صوتت لجنة التراث العالمي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الأربعاء، لصالح مشروع قرار "البلدة القديمة في القدس وأسوارها". وبحسب وكالة الأناضول للأنباء، فإن 10 دول صوتت لصالح مشروع القرار، وعارضته دولتين، فيما امتنعت ثماني دول عن التصويت، وتغيبت جاميكا عن الحضور. وتم التصويت بطريقة سرية، بالظرف المختوم، على مشروع القرار، بعد إصرار كرواتيا وتنزانيا. وتقدمت الكويت ولبنان وتونس بمشروع القرار نيابة عن الأردنوفلسطين. ويشير برنامج اجتماعات لجنة التراث باليونسكو، إلى أنه يتضمن النظر في الاقتراح الأردني المعنون: "بلدة القدس القديمة وأسوارها"، ويتضمن الانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة القدس والمقدسات فيها. وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد بذلت جهوداً حثيثة من أجل منع التصويت على مشروع القرار، أو إسقاطه على الأقل. واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صدور القرار، بالتقليل من شأنه وإدانته. وقال في تصريح قبيل صدور القرار اليوم: "الجهة التي تستحق الإدانة هي لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو وليس إسرائيل". وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رجح صباح الأربعاء، أن تعتمد اليونسكو، هذا القرار الذي وصفه بالمعادي. وقال المكتب (قبيل صدور القرار): "تكون اللجنة من 21 دولة غير صديقة لإسرائيل، من بينها تونسوالكويت ولبنان وكوبا وإندونيسيا، في حين أن دول صديقة كانت عضوة فيها العام الماضي، مثل ألمانيا وكولومبيا واليابان ليست عضوة فيها هذا العام". وأضاف: "إذن، نتيجة التصويت معروفة سلفاً". من ناحيته، رحّب مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، في تصريح مكتوب، بالقرار بعد إشارته إلى أن "قرار اليونسكو يرفض مصطلح (الهيكل) المزعوم في القدس". وقال: "جاء تبني القرار رغم المعارضة الشرسة والضغوط الهائلة التي مارستها إسرائيل على الدول الأعضاء واليونسكو لإفشال القرار". وأضاف: "القرار يتضمن إدانة شديدة لاقتحامات المتطرفين وقوات الاحتلال المستمرة للمسجد الأقصى/الحرم الشريف وحث سلطات الاحتلال على منع جميع الإهانات والانتهاكات لقداسة المسجد الأقصى/الحرم الشريف بما في ذلك التدمير المتكرر لبوابات وشبابيك المسجد القبلي والبلاط التاريخي لقبة الصخرة المشرفة". وتابع: "القرار يؤكد على عدم شرعية أي تغيير أحدثه الاحتلال في بلدة القدس القديمة ومحيطها، وذلك بناء على المواثيق الدولية مثل مواثيق جنيف ولاهاي وقرارات اليونسكو والأممالمتحدة". وكان المجلس التنفيذي لليونسكو، قد اعتمد في 18 أكتوبر الجاري، قرار "فلسطينالمحتلة" الذي نص على "وجوب التزام إسرائيل بصون سلامة (المسجد الأقصى/الحرم الشريف) وأصالته وتراثه الثقافي وفقاً للوضع التاريخي الذي كان قائماً، بوصفه موقعاً إسلامياً مقدساً مخصصاً للعبادة". واعتمد القرار بأغلبية 24 دولة ومعارضة 6 دولة وامتناع 24 دولة عن التصويت. وأشار القرار، في 19 موضعاً إلى المسجد الأقصى باسمه بالإضافة إلى تسمية "الحرم الشريف"، دون استخدام مصطلح "جبل الهيكل"، وهو الاسم الذي تطلقه سلطات الاحتلال على موقع المسجد الأقصى.