أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أن سياسة التقشف "غربلت" الساحة الثقافية والفنية. وتوعد من فشل في التحدي من مسيرين أو منتجين سينمائيين. وقال إن "ديوان رياض الفتح للإشعاع الثقافي" أمر واقع وإن إجراء تعديلات على قانون السينما 2013 ضرورة لابد منها. ودافع عن خياراته في التعيين وأعطى تفاصيل جديدة عن فيلم "ابن باديس" و"ابن مهيدي" و"سانت أوغسطين"، وتحدث عن صفحته على الفايسبوك ومشروع "كان" بعد أن تبخر حلم "الأوسكار"، ورد على بوشوشي وهنأ أحلام مستغانمي وغيرها من التفاصيل في حوار مطول مع "الشروق". كانت 2016 سنة تقشف بامتياز.. إلى أي مدى وفقتم في التطبيق؟ وهل يمكن تصنيف دعمكم لمهرجانات من دون أخرى في خانة "الكيل بمكيالين"؟ خطة ترشيد النفقات دخلت حيز التنفيذ مع مطلع سنة 2016، ورغم ذلك كانت سنة ثقافية، حيث نظمت كل التظاهرات كما جرت العادة. لأن المسألة تتعلق أساسا بإجراء تعديلات والتقليص من كلفة عدد من المهرجانات. بل واستفدنا من مهرجانات جديدة ولم ننفق دينارا واحدا فيها، مثلا تظاهرة "حاسي مسعود" السينمائية تكفل بها رجال أعمال يشتغلون في حقل المحروقات، بادروا بها شعورا منهم بأهمية الثقافة في الوسط الصناعي ونفس الأمر بالنسبة إلى ملتقى عبد الحميد بن هدوقة. الشيء نفسه في الطبعة ال11 لمهرجان الموسيقى الأندلسية الذي لم نقدم له الدعم واجتهدت المحافظة في تحصيل الدعم بطريقتها، نجحت بعض المهرجانات في أن تتكفل بتمويلها خارج دعم الوزارة. ونريد أن تصل فكرة أن الثقافة ليست شأن الدولة وحدها. أما بالنسبة للمعايير فبعض المهرجانات ذات بعد دولي والمهم تواجد الجزائر فيها، كان من الطبيعي دعمها لأننا عندما نقول التقشف لا نعني "التصحر" وإنما نتحدث عن دفتر شروط جديد للمهرجانات. البهرجة لا تفيد وأنا ضد ثقافة الريع والربح السريع، ونحن مطالبون بتقييم أداء المؤسسات الثقافية وتقييم المهرجانات والمنتوج الثقافي. على ذكر التقييم .. جاء في تقرير مجلس المحاسبة تحفظات كثيرة على تجاوزات تضاف إلى هدر ميزانية فيلم "الأمير عبد القادر" مثل عدم تسليم نسخ الأفلام المنتجة في إطار تظاهرة قسنطينة؟ هي مؤسسة رسمية تقوم بعملها مثل ما تقوم به المفتشية العامة للمالية مع كل الوزارات وطبعا تقدم توصيات مهمة لمعالجة بعض الاختلالات في بعض الملفات، ونحن نلتزم بهذا ونعالج المسائل العالقة. تم تدارك قضية "وكالة الإشعاع الثقافي" التي كانت مكلفة بعدد من الملفات من بينها تسيير الإنتاج السينمائي من خلال إعادة هيكلة المركز الوطني للإنتاج السينمائي وهو المخول اليوم بهذه المهمة. فيلم بحجم "الأمير عبد القادر" يتطلب خبرات خاصة لذلك قلت إن الملف سير بمنطق هواة. هل يمكن أن يرى مشروع "الأمير" النور في عهدة ميهوبي؟ المشروع ما يزال حيا وهو بحاجة إلى مراجعات كبيرة وإعادة هيكلة جذرية من الصفر أي من السيناريو نفسه. للأسف كما قلت- فشلوا في اختيار المنفذين بالاعتماد على أسماء نكرة أرادت أن تكسب سمعة على حساب "الأمير". ما يزال موضوع وكالة الإشعاع الثقافي غامضا.. هل تم حل الوكالة؟ وهل ألحقت رسميا بديوان رياض الفتح؟ الأمر بسيط نحن قمنا بتجميع لعدد من المؤسسات ذات الطابع التجاري وهذا يدخل في سياسة الحكومة، وكنا السباقين في تجميع هذه المؤسسات مثلا الأوبرا تضم "الاوركسترا والمجموعة الأندلسية والبالي الوطني" وتسير كلها تحت إدارة واحدة. قرية الفنانين بزرالدة ألحقت بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، ووكالة الإشعاع الثقافي تم ضمها إلى ديوان رياض الفتح على أساس أن يكون المشروع تحت اسم "ديوان رياض الفتح للإشعاع الثقافي" من دون المساس بحقوق العمال، لأن رياض الفتح يملك الإمكانيات لتحسين مداخيله. إجراءات الحل تسير في الطريق الصحيح وهناك موافقة على مستوى الحكومة على هذا الإجراء. ضجيج السينما.. هو الوصف الذي يليق ب2016 حتى قيل إن ميهوبي ظلم الفنون الأخرى.. ومتى سيعرض فيلم "ابن باديس"؟ فيلم "ابن باديس" كان ضمن المشاريع التي قدمت في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، استكمل وهو الآن في مرحلة التركيب. أردنا تقديم جوانب أخرى من هذه الشخصية وأوكلنا الأمر للمخرج السوري باسل الخطيب ونتوقع أن يترك بصمة في مسيرة السينما الجزائرية ونأمل أن يكون في 16 أفريل أي في يوم العلم. وما يزال مشروع "أحمد باي "يراوح مكانه؟ المنتجة سميرة حاج جيلاني، بصدد الإعداد للفيلم وتأمين الكلفة المالية اللازمة مع الشطر الخاص من تظاهرة قسنطينة للانطلاق في التصوير. بالنسبة للمخرج المنتجة هي من يفاوض اسما معينا قد يكون شوقي الماجري أو غيره، المهم أن تكون له إمكانات إنجاز فيلم فيه جانب تاريخي. لماذا قدم "سانت اوغسطين" عرضه الأول في قرطاج بدل عنابة رغم مساهمة الجزائر بنسبة كبيرة في إنتاجه؟ المسألة عادية ولا فرق بين أن يعرض في الجزائر أو في تونس. وقع التزام مع عبد العزيز بن ملوكة الذي التزم بدوره مع مهرجان قرطاج فعرض في إطار "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" أيضا وفي التقيت بفريق الإنتاج وتحدثنا عن ضرورة الإنقاص من المدة وهذا ما تم وسيكون لنا لقاء لمشاهدة النسخة الجديدة وسيعرض في الجزائر خلال شهر جانفي القادم. لهم رغبة لترشيحه في مهرجان "كان" السينمائي وهذا مهم لأن الفيلم يحمل الجنسية الجزائرية أيضا. خسرت الجزائر رهان "الأوسكار" إلا أن حرب التصريحات مستمرة بين الوزير ومخرج "البئر" لطفي بوشوشي؟ لست وزير فيلم "البئر"، خصصت الوقت الكافي لهذا الفيلم واستقبلت المخرج مرارا وتكرارا .الترشيح جاء متأخرا بل في ربع الساعة الأخير كما يقال. وهو من قدم المقترح والتزمنا وبرمجنا عروضا وفق خطة عمله، وبدل أن نسمع كلمة شكر قابلنا بالنقد، هذا من الجحود وتصرفه غير مهني وغير ثقافي. هل المطلوب أن أتصل بأمريكا لمنحه الأوسكار؟ عرضناه في القاعات وتحصل على مداخيل العروض "لوندا" وهي مؤسسة من مؤسسات الوزارة نسقت معه ودعمته. لا يمكن لمخرج أن يحاسب منتج العمل، الوزارة هي المنتج ونحن من يحاسبه إذا أردنا- على تسييره وعن مشاركاته في المهرجانات. مشروع الترشيح جاء متأخرا ورغم ذلك راسلت المؤسسات الخاصة وأعطيت الأوامر لعرضه في مختلف الولايات. ثم يأتي ببساطة وينكر جهودنا.. عليه أن يراجع نفسه ويراجع تصريحاته لأنه وقع في خطإ كبير. هل من تفاصيل حول مشروع تعديل قانون السينما 2013؟ أعطيت توجيهات هذا الأسبوع بضرورة إعادة فتح القانون لوضع مقترحات لمزيد من المرونة في التعامل ولتشجيع الخواص على التمويل أو التصوير في الجزائر أو الاستثمار. وهو المعمول به في الدول المجاورة في هذا المجال، لا يجب أن نضع شروطا تعجيزية، ثم سنعرض التعديلات على الحكومة والبرلمان. بلغنا أنكم وجهتم مساءلات وإشعارا بمقاضاة منتجين لم يسلموا أفلامهم المدرجة في برنامج تظاهرة قسنطينة؟ صحيح أن بعض المنتجين لم يوفقوا في إنتاج أعمالهم في الآجال المحددة، ويؤسفني أن مشروع فيلم مؤسسة "البيت" لبوبكر زمال مع الناقد السينمائي نبيل حاجي لا وجود له، وكان يجب الالتزام بالآجال وإلا فإن المسألة ستكون لها تبعاتها القضائية حسب القانون.. نأمل أن يجدوا حلا للمشكلة ويقدموا الفيلم المتفق عليه في العقد. عدا مؤسسة "البيت".. هل من مشاريع سينمائية لا تزال مؤجلة؟ المسألة ليست في الآجال، لأننا ندرك أن الصعوبات يمكن أن تواجه المنتج. نتفهم هذه الأمور وسنعمل على معالجة هذه الاختلالات وإلزام المنتجين تسليم المشاريع. فيلم "ابن باديس" هو الفيلم الوحيد الذي أنجز في وقته واحترم الآجال. فيلم "ابن مهيدي" وهو إنتاج بين وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة حرصنا على استكماله وكان الدعم من الوزير الأول وبعض المؤسسات والخواص إضافة إلى اجتهاد المخرج وفريق العمل وهو الآن في مرحلة المونتاج. فمن غير المعقول أن فيلم عن الشهيد "ابن مهيدي" يتوقف. أين مشروع "بانوراما قسنطينة للفيلم المتوج" خاصة أنكم صرحتم بأن أيام حاسي مسعود هي دورة ثانية وأن هذه الفعالية ستنتقل بين الولايات؟ فعلا "بانوراما قسنطينة" حدث سينمائي مهم ونحن نعمل على المحافظة على هذه التقاليد، ولهذا السبب أعدنا بعث مهرجان عنابة. وتحدثت مع حسان بن زراري في الموضوع، "أيام حاسي مسعود" ستبقى كأيام "سينما الجنوب" أو "سينما الصحراء" وتنظم سنويا في مختلف المناطق الصحراوية. وبانوراما قسنطينة تستمر ولكن يجب أن يوضع تصور واضح ودقيق وتصبح مهرجانا لعرض الأفلام المتوجة على المستوى العربي والإفريقي. 2016 هي سنة ودعنا فيها الكثير من قامات الإبداع في الفكر والسينما والمسرح والموسيقى والإعلام أسماء كثيرة فقدناها، أسماء وازنة مثل الدبلوماسي بوعلام بسايح وعزاؤنا أن الرئيس منح اسمه لقطب ثقافي مهم "أوبرا الجزائر". مفكرون مثل مالك شبل وفنانون مثل حميد رماس وتيسير عقلة وعميد أغنية الشعبي أعمر الزاهي والمدرسة الحاج محمد الطاهر الفرقاني والدبلوماسي محمد الميلي والمسرحي فتح النور بن إبراهيم ولوناس خلوي وبوثلجة والشيخ عطا الله وأسماء كثيرة غادرتنا هذه السنة. هل قدمت الوزارة أي مساعدة للفنان عبد المجيد مسكود الذي يصارع المرض منذ فترة؟ تجمعني بالفنان القدير عبد المجيد مسكود علاقة محبة، وزرته في منزله بعد أن امتحنه الله بهذا المرض. وكذلك الفنانة حسناء البشارية التي زرتها في المستشفى والفنان بلاوي الهواري الذي أمنّا له منحة علاج في الخارج وكذلك الموسيقار نوبلي فاضل. نحن لن نقصر في مساعدة مسكود وكل فنان أو مثقف ابتلي بالمرض لأنه واجبنا وهذه تقاليدنا. أثارت زيارتك إلى الفنان أعمر الزاهي قبيل وفاته الكثير من الجدل، لما عرف عن الرجل من زهده ومقاطعته للإعلام والمسؤولين اتصل بي مواطن وتحدث معي عن وضع أعمر الزاهي. كنت أعلم كغيري أنه يحب أن يكون بعيدا عن الإعلام. فأول خطوة قمت بها أن اتصلت بالسيد نائب وزير الدفاع قائد الأركان وطلبت منه نقل الزاهي إلى مستشفى عين النعجة العسكري وجاء الجواب في يومه. ولكنه –رحمه الله- تراجع ثم دخل إلى مستشفى الأمن الوطني وغادر إلا أن صحته تدهورت. نحترم فيه كل هذا.. "أعمر الزاهد" في المال في الإعلام في الحياة فضل أن يبقى شعبيا، ثم أوعز فخامة الرئيس بالتكفل به تكفلا كاملا وأبلغت زميلي محمد الغازي وأعددنا ملفا كاملا وكانت الأسرة التي تكفلت به جادة ومتعاونة إلى أبعد الحدود. أرسلنا الملف وتمت دراسته وفي نفس الوقت كان علينا استكمال الملف الإداري فحتى جواز السفر لم يكن يملكه ولكن شاءت الأقدار أن يرحل عشية سفره إلى الخارج. باختصار، كان فنانا شعبيا صافيا ولهذا كان عميقا جدا. 2016 سنة كسبت فيها الجزائر ثقافيا "أوبرا" ومسرح "مستغانم".. هذه الهياكل هي قيمة مضافة في قطاع الثقافة.. أوبرا الجزائر مكسب كبير للموسيقى والفنون الراقية وأصبحت عنوانا مهما للجمهور وكذلك قاعة أحمد باي بقسنطينة ومسرح مستغانم. وعليه تم اختيار مستغانم "عاصمة المسرح 2017" وستحتضن أيضا جزءا من مهرجان المسرح العربي. وهناك مشاريع أخرى مثل مسرح جيجل وآخر في النعامة وفي بسكرة وبمواصفات عالية. الآن الهاجس هو تقديم مضامين مدروسة وذات جودة. ولكن مستغانم التي ستكون عاصمة للمسرح في 2017 لا يزال أعرق مهرجان مسرحي فيها "مسرح الهواة" لا يملك حتى مقرا هذه مسألة سهلة ويمكن معالجتها على مستوانا بحيث نمكنهم من مقر في مؤسساتنا التي بها مكان شاغر. هل بذل ميهوبي الكاتب أي جهود لإعادة اتحاد الكتاب إلى الواجهة بإذابة الجليد بين الخصوم؟ التقيت أكثر من مرة بالكتاب وأنا على مسافة واحدة من الجميع، على اتحاد الكتاب أن يسجل حضوره فمن غير المعقول أن هذا الاتحاد الذي عرف مفدي زكرياء ومولود معمري ينعدم تأثيره في الحياة الثقافية أو يصبح محدودا جدا. أثار تعيينك لرابح ظريف على رأس متحف بوسعادة الكثير من الجدل خاصة أنك أسندت إليه قبل ذلك كتابة سيناريو عدد من الأعمال السينمائية.. هل من علاقة قرابة بينكما كما يشاع؟ رابح ظريف ليس قريبي.. ببساطة عينته لأنه كفء وبدايته في المتحف كانت موفقة فهو ينظم الكثير من الندوات والدورات. لم نغلق الباب في وجه أي كان وأستغرب كيف يثور الناس ضد أشخاص أكفاء مجتهدين. كل من في الساحة هم أصدقائي ولا مشكلة لي معهم أما أن يتم اختزال كل من عينتهم في شخص واحد فقط لأن له خصوما على الفايسبوك فهذا أمر غريب حقا. هل ستدعم وزارة الثقافة مشروع جائزة "الطاهر وطار"؟ نعم جاءني رياض وطار وطلب مني أن أدعمه في تأسيس جائزة تحمل اسم "الطاهر وطار". وهي جمعية ناشئة علينا دعمها وتشجيعها. تعليق على اختيار الروائية أحلام مستغانمي كفنانة اليونسكو؟ أحلام مستغانمي أيقونة الثقافة العربية ونجحت في أن تشق مسارها بقوة وبثقة عالية.. تتويج مستحق وبلا شك يحملها مسؤولية على الصعيد الدولي. فنانة مبدعة نهنئها ونهنئ أنفسنا بهذا التتويج. هل تم إخراج جائزة "آسيا جبار" من معرض الكتاب استثنائيا في الدورة الماضية؟ الجائزة بدأت تثير الكثير من اللغط ولابد أن يكون لقاء يجمع الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية لوضع النقاط على الحروف وتوضيح الأمور. توجدون دائما على الأنستغرام والفايسبوك.. هل أفادكم هذا التواصل الافتراضي في الواقع؟ تماما.. وطالما أدوات التواصل موجودة ويمكن استغلالها بإيجابية بالرد على أسئلة المثقفين أو التعاطي مع القضايا العالقة لفنانين فلم لا. هي فسحة مهمة للمسؤول حتى يعيش الحراك الذي يحدث في قطاعه، ومن خلال صفحتي أساعد وسائل الإعلام على الحصول على معلومة دقيقة وأطمئن الجميع بأنني من يدير صفحتي بنفسي. مع بدء العد التنازلي للتشريعيات.. كيف يفصل ميهوبي الوزير ميهوبي المناضل في "الأرندي" أنا أفصل بين عملي كمسؤول ونشاطي كمناضل.. كنت في حزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي" منذ التأسيس وأنا وفي لهذا الحزب الوطني الداعم لرئيس الجمهورية ويسعى لتقديم الإضافة.. سأبقى جنديا في هذه الكتيبة الواسعة.