الشاعر عبد الرحمن أمالو بعد أن أصدر ديوانا شعريا موجها للمكفوفين الجزائريين مطبوع بطريقة "براي" تحت عنوان "الكلمات الأوجاع"، واصل الشاعر عبد الرحمن أمالو جهوده الموجهة لخدمة هذه الشريحة من المجتمع، حيث قام باقتناء وتوزيع 100 مصحف مطبوع بنفس الطريقة على المكفوفين، مساهمة منه في تمكينهم من قراءة وحفظ كتاب الله عز وجل. الشروق التقت أمالو وتحدثت معه في هذه الدردشة: حدثنا عن مبادرتك باقتناء وتوزيع نسخ من المصحف الشريف المطبوعة بطريقة "براي"، وهل تركت آثارا إيجابية؟ لقد قام الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية "وحدة براي" طبع عدد من المصاحف الشريفة بطريقة "براي"، باع جزءا منها لوزارة الشؤون الدينية، أما الجزء الآخر فشاء المولى تعالى أن أكون وسيلة سخرها بمشيئته لأضع 100 نسخة بين أيدي المكفوفين، حيث زرت ذات يوم مقر الديوان ولمحت ذلك الكم الهائل من كتب القرآن الكريم، عندها راودتني فكرة اقتنائها جميعا وإهدائها للمكفوفين، خاصة ممن يقطنون في الأماكن النائية، من الذين يصعب عليهم التردد على المدارس والمراكز الخاصة بالمكفوفين لطلب العلم والمعرفة. أفهم من إجابتك أنك اقتنيت جميع النسخ من مالك الخاص وأهديتها للمكفوفين المحرومين من قراءة القران الكريم؟ نعم، ثم ما الفائدة من طبعها دون توزيعها، إذا لم يستفد منها الكفيف وتصبح جزءا من حياته، تضيء حياته وتعوضه عن نور عينيه، فلماذا لا نكون نحن ولو للحظة جزءا من عالمهم وننير طريقهم بالعلم كما أنار الله طريقنا. سبق وأن قمت بطبع ديوانك الشعري "الكلمات الآلام" على طريقة "براي"، حدثنا عن هذه التجربة كنت في منطقة أزفون أتجول بقريتي الصغيرة، وفجأة لمحت مكفوفا يستمع إلى الراديو، اقتربت منه وتجاذبت معه أطراف الحديث عن حياته اليومية، عندها اكتشفت بأن لديه رغبة كبيرة في الاطلاع على ما يحدث في العالم من أخبار وأحداث يومية، فراودتني فكرة إصدار ديواني الشعري بطريقة "براي"، فقمت بطبع 2000 نسخة، وأرفقتها بأقراص مضغوطة. هل تلقيت عروضا من جهات معينة تطلب تقديم مساعدة مالية لطبع ديوانك؟ جاءني عرض من السعودية، أعجبت بفكرتي وأبدت استعدادها لطبع الديوان على حسابها، لكنني رفضت وقلت في قرارة نفسي لم لا تكون فكرتي جزائرية مائة بالمائة، فيمكننا نحن الجزائريين أن ننجز هذه الكتب، ونوزعها في الوسط الجزائري وعبر العالم و بكل اللغات، وهذا ما فعلته عندما طبعت ديوان "الكلمات الأوجاع" بأكثر من خمس لغات، وقمت بتوزيعه على سفارات الجزائر بتلك البلدان، وكتبي موجودة حاليا حتى في صالونات الكتاب بفرنسا. هل لديك مشاريع أخرى في الأفق؟ هناك الكثير من الأفكار والمشاريع التي تراودني حاليا، وأصبو لتنفيذها وكلها تصب في خانة خدمة الكفيف وبالأخص فئة الأطفال، وأصبحت أعتبر نفسي مسؤولا عن جزء من عالمهم، وسيبقى المكفوف ينتظر مني ومنكم المبادرة.