نظم في مدينة متليلي بولاية غرداية الجمعة، عرس جماعي لفائدة ثمانية وأربعين زوجا من الشباب والشابات الذين يواجهون عسرا في إكمال نصف دينهم، حيث نظم الحفل بمشاركة أهالي متليلي، وحضور عدد من الأساتذة والضيوف من داخل الولاية وخارجها وقدر عددهم بحوالي عشرين ألف شخص. وقد نظم هذا الحفل الذي ميزته العادات العريقة في المدينة، عشية ذكرى رحيل الشيخ محمد بلكبير، إذ تم قراءة القرآن جماعيا بطريقة "السلكة"، خلال النهار واختتمت الفعاليات بحفل زفاف بهيج، أين يحس الحاضر فيه بروح التضامن والإخاء المتجذرة في أوساط المجتمع الصحراوي، وحرص سكان المنطقة على مساعدة الشباب غير القادر على مصاريف الزواج ومساعدتهم من طرف المحسنين، وقد عرف هذا الحفل حضور دكتور في التنمية البشرية، شد انتباه الحضور ولقي تجاوبا منهم، كما تم إلقاء موعظة من طرف أحد المشائخ موجهة للعرسان. . وبعد تناول وجبة العشاء وهي المأدبة التقليدية التي تحضر من طبق الكسكسي بلحم الجمل تقدم العرسان كما تقضي عادات المنطقة، أمام جموع المدعوين بمعية الوزراء (مساعدون) وهم يحملون حقائب ملابسهم الجديدة. وتواصلت السهرة الاجتماعية بإشراف المشائخ والأئمة على مراسيم لبس العرسان تشكيلة من الملابس التقليدية المخصصة لمثل هذه الأفراح، والتي تتمثل في طاقم يضم البرنوس الأبيض والقندورة والتاج والسيف، وكل منها يعبر عن رمز من رموز الرجولة والشموخ، أين يتم تتويجهم من طرف المشائخ والجمع، الذي ينشد قصيدة البردة للبصيري. ويعد العرس الجماعي تقليدا اجتماعيا في ربوع ولاية غرداية بجميع اطيافها وعروشها، وذلك لتكريس روح التعاون والمساواة والتآزر، والمساهمة في القضاء على العزوبية والعزوف عن الزواج، بسبب العجز عن مواجهة تكاليفه.