أعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أول أمس الخميس، بعنابة، عن مشروع إنشاء أكبر مدينة سينمائية في منطقة المتوسط، وأنه سيدشن بعد أسبوعين على أقصى تقدير جزء هام منها، وتتواصل الأشغال بها الآن بالعاصمة (منطقة العاشور)، ويشرف عليها المركز الجزائري لتطوير السينما، وستسمح كذلك بتصوير الأفلام التلفزيونية، وسيستمر إنجاز هذا المشروع بدعم بعض المستثمرين الذين أبانوا عن رغبتهم في ذلك. وعلى هامش افتتاح الدورة الثانية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، صرح ميهوبي، للصحافة أن مشروع المدينة السينمائية سيمكّن من تحقيق أهداف السينما الجزائرية، مشيرا إلى خطوة المخرج والمنتج بلقاسم حجاج، المتمثلة في إنشاء أول أستوديو سيغني المنتجين عن اللجوء إلى المخابر الأجنبية. وأضاف الوزير أن الصناعة السينمائية في الجزائر لابد لها من فضاءات، وقال "نملك فضاء مهما في العاشور ووجدنا أفضل صيغة وهي بناء استوديوهات تدريجية ويتكفّل بها المركز الجزائري لتطوير السينما الذي يتكفّل بإنتاج عدد من الأفلام ويقوم بتسييرها اقتصاديا، بمعنى اقتطاع جزء من مبلغ الفيلم ليوجه لبناء استوديوهات". وأوضح الوزير أنه "تم بناء حي كامل يمكن أن تصور فيه أفلام سينمائية ومسلسلات وبرامج وحصص تلفزيونية، وقد بني بطريقة فنية رائعة وبمقاييس متميّزة وسنعمل على أن نبني هذه الاستوديوهات بالتدريج وفي كل مرة نقدم خطوة حتى نتوفر على أكبر مجمّع إو مدينة سينمائية، ووجدنا استثمارات جزائرية خاصة مستعدة لدخول كشريك". وفي كلمته خلال افتتاح هذه التظاهرة بمسرح عز الدين مجوبي الجهوي، قال إنه تم الانتهاء من إنتاج فيلم "اغسطينوس" وهو عمل مشترك جزائري تونسي، تدور أحداثه حول حياة وشخصية "القديس اوغسطين"، وسنعمل على أن يعرض بأيام قرطاج السينمائية في تونس ولاحقا في أوبرا الجزائر. وكشف كذلك أن فيلم "ابن باديس" بقي أسبوع فقط لتصويره، وأن فيلم "العربي بن مهيدي" سيعرض في الذكرى الستين لاستشهاد البطل. وتطرق ميهوبي لمهرجان عنابة، إذ قال إنه "قبل عام شهدنا عودته إلى بونة وبالتالي نكرر التجربة بعد هذا العام حتى نجعل عنابة على رأس الثقافة المتوسطية والمحلية، والتحضير للمهرجان يتطلب إمكانيات بشرية ومادية، رغم الظروف الصعبة لإدارة المال العام، غير أننا كنا أكثر استقرارا لأن يستمر المهرجان سنويا، وقد اتفقت مع السيّد الوالي لتواصل المدينة احتضان هذا الحدث الثقافي سنويا". وبخصوص اختيار إيران ضيفة شرف المهرجان، أكد ميهوبي أن علاقة البلدين جيدة ويرتقب في شهر ديسمبر المقبل تنظيم أسبوع ثقافي. وبخصوص غياب النجوم أشار ميهوبي، إلى أن المهم هم الحاضرون وأن هناك مهنية في اختيار الضيوف، بمعنى أن المسألة ليست في النجم وإنما في معايير اختيار النجم والفائدة التي يجنيها الممثلون والمخرجون والمنتجون من الاحتكاك به. وعن حملة فيلم "البئر" المقترح لتمثيل الجزائر في جوائز الأوسكار، أكد أن الأمور تسير بشكل جيّد وسيكون عرض للفيلم في الأسبوع الثالث في أوبرا الجزائر، كما سيشارك في بعض المهرجانات والعروض الخاصة مثل الدوحة وبعض المهرجانات وهذا مهم لفيلم فرض نفسه بقوة. من جهته، قال محافظ المهرجان سعيد ولد خليفة، أن أجمل شيء يمكن تقاسمه هو حب السينما، منوّها بدور وزير الثقافة وسهره على إنجاح هذه التظاهرة، معربا عن أمله في أن يستمر هذا العمل في الدورات اللاحقة. ثقافيات «أنا والمارشال" في المهرجان المغاربي لمسرح الهواة تمثّل مسرحية "أنا والمارشال" للمخرج سعيد بوعبد الله، وإنتاج التعاونية المسرحية "ورشة الباهية" الجزائر في الدورة الخامسة للمهرجان المغاربي لمسرح الهواة لمدينة نابل التونسية من 27 إلى 30 أكتوبر الجاري. تعالج المسرحية التي أنتجت في أواخر 2014 بأسلوب فيها الكثير من التهكم والسخرية وجنون العظمة مسألة المواطنة والخيانة في فصلين يشهدا صراع ثنائية الخير والشر، وقدّم هذا العمل الذي جسده على الركح الممثلان بوحجر بوتشيش وفؤاد بن دوبابة منذ عرضه الشرفي عدة مدن جزائرية، حيث بلغ عدد العروض إلى حد الآن 100 عرض. تشارك في الدورة الجديدة من المهرجان المغاربي لمسرح الهواة التي تنظم تحت اسم المسرحي التونسي الراحل العربي الخمير، أعمال مسرحية أخرى هي "جنة على الطريق" لفرقة "مصراتة للتمثيل" الليبية ومسرحية "المقامة البهلوانية" لفرقة "أبعاد الدار البيضاء" من المغرب ومسرحتين من تونس هي "لعبة الخادمان" لجمعية "وجه لوجه" ومسرحية "آخر الصواهل" لجمعية "ذات الهلالين". يذكر أنّ المهرجان المغاربي لمسرح الهواة تأسس سنة 2012 بمبادرة من جمعية مسرح "الابتسامة" بنابل، ويعمل في كل دورة على تكريم ثلة من المسرحيين من البلدان المشاركة، كما تم تأسيس مهرجان مغاربي مماثل له في كل من الجزائر والمغرب. عياش يحياوي يقدم "لقبش" اعتبر الأديب والإعلامي الجزائري المقيم حاليا بالإمارات العربية المتحدة عياش يحياوي كتابه "لقبش ...سيرة ذاتية لحليب الطفولة" أنه تقديم صادق لطفولة الجزائريين في ستينيات القرن الماضي، وأضاف خلال افتتاحه الموسم الثقافي لجمعية "الشروق" بباتنة بندوة نشطها بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" ووقع فيها كتابه "لقبش" بالإهداء بأنّ الكثير من الأوصاف الدقيقة والعميقة والمعبّرة عن الواقع المرير الذي عاشه الأطفال في السنوات الأولى لاستقلال الجزائر، تسرب بعفوية وفي غفلة مني في وصفي للحالة المزرية التي عاشها الطفل "لقبش" الذي هو في الواقع عياش يحياوي طفلا، وكل التفاصيل كانت تحكي عن "حياتي أنا"، لكنها كانت تمثل جيلا من أطفال تلك الفترة ومن يقرأ الكتاب منهم يشعر بأنه هو "لقبش" لا محالة. قال عياش يحياوي الذي هو حاليا كبير الباحثين بهيئة أبو ظبي للثقافة والفنون بدولة الإمارات العربية المتحدة "إن قصة (لقبش) في جزئها الأول تم نشرها بالكامل على صفحات جريدتي "الشعب" وبعدها "المساء" في الثمانينات على شكل حلقات أسبوعية، ومنها الذي كتب عن عجل تحت ضغوط الإدارة ومتطلبات الموعد الأسبوعي لليوميتين وكنت وقتها صحفي شاب وأنا من اقترحت الكتابة المتسلسلة للقبش التي هي في الواقع حياتي طفلا وسيرتي الذاتية"، وأضاف أيضا "لقد دفعتني كتابات أدباء وناقدين وباحثين من داخل وخارج الوطن كتبوا عن كتاب (لقبش) بتأثر عميق لأعيد قراءة ما كتبت للبحث بتأني عن تلك الجماليات، وذلك الصدق العميق الذي وجدوه في الكتاب الذي سردت وقائعه بجوارحي دون أن يتسلل الخيال إلى فكرة واحدة منه". أضاف يحياوي "أنا بصدد كتابة الجزء الثاني من الكتاب الذي سيحكي رحلة (لقبش) في مدن الشمال بحكم أنني ولدت في بلدة عين الخضرة بالمسيلة سنة 1957، ثم بدأ تنقلي مع أمي بعد استشهاد والدي إلى العديد من المناطق، ومنها بعد الاستقلال نقاوس وبريكة بباتنة ومناطق أخرى من الوطن على الجزائر العاصمة ووهران وأيضا خارج الوطن، بعد اشتغالي في الصحافة، لاسيما البصرة بالعراق". الجزائر في منافسة مهرجان مونبوليي الدولي تنافس عدة أفلام جزائرية في الدورة ال38 لمهرجان مونبوليي الدولي لسينما بلدان البحر المتوسط (سينيميد) التي تعقد فعالياتها من 21 إلى 29 أكتوبر الجاري بمونبوليي (جنوب شرق فرنسا) وفقا للمنظمين. سينافس الفيلم الروائي الطويل "نجم الجزائر" (2016) لرشيد بن حاج في فئة الأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب تسعة أعمال أخرى من تونس وإسبانيا وإيطاليا وتركيا واليونان وغيرها. سيدخل من جهته فيلم "L'Echappée" غمار المنافسة في فئة الفيلم الروائي القصير، وهو عمل من إنتاج مشترك جزائري-أمريكي-بلجيكي، وإخراج كل من حميد صايجي وجوناثان ماسن، حيث سيتنافس مع 22 عملا آخر من عدة بلدان على غرار المغرب والبرتغال وسوريا. سينافس الوثائقي الفرانكو-جزائري "سمير في الغبار" لمحمد أوزين والمنتج سنة 2015 في فئة الفيلم الوثائقي، إلى جانب 8 أعمال أخرى من تونس ولبنان وسويسرا، وستعرف أيضا هذه التظاهرة الدولية عرض فيلم "قنديل البحر" (2016) للفرانكو-جزائري داميان أونوري وفيلم "حديقة التجارب" -المنتج أيضا في عام 2016- لدانيا ريموند ضمن فقرة خاصة خارج المنافسة بعنوان "الموجة الجديدة الجزائرية". كما خصص القائمون على هذا المهرجان فقرة خاصة موجهة للسينما التونسية عبر تسليط الضوء على الجيل الجديد للمخرجين التونسيين الذين برزوا بعد سقوط نظام بن علي في 2011. ستمنح لجنة التحكيم -التي ستترأسها الممثلة الفرنسية ليتيسيا كاستا- "الأنتيجون الذهبي" لأفضل فيلم متوسطي في الفئات الثلاث. يعتبر مهرجان مونبوليي الدولي لسينما بلدان البحر المتوسط -الذي تأسس في عام 1979 من طرف نادي سينمائي بمونبوليي- بمثابة موعد سينمائي مخصص للمنطقة المتوسطية، حيث يعرض سنويا أكثر من 100 عمل بين روائي ووثائقي وفيلم تحريك. ❊ ق.ث