يعاني سكان "الفرارحة" ببلدية جليدة في عين الدفلى، من غياب الماء الشروب بسبب ممارسات "الحلابة" المتوافدين على المنطقة لجلب كميات معتبرة بواسطة الصهاريج وبيعها على أنها ذات نوعية بعدة بلديات، انطلاقا من منقب "واقناي"، حيث عاينت"الشروق" الوضعية ووقفت على ممارسات وجب التصدي لها من قبل السلطات المحلية، في ظل الاعتداءات المتكررة على القناة الرئيسية الموجهة لمداشر "النواصرية" و"أولاد بوسدي" وغيرها. وتتكدس الصفائح البلاستيكية لتعبئتها بكميات معتبرة من المياه، قيل لنا إنها "ستسوّق" في الفترات المسائية بينما تكون تلك الثروة معرضة -على امتداد الطريق- لتسرّبات ناجمة عن الاعتداءات الظاهرة للعيان والربط العشوائي للمنازل بالقناة الرئيسية بواسطة أنابيب فوق الأرض. وقال من تحدثوا إلينا إن مشاريع تمت مباشرتها لتزويد السكان المحرومين لكن دون جدوى في ظل الغياب التام للرقابة، حيث يستحوذ على حقهم بتلك الاعتداءات ما يعرضهم لمزيد من المتاعب لدى لجوئهم لجلب الماء من أمام مسجد الحي، في حين ينعم آخرون بسقي الأراضي الفلاحية بمياه الشرب وهي المفارقة التي وقفت عليها "الشروق"، فيما يبقى المعنيون ينتظرون تجسيد وعود قديمة بتسوية الوضع. إلى ذلك تعرف المنطقة متاعب أخرى جعلت السكان يوجهون صرخات للمسؤولين المحليين علها تجد أذانا صاغية بغية تحريكهم لإنهاء رمي وتراكم القاذورات أمام مدرسة "عبد القادر ناصري" وحاجتهم لطريق لائق يتمنون التفاتة المسؤولين لإصلاحه بعد المعاناة مع الفيضانات وصعوبة السير على قارعته نتيجة الحفر والنتوءات كونه المسلك الوحيد الذي كثيرا ما ينقل السكان عبره جثامين موتاهم بالجرارات، في ظل عزوف أصحاب المركبات عن استعماله على مسافة 2 كلم إلى مقبرة "سيدي مجاهد" التي تكون هي الأخرى بحاجة ماسة لسياج لمنع الثعالب والحيوانات الأخرى من نبش قبور الموتى- حسب مرافقينا- الذين أوضحوا أن السكان فشلوا في محاولة ترميم الطريق رفقة جيرانهم من بلدية عين الدفلى لقلة الإمكانيات في الوقت الذي يشتكون من تهميشهم في مجال الاستفادة من الإعانات المخصصة للبناء الريفي، بينما تبقى حاجتهم لشبكة صرف المياه القذرة انشغالا متقادما بعد أن أضحت صحتهم وصحة أبنائهم مهددة نتيجة استعمالهم للحفر التقليدية وغياب الإنارة العمومية أحد أهم الكوابيس التي يعانون من تداعياتها والتخوّفات الكبيرة التي تلاحقهم يوميا على أنفسهم وأبنائهم وممتلكاتهم كلما حان الليل.