دخلت بلدية بن سرور بالمسيلة في نفق مظلم, بعد أن رفض الأعضاء الخمسة المنشقون تمرير مشروع إنجاز طريق بالبلدية بعد وساطة فاشلة قام بها رئيس الدائرة. * يأتي رفض الأعضاء الخمسة نظرا لاستحالة التعايش مع رئيس البلدية إداريا, والذين لم يأبهوا لتصريح رئيس الدائرة من أن والي المسيلة سيستعمل سلطة الحلول, مفضلين أي شيء بما فيه العيش في جهنم على التعامل مع رئيس بلدية يخضع حاليا للتحقيق القضائي, كما رفض الأعضاء حضور أي اجتماعات أو إمضاء أي مداولة كان آخرها في 11 مارس الماضي إذ استدعوا للتداول في بعض المشاريع ومنح مساعدات مالية للفرق والنوادي الرياضية ببلدية بن سرور. * الأعضاء لم يكتفوا برفض التعامل مع رئيس البلدية بل وأشعروا الوصاية بذلك من خلال مراسلة بعثوا بها إلى الوالي وهو الإشعار الذي كان بمثابة ميلاد رسمي لانسداد وبالتالي أصيبت بلدية بن سرور بشلل تنموي نسبته 100 بالمائة, ومرد رفض الأعضاء أن تلك المشاريع وإسنادها يبقى محط ريبة وشك بالنسبة لهم معززين شكوكهم بالتحقيقات التي يخضع لها رئيس البلدية منذ فيفري الماضي وكذا انفراده بناصية القرار الإداري بالبلدية, انسداد سينعكس بالسلب على المواطن الذي يعاني من جوع تنموي غير مسبوق. * وهو ما تؤكده الوثيقتان في الصورة, إذ يشير محضر الاجتماع الخاص بلجنة تقييم العروض رقم 21 / 2009 المؤرخ في 27 / 06 / 2009 والذي خصص لاستشارة محلية لإنجاز مجمع نمط مدرسي نمط 1 + مسكن بعين بيت عيسى والذي أسند حسب ذات المحضر للمقاول "س. م" بمبلغ إنجاز فاق المليار و 400 مليون سنتيم وحددت مهلة 08 أشهر لإتمام الأشغال, والذي أشار إلى حضور كل أعضاء اللجنة الستة, لكن أحد أعضاء اللجنة نفسها كان قد توفي قبل عقد ذلك الاجتماع المزعوم ب 08 أيام, وهو ما تبينه شهادة الوفاة رقم 30 الصادرة عن بلدية بن سرور بتاريخ 30 / 08 / 2009 والتي تؤكد أن المرحوم "طويري بن عبد الله" قد توفي بتاريخ 19 / 06 / 2006 على الساعة التاسعة ليلا, أكثر من ذلك أعضاء آخرون ذكروا لدى سماعهم من طرف أعوان الشرطة القضائية بأمن دائرة بن سرور أنهم لا يعرفون أي شيء عن هذا الاجتماع المزعوم, مما يعني أن الوثيقة مزورة, ولا يمكن أن يسلم عاقل بأنها خطأ , فهل يمكن أن يرد خطأ على وثيقة حساسة مثل هذه تتضمن إسناد مشروع قارب مبلغه المليار ونصف المليار حررت بجهاز كمبيوتر دون أن ينتبه محررها إلى مبلغ الانجاز ومن حضر ومن غاب??? ونفس الشيء ينطبق على من وقع على المحضر?? وبالمقابل من أتلف سجل لجنة تقييم العروض??? * هذا الملف أدى بعائلة عضو لجنة تقييم العروض إلى تقديم شكوى سجلت ببريد النيابة العامة لدى محكمة بوسعادة العام الماضي, كما أنه من الممكن أن يتأسس الأعضاء الذي وردت أسماؤهم في المحضر المزعوم كأطراف مدنية لأنهم كانوا ضحية جريمة مصنفة من حيث درجة الجسامة كجناية لأن التزوير هنا طال محررا رسميا صادرا عن ضابط عمومي. * كما كشفت الرسائل المجهولة المستور ببلدية بن سرور, وحول أمن دائرة بن سرور ملفا إلى محكمة بوسعادة ومنها إلى مجلس قضاء المسيلة الذي أحال بدوره القضية إلى محكمة عين الملح الابتدائية. * التحقيقات شملت حسب الطلب الافتتاحي لإجراء التحقيق الذي تقدمت به النيابة العامة لدى محكمة عين الملح إلى قاضي تحقيقها 12 متهما من بينهم رئيس بلدية بن سرور وابن أخيه ورئيس فرع البناء والتعمير وعضو بلدي مكلف بملف البناءات الريفية وممون للبلدية ومقاول وأشخاص آخرين يضاف إليهم شهود وموظفون ببلدية بن سرور, والذين يواجهون تهما تتعلق بارتكاب 07 جرائم من بينها جناية التزوير في محررات رسمية وجناية إتلاف سجلات رسمية وجنحة إبرام صفقات غير مطابقة للأحكام التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها لأجل إعطاء امتيازات غير مبررة للغير وجنحة تبديد المال العام واستعماله على نحو غير شرعي من طرف موظف لصالحه ولصالح الغير, وجنحة التزوير في شهادات إدارية, كتهم أولية قد تتوسع لاحقا خصوصا مع وجود عدة تقارير أمنية تحدثت عن وجود شبهات في بعض المشاريع ما يعني أن هذا الملف الذي أرسل أيضا إلى وزير العدل ووالي المسيلة ثقيل جدا قد يكشف بدوره عن أمور أخرى.
