا كولا البالغ عددهم 505 عائلة، يبقى الوضع متأزما إلى حين.