سعر الكيلوغرام من لحم الخروف الطازج ب 400 دينار كشف سفير السودان بالجزائر، محمد حامد الفكي، عن تنقل وفد من البيطريين الجزائريين إلى بلاده بغرض الوقوف على مدى جودة اللحوم السودانية، التي تعتزم الجزائر استيرادها، تحسبا لموعد شهر رمضان المعظم، في محاولة لضبط أسعار هذه المادة. وأوضح السفير محمد حامد الفكي، في تصريح ل "الشروق" على هامش تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية السودانية بالمجلس الشعبي الوطني أمس، أن زيارة الوفد البيطري الجزائري للخرطوم، يأتي بعد الزيارة التي قام بها وفد من وزارة الزراعة السودانية للجزائر، والتي التقى على إثرها مسؤولين في وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، وناشطين في هذا القطاع، فضلا عن رجال أعمال جزائريين عبروا عن استعدادهم لاستيراد اللحوم السودانية. وسيعكف الوفد البيطري الجزائري، خلال هذه الزيارة، على معاينة الماشية السودانية والتأكد من سلامتها من الأمراض المتنقلة عند الاستهلاك، وهو إجراء يأخذ طابعا شكليا، طالما أن الإنتاج الحيواني بهذا البلد لا يعتمد على مواد التسمين الكيميائية، التي عادة ما تتسبب في أمراض خطيرة، على غرار ما يعرف ب "جنون البقر"، بل يعتمد على مناطق الرعي الطبيعية، التي لا تساهم فقط في سلامة القطعان من المرض، بل في جودة وصحة اللحم الموجه للاستهلاك. وأكد الدبلوماسي السوداني استعداد بلاده لتوفير كميات اللحوم الطازجة، التي تحتاجها الجزائر وبأسعار تقل بكثير عن أسعار اللحوم المجمدة المستوردة من دول أمريكا الجنوبية، التي لا تتبنى أسلوب الذبح وفق المبادئ الإسلامية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بلاده تضمن وصول الكيلوغرام الواحد من اللحم السوداني الطازج إلى الجزائر بسعر لا يتعدى في أسوإ الأحوال من 400 و450 دينار. وبحسب المسؤول السوداني، فإن تقدير سعر لحكم الكيلوغرام الواحد بالقيمة السالف ذكرها، جاء بناء على دراسة أخذت في الحسبان، عامل المسافة التي تفصل بين البلدين، والمقدر بحوالي أربعة آلاف كيلومتر، وعامل العرض (ما يزيد عن 150 مليون رأس من الأغنام والأبقار)، وخلصت هذه الدراسة إلى أن الجزائريين يمكنهم اقتناء اللحم السوداني طازجا في الأسواق المحلية، بعد نقله جوا لمدة أربع ساعات، وهو ما من شأنه أن يمكن الجزائريين من تجاوز الجدل الدائر حول شرعية استهلاك اللحوم المجمدة المستوردة من دول غير إسلامية، على غرار الأورغواي والبرازيل والدنمارك والنرويج..التي لا تراعي في عملية الذبح الطرق الشرعية المتعارف عليها محليا. وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، قد أكد في وقت سابق وجود إرادة سياسية في بعث العلاقات مع الأشقاء في السودان، سيما في مجال استيراد اللحوم، غير أنه تنصل من المسؤولية في تجسيد هذا الهدف، وألقى بالكرة في مرمى المستثمرين بحجة أنهم الجهة الوحيدة، مكتفيا فقط بتقديم تسهيلات في إشارة إلى الخدمات البيطرية، فيما تبقى الجهات المسؤولة تتفرج على استيراد اللحم المجمد "الجيفة"، من دول بعيدة وبأسعار مرتفعة، في مفارقة تبقى بحاجة إلى تفكيك طلاسمها. وتتكفل السودان بتصدير كافة احتياجات دول الخليج ومصر من اللحوم الحمراء، كما تصدر الملايين من الأغنام إلى المملكة العربية السعودية، عند كل موسم حج. وفي سياق آخر، أسندت رئاسة مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية السودانية، إلى النائب والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، وهي المبادرة التي اعتبرها السفير حامد الفكرة، خطوة من شأنها أن تزيد من قوة ومتانة العلاقات بين الجزائر والخرطوم، التي تشهد حركية غير مسبوقة منذ نوفمبر المنصرم.