تفاعل الجمهور الذي حضر عرض الفيلم الفلسطيني "يا طير الطاير"، خلال اليوم الأخير من عروض المنافسة على جائزة العناب الذهبي في مهرجان الفيلم المتوسطي، مع قصة الفيلم الذي يروي حياة النجم محمد عسّاف، وكيف استطاع التغلب على كافة الصعاب ليحقق حلمه ويسمع صوت أبناء بلده. روى فيلم "المحبوب"، الذي سبق أن عرض في مهرجانات دولية عديدة، قصة الطفل محمد عسّاف، الذي ولد ونشأ في قطاع غزة وسط عائلة بسيطة، فاختبر كل صعوبات الحياة في بيئته من الفقر إلى المرض وقلة الحيلة، تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر قطاع غزة منذ زمن، ويمنع أبناءه من السفر. غير أنّ الأمل وحب الحياة يصنعان المعجزات، كما أن الشغف بالموسيقى لا يمكن لأي حدود أن تطوّقه، فمحمد فتى موهوب ويملك صوتا جميلا يأسر كل من يسمعه. ويقرّر الفتى عندما يغدو شابا في الخامسة والعشرين خوض مغامرة البرنامج التلفزيوني الأشهر عربيا في مجال اكتشاف نجوم الغناء، عرب آيدول، إلا أن مهمة الوصول لم تكن سهلة، وكانت بالفعل تليق بقصة بفيلم سينمائي، فقد وصل عساف متأخرا ولم يتمكن من اقتناء بطاقة للمشاركة، لكنه يتسلّل إلى الموقع عن طريق سوره الخارجي ويفلت من مطاردة رجال الأمن ويصل إلى حيث لجنة التحكيم، وعن طريق الصدفة يستمع إليه مشارك مصري فلسطيني الأصل يغني لوحده في الحمام، فيعبر عن انبهاره بصوته، لكنه يخبره بأنه لم يحصل على بطاقة، وهنا يتدخل القدر ليغير حياة عساف، فيتنازل له ابن بلده عن بطاقته ويجري عسّاف اختباره أمام اللجنة التي قبلته. لتبدأ ظاهرة محمد عسّاف كما أطلق عليها بعض النقاد في التشكل والتضخم أسبوعا بعد آخر، حتى يحصل على اللقب. ويرصد المخرج هاني أبو أسعد الحالات النفسية التي عانى منها البطل في الكواليس وضغوط الشهرة التي كانت أكبر من قدرة احتماله، كما يوظف لقطات أرشيفية ترصد حجم النجاح الجماهيري الذي حققه في فلسطين وخارجها، فكان الفيلم حكاية جمعت بين الفرجة و المتعة والمشاعر الإنسانية المختلفة منذ الطفولة وحياة العائلة في غزة. أما بالنسبة إلى الجمهور الذي امتلأت به قاعة العرض، فقد عبر عن إعجابه بالقصة السينمائية، وأبدى تفاعله بالتصفيق في عدة أجزاء من الفيلم خاصة عندما يذكر اسم فلسطين.