هوّن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، من حادثة سوء التفاهم التي وقعت بين الحزبين، في الذكرى الأولى لوفاة الزعيم التاريخي، حسين آيت أحمد، وأكد أن الحادثة سوف لن تؤثر على العلاقة بين الحزبين. ولد عباس أوضح أن وفد الحزب لبّى دعوة "الأفافاس"، غير أنه تفاجأ من حدة الخطاب الذي ألقاه الأمين العام الأول للحزب، عبد المالك بوشافة، والذي وصف الأغلبية البرلمانية التي يحوزها الأفلان ب"المزيفة". واعتبر الرجل الأول في "جبهة التحرير" ما صدر عن قيادة أقدم حزب معارض في البلاد "خطأ"، لكنه استبعد تضرر العلاقات الثنائية من تبعات هذه الحادثة، التي اضطرته والوفد المرافق له، للانسحاب لكن من دون أن يطردوا، كما قال، في إشارة إلى بعض القراءات التي رافقت الحادثة. وبدا ولد عباس متأثرا بما حدث له، وقال: "لبيت الدعوة لأن الراحل آيت أحمد كان صديقي.. لكن ليس من أخلاقنا التهجم على الضيوف"، مشيرا إلى أن استهداف البرلمان، يعتبر تطاولا على مؤسسات الدولة الشرعية. وفي سياق آخر، كشف ولد عباس لقاء جمعه بالرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ورئيس مجلس شورى الحركة السابق، عبد الرحمن سعيدي، وأوضح أن المقابلة جاءت بناء على طلب تقدم به سلطاني ورفيقه. كما تحدث وزير التضامن السابق عن لقاء موسع مرتقب بين قيادة "الأفلان" و"حمس" مستقبلا لكن من دون أن يحدد موعده. ومن شأن اللقاء الذي جمع ولد عباس بأبي جرة سلطاني أن لا يمر من دون أن يحدث جدلا، فقد اعتادت خرجات الرئيس السابق ل"حمس"، من تصريحات ومواقف، التسبب في حدوث ردات فعل من قبل قيادة الحركة، التي كثيرا ما هددته بقرارات انضباطية. وبينما كانت تبريرات سلطاني في حالات من هذا القبيل، أن تحركاته هذه تأتي من موقعه كشخصية وطنية، تؤكد قيادة "حمس" أن رمزية سلطاني كرئيس سابق للحزب، تحتم عليه مراعاة هذا الاعتبار، وهو الأمر الذي لم يأبه له سلطاني رغم كثرة الملاحظات التي وجهت إليه بهذا الخصوص.