استلم زهير حريشان منصبه الجديد مديرا لمتحف الباردو خلفا لفاطمة عزوق وسط أجواء حذرة ومشحونة يعرفها هذا الصرح الثقافي، ويواجه الوافد الجديد إلى الباردو قادما من مركز البحث في عصور ما قبل التاريخ، وعلم الإنسان عدة مخلفات وتراكمات مهنية وتسييرية. ولعل أول تحد يواجه المدير الجديد هو رهان إعادة متحف الباردو إلى سابق عهده كمتحف حقيقي بكل مجموعاته المتحفية المعروضة للجمهور والباحثين، حيث بقي الباردو منذ تاريخ إعادة فتحه أمام الزوار في 2013 مجرد بناية وليست متحفا بمعني الكلمة. إضافة إلى رهان إجراء الجرد العلمي وتركيب المجموعات المتحفية خاصة منها الإفريقية القديمة. وزيادة على علاقة العمل المتوترة وغياب العنصر البشري بعد هجرة الكفاءات التي اشتغلت طويلا في الباردو تحت ضغط الصراعات ولعبة المواقع والعصب، يواجه المدير الجديد فتح تحقيق في لغز ظهور قطعة أثرية "طاسه الحمام" من العهد التركي من المتحف وظهورها بعد 10 سنوات دون التبليغ عنها. وحسب المعلومات التي تتوفر عليها "الشروق" فإن القضية تعود وقائعها إلى عام 1998 في عهد المديرة الراحلة عائشة بوكلي، حيث سجل اختفاء قطعة أثرية من المتحف وتتمثل في طاسة حمام قديمة وقد تم إبلاغ الشرطة المختصة بذلك ورفع تقرير إلى وزارة الثقافة وبقيت التقارير الدورية تسجل على مدار عشر سنوات اختفاء القطعة الأثرية إلى غاية 2011 حيث عادت القطعة للظهور في مكانها بشكل طبعي وكأنها لم تختف منذ عشر سنوات. والغريب في الأمر أن مصالح متحف الباردو لم تقدم أي بلاغ للشرطة بظهور القطعة المختفية وبقيت في حكم المفقودة، حيث تسجل في محاضر الجرد السنوية على أساس أنها مفقودة. وتؤكد مصادر "الشروق" أن الأمر لا يتعلق بجريمة سرقة قطعة أثرية، لأن لو كان الأمر كذلك ما كانت القطعة لتعود لو خرجت من المتحف، لكن الشكوك تحوم حول عملية تواطؤ قام بها شخص ما في داخل المتحف بهدف إيذاء أناس معينين وتصفية الحسابات في إطار حرب المواقع التي غرق فيها متحف الباردو في عهد المديرة السابقة.