لقي أربعة أفراد ينتمون لجهاز الدرك الوطني في العشرينات من العمر مصرعهم، وأصيب خمسة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، مساء أول أمس، إثر انفجار للديناميت عن طريق الخطأ، بورشة أشغال مشروع الطريق السيّار شمال جنوب في شقه الرابط بين البليدة والبرواقية الذي تشرف عليه شركة صينية. الحادث مثلما أوردته "الشروق" في عددها ليوم السبت، وقع في حدود السادسة مساء، وتحديدا بالقرب من النفق المروري الثاني، حيث يباشر عمال صينيون تفتيت الصخور لشق معبر جبلي يقع في الحدود المتاخمة بين الشفة بولاية البليدة والحمدانية في المدية. وعن سبب وقوع الانفجار؛ فإنه يعود، حسب مصادر مطلعة، إلى خطأ في تقدير توقيت انفجار الألغام، التي كان يشرف الدركيون على متابعة تفجيرها، في إطار أشغال الحفر التابعة للنفق. حيث ظنّ الدركيون أنّهم قد أنهوا عملية تفجيرات متفرقة كل حسب توقيتها، وفي وقت هموا فيه بحمل معدّاتهم ومغادرة النفق، تفاجؤوا بانفجار لغم، لم يتم تقدير وقت انفجاره بدقة. ما أدى إلى إصابتهم جميعهم إصابات التي بالغة الخطورة. وقد سارعت سيارات الإسعاف التابعة لوحدات الحماية المدنية لنقل الجرحى لتلقي العلاج، في حين حوّلت جثث الدركيين الأربعة نحو المركز الصحي الكائن بمقر الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، وحسب مصادر الشروق فإن اثنين منهم يعملان بفرقة الدرك الوطني بالشفة واثنين تابعان لمجموعة التدخل والاحتياط رقم 25 بالبليدة، وكان الضحايا يتولون مهام تأمين نقل مادة الديناميت وحراسة العمال الصينيين بالمشروع. للإشارة، فإن الحادث يعد الثاني من نوعه بالمنطقة، حيث أسفر انفجار لغم لتفتيت الصخور عن طريق الخطأ، بمنطقة الماقرونات حيث تجري أشغال مشروع إنجاز نفق تشرف عليه مؤسسة كوسيدار بمدخل بلدية حمام ملوان شرق البليدة بتاريخ 30 مارس 2016 عن مقتل عاملين وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة.
قائمة الضحايا: 1.ميموني لحسن من ولاية بشار 2.الرقيب أمين رأس العيون ولاية باتنة 3.حبيب بوطالب من ولاية خنشلة 4.سديرة صالح فرجيوة ولاية ميلة
صلاح الدين معروف بحسن أخلاقه وطيبته فرجيوة تودع أحد ضحايا انفجار نفق الشفة توفي صلاح الدين سديرة البالغ من العمر 24 سنة، وهو شاب أعزب، يقطن بحي الصومام وسط بلدية فرجيوة غرب عاصمة الولاية ميلة، والذي يعمل في صفوف الدرك الوطني بولاية البليدة، السبت، وذلك في الحادث الذي وقع عن طريق الخطأ في الانفجار الذي وقع بمشروع شق النفق الرابط بين المديةوالبليدة في إطار أشغال إنجاز الطريق السريع جنوب شمال. وأفادت مصادر مقربة من العائلة للشروق اليومي، أن الضحية برتبة عريف في سلاح الدرك الوطني، وهو ينحدر من عائلة بسيطة تتكون من 4 إخوة، 3 ذكور وبنت. وكان الضحية يعيش رفقة عائلته بمدينة فرجيوة، حيث توفي فورا عقب الانفجار الذي تعرض له رفقة 3 من زملائه أثناء تأدية واجبه المهني داخل النفق متأثرا بإصاباته البليغة. وقد خلفت حادثة وفاة صلاح الدين شهيد الواجب الوطني حالة من التأثر والحزن العميقين في أوساط أصدقائه وجيرانه المقيمين بطريق الوزن الثقيل بحي الصومام وسط مدينة فرجيوة، كيف لا، وهو الذي يشهد له الجميع بحسن السلوك والأخلاق وحسن الجوار، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها عائلته. كما هزت هذه الحادثة المأساوية مشاعر سكان الولاية الذين دعوا بالرحمة لكل ضحايا الحادث، فيما توجه العشرات على شكل مجموعات إلى منزل العائلة لتقديم واجب العزاء والوقوف مع أهل الفقيد ماديا ومعنويا، في انتظار وصول جثمانه إلى مسقط رأسه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وتشييع جنازته بمقبرة البلدة.
مدينة تاوزيانت تعلن الحداد على فقيدها حبيب بوطالب الفقيد أوصى زوجته بابنته 20 دقيقة قبل وفاته خيم جو من الحزن والأسى بمدينة تاوزيانت، غرب ولاية خنشلة، بعد تلقيها خبر وفاة الشاب حبيب بوطالب، صاحب 33 ربيعا من العمر، دركي بالفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشفة، بولاية البليدة، أثناء مهمة رسمية، إثر انفجار كمية معتبرة من مادة الديناميت، رفقة اثنين من رفقائه، بأحد أنفاق مدينة البليدة، أين أعلنت مدينة تاوزيانت الهادئة الحداد على روح فقيدها، الذي تزامن استشهاده مع ارتداء مدينته الثوب الأبيض. ووصل جثمانه نهار أمس، قبل أن يشيع في موكب جنائزي رسمي، نحو مقبرة المدينة، بحضور جمع غفير من أبناء تاوزيانت، وأفراد عائلته، والسلطات المدنية والعسكرية، بعد أن ألقى رفقاؤه النظرة الأخيرة عليه، بالقرب من منزله العائلي، وسط صدمة كبيرة، لم يصدقها الكل. وخلال مراسيم الجنازة، تقربت "الشروق "، من شاب كانت تظهر عليه علامات الصدمة، ولم تفارق الدموع عينيه، منذ وصولنا إلى الحي الجميل مقر إقامة الفقيد لحبيب، حيث اعتقدنا أنه شقيقه، غير أنه أكد لنا أنه صديقه وابن بلدته. وقال لنا رشيد: "كنت على موعد معه اليوم بمدينة البليدة، بغرض جلب بعض الحاجيات، حيث اتفقت معه على الالتقاء، غير أنني سمعت الخبر قبل وصولي إلى البليدة لأعود مع جثمانه بدل لقائه". كما أكد أحد أقارب الراحل أن حبيب اتصل بزوجته قبل وفاته بعشرين دقيقة، وأخبرها عن حاله وأوصاها بابنته الوحيدة، وحثها على الاعتناء بها وتعليمها كي تتمكن من دخول مدرسة أشبال الأمة، وتكون بمثابة خلف صالح.